
وزارة الاتصالات توضح وتفند وقع الخدمة في السويداء وتعلن خطة طوارئ
أصدرت وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات، في الحكومة السورية يوم الأحد 20 تموز/ يوليو، بياناً توضيحياً حول واقع خدمات الاتصالات في محافظة السويداء، في ظل الانقطاعات المتكررة التي شهدتها المنطقة خلال الأيام الماضية، مؤكدة أن الأسباب تقنية ولوجستية بحتة، تتعلق بنفاد الوقود اللازم لتشغيل المقاسم الأرضية وأبراج الشبكات الخلوية، وسط تحديات أمنية تعيق وصول الفرق المختصة.
ووفقاً لما جاء في البيان، فإن الانقطاعات ناتجة "حصرياً عن صعوبات تقنية ولوجستية"، ترتبط مباشرة بعدم توفر الوقود لتشغيل التجهيزات الفنية، ما أثّر بشكل كبير على خدمات الهاتف الأرضي، وشبكات الإنترنت، والتغطية الخليوية، بالتزامن مع "تعذّر إيصال كميات جديدة من الوقود بسبب إعاقة جهود الإمداد من قبل المجموعات الخارجة عن القانون".
وأضافت الوزارة أن واقع الاتصالات في المحافظة "يتأثر بعمق بالوضع الميداني"، مشيرة إلى أن أي انقطاع في هذه الخدمة يُمثّل تهديداً لحياة السكان، خصوصاً في ظل الأوضاع الإنسانية الصعبة، وافتقاد وسائل الاطمئنان والتواصل بين الأهالي.
وفي محاولة لتدارك الأزمة، أطلقت الوزارة بالتعاون مع شركائها في قطاع الاتصالات حزمة من الإجراءات الطارئة، كان من أبرزها إعادة تشغيل خدمة الإنترنت الأرضي مساء الجمعة 18 تموز، بعد تخصيص كميات من الوقود من مخزون الشركة السورية للاتصالات لتغذية المقاسم.
وتزويد أبراج شركات الاتصالات الخلوية بالوقود المتاح، لضمان استمرارية التغطية الخلوية وتعزيز التغطية من أبراج واقعة على أطراف محافظة درعا، كحلّ إسعافي مؤقت وتفعيل "نظام التجوال الوطني"، بما يسمح للمشتركين باستخدام الشبكة الأقرب سواء كانت من "سيريتل" أو "MTN".
والعمل على توفير أجهزة الاتصال الفضائي، لتغطية النقص الحاصل في الخدمة، وكشفت الوزارة أن محاولة قامت بها فرق فنية مختصة لدخول المحافظة "باءت بالفشل"، بسبب اعتراضها من قبل جهات لم تسمّها، الأمر الذي حال دون تنفيذ خطط الصيانة الميدانية، وتزويد المحطات بالمحروقات اللازمة.
وأكدت وزارة الاتصالات في ختام بيانها "الالتزام الكامل بخدمة مواطنينا وأهلنا السوريين على امتداد البلاد"، لكنها أبدت أسفها على أن "الخدمات ستبقى عرضة للانقطاع في ظل تعذر إدخال كميات جديدة إلى المحافظة"، مشددة على أن كوادرها على أهبة الاستعداد للتحرك الفوري متى ما توفرت الظروف الآمنة لعملها.
وكانت نفت وزارة الطاقة في الحكومة السورية، يوم الأحد 20 تموز/يوليو، صحة الإشاعات المتداولة حول وجود قطع متعمّد للكهرباء والمياه عن محافظة السويداء جنوبي البلاد.
وقال مدير الاتصال الحكومي في الوزارة، أحمد السليمان، إن الانقطاعات التي شهدتها المحافظة خلال الساعات الماضية تعود لأسباب خارجة عن إرادة الوزارة، في مقدمتها الاعتداءات الإسرائيلية التي طالت البنى التحتية في المنطقة، إلى جانب أعمال تخريب متعمدة تنفذها مجموعات خارجة عن القانون.
وأشار إلى أن الوزارة تتابع عن كثب تطورات الوضع في المحافظة، وقد باشرت بتجهيز فرقها الفنية للتدخل الفوري ومعالجة الأعطال، بما في ذلك إصلاح أحد خطوط الكهرباء المتضررة، خاصة بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وشدّد على أن الوزارة حريصة كل الحرص على تأمين أفضل مستوى ممكن من الخدمات لأهالي السويداء، وتعمل على إعادة الاستقرار إلى شبكات الكهرباء والمياه في أسرع وقت، رغم التحديات الأمنية والفنية الراهنة.
وتشهد محافظة السويداء توترات أمنية متقطعة منذ عدة أشهر، تزامنت مع تحديات خدمية متزايدة على صعيدي الكهرباء والمياه وفي هذا السياق، تعمل بعض الجهات على توظيف هذه الأزمات في سياق سياسي ممنهج، عبر ترويج روايات تتهم الدولة السورية بتعمد قطع الخدمات عن المحافظة.
ويرى مراقبون أن هذه الحملات تهدف إلى تغذية مشاعر السخط الشعبي وزعزعة الثقة بين المواطنين والدولة، خصوصاً في بيئة تشهد اختراقات أمنية ومحاولات خارجية لاستثمار الفوضى القائمة وتأتي تصريحات وزارة الطاقة كجزء من جهود حكومية للرد على تلك المزاعم، وطمأنة الأهالي بأن الأزمات الخدمية ناتجة عن ظروف خارجة عن السيطرة، من اعتداءات إسرائيلية متكررة إلى أعمال تخريب تنفذها مجموعات خارجة عن القانون، وليس نتيجة لسياسات متعمدة.