وزارة الطوارئ: قصف "قسد" عرقل العمل الإنساني في حلب واستهدف فرق الدفاع المدني
قالت وزارة الطوارئ والكوارث في تقرير عن استجابة الدفاع المدني السوري، للأحداث المتوترة في مدينة حلب ليوم الاثنين 22 كانون الأول، إن مدينة حلب، شهدت تصعيداً خطيراً تمثل في قصف مباشر وهجمات متفرقة نفذتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المتمركزة في حيي الشيخ مقصود والأشرفية، مستهدفة أحياء مدنية ومواقع حيوية، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في صفوف المدنيين، واستهداف مباشر لفرق الدفاع المدني السوري أثناء قيامها بمهامها الإنسانية.
ووفق بيان صادر عن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث، فقد استجابت فرق الدفاع المدني السوري لعدة نداءات استغاثة من مناطق مختلفة في المدينة، رغم الاستهدافات المتكررة التي طالت كوادرها ومعداتها.
شهداء وإصابات في حي الجميلية ودوار الشيحان
أسفر القصف الذي استهدف أحد المنازل في حي الجميلية عن استشهاد سيدة وطفلها، وإصابة طفلتها، حيث اندلع حريق كبير في المنزل عقب القصف، وتمكنت فرق الإطفاء من إخماده وانتشال الجثامين. كما أصيبت طفلتان بجروح جراء إطلاق نار استهدف المدنيين قرب دوار الشيحان.
إصابة عنصرين من فرق الدفاع المدني
وفي حادثة منفصلة، تعرّضت سيارة إنقاذ تابعة للدفاع المدني لإطلاق نار مباشر أثناء توجهها إلى مقر مديرية الطوارئ بحلب، ما أدى إلى إصابة عنصرين من الطاقم (عاصم عبد السلام وبلال حسن) بجروح، وتم إسعافهما فوراً إلى المشفى. السيارة كانت تحمل شارات واضحة، والعناصر كانوا يرتدون الزي الرسمي للدفاع المدني.
حرائق متكررة واستهداف متعمد لفرق الإطفاء
تعاملت فرق الإطفاء مع أربعة حرائق متفرقة ناجمة عن القصف، أبرزها في حي الجميلية، وحي الشيخ طه، حيث تعرّض الفريق للقنص أثناء محاولة الإخماد. وفي حي السريان، تعرضت فرق الإطفاء لقذيفة هاون أثناء عملها في مبنى الجمارك، ما اضطرها للانسحاب المؤقت قبل أن تعود لاحقاً وتخمد الحريق الذي امتد لثلاث مركبات.
وزارة الطوارئ: اعتداءات متكررة تعرقل العمل الإنساني
أكدت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث أن فرق الدفاع المدني تعرّضت لثلاث هجمات مباشرة أثناء تأديتها للواجب، معتبرةً أن هذه الهجمات المتكررة تشكل دليلاً على استهداف ممنهج لطواقم الإغاثة، وتهدف إلى منعها من أداء دورها في إنقاذ المدنيين وإخماد الحرائق وتأمين الأحياء المتضررة.
الوزارة شددت على أن هذه الاعتداءات تمثل خرقاً خطيراً للقانون الإنساني، وجريمة تستوجب الإدانة، مؤكدة استمرارها في الاستجابة رغم المخاطر، وناشدت الجهات المحلية والدولية لتحمّل مسؤولياتها في حماية الكوادر الإنسانية ومنع تكرار هذه الانتهاكات.
وكانت وأعلنت وزارة الصحة السورية، مساء يوم الإثنين، وفاة شاب ووالدته وإصابة ثمانية أشخاص، بينهم طفل وطفلة وعنصران من الدفاع المدني، جراء قصف استهدف منطقة سكنية قرب مستشفى الرازي في مدينة حلب.
وأوضحت الوزارة أن فرق الإسعاف نقلت جميع المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم، مؤكدة أن حالتهم الصحية تخضع للمتابعة الطبية المستمرة من قبل الكوادر المختصة.
وبيّنت أن القصف طال محيط منشآت طبية، معتبرة ذلك انتهاكًا يهدد سلامة المدنيين واستمرارية الخدمات الصحية، ومشددة على أن استهداف المناطق القريبة من المرافق الطبية يشكّل خطرًا مباشرًا على المرضى والطواقم الطبية.
وفي السياق ذاته، أكدت وزارة الصحة أن جميع مستشفيات محافظة حلب في حالة جاهزية تامة، مع استنفار الكوادر الطبية وتأمين المستلزمات والأدوية الضرورية للتعامل مع أي طارئ.
ودعت الوزارة المواطنين إلى توخي الحذر والابتعاد عن النوافذ والشرفات والالتزام بالأماكن الآمنة قدر الإمكان، مشيرة إلى ضرورة الاتصال برقم الطوارئ 110 أو التوجه إلى أقرب مركز صحي في حال وقوع أي إصابة، مع التأكيد على أهمية الاعتماد على المصادر الرسمية وعدم تداول الشائعات
الجيش ينفي مزاعم قسد ويحمّلها مسؤولية التصعيد
من جهتها، نفت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية ما روجته قنوات إعلامية تابعة لـ"قسد" حول تعرّض مواقعها لهجوم من قبل الجيش السوري في حيي الشيخ مقصود والأشرفية.
وأكدت الوزارة أن قوات "قسد" هي من بادرت بالهجوم على نقاط انتشار قوات الأمن الداخلي والجيش السوري في محيط حي الأشرفية، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوفهم، مضيفة أن وحدات الجيش تتعامل مع مصادر النيران التي تستهدف منازل المدنيين وتحركاتهم في المنطقة، وتواصل الرد على نقاط إطلاق النار في حيي الشيخ مقصود والأشرفية.