
وسط تصعيد عسكري في الجنوب... وزراء إسرائيليون يدعون علنًا لاغتيال الرئيس "الشرع"
دعا وزير شؤون الشتات في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، عميحاي تشيكلي، إلى اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع، على خلفية التطورات الجارية في محافظة السويداء واستمرار الغارات الإسرائيلية على مواقع للجيش السوري جنوب البلاد.
وقال تشيكلي في تغريدة نشرها عبر منصة "إكس" إن "من يعتقد أن الرئيس السوري أحمد الشرع زعيم شرعي فهو واهم"، واصفًا إياه بـ"الإرهابي والقاتل والهمجي الذي يجب القضاء عليه فورًا"، على حد تعبيره. وأضاف أن "إسرائيل لا ينبغي أن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما سمّاه بنظام الإرهاب الإسلامي النازي".
كما اتهم الوزير الإسرائيلي الرئيس الشرع بارتكاب مجازر بحق المدنيين في السويداء، وادعى أن "القيادات الأوروبية صمتت سابقًا عن مجازر بحق العلويين، وها هي تتجاهل الآن ما يحدث بحق الدروز"، في محاولة لتحريض الرأي العام الدولي ضد الحكومة السورية الجديدة.
وفي تغريدة أخرى، نشر تشيكلي مقطع فيديو للرئيس الشرع خلال حديثه مع مقاتلين من هيئة تحرير الشام، وعلّق عليه بالقول: "لا ينبغي إبرام أي اتفاق مع العدو"، معتبرًا أن ما يجري "تكرار لأخطاء الماضي"، وداعيًا إلى "فهم جوهر الإسلام السياسي"، حسب وصفه.
من جانبه، اتهم وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الرئيس السوري بارتكاب "مجزرة وحشية" في السويداء، معتبرًا أن "السلطة الحالية في دمشق لا تختلف عن سابقتها"، ومؤكدًا أن "إسرائيل لن تتراجع عن السيطرة على المنطقة العازلة وقمة جبل الشيخ تحت أي ظرف"، زاعمًا أن تلك المناطق "ضرورية لحماية مستوطنات الجولان والدروز جنوب سوريا".
خلفية سياسية وأمنية
يأتي هذا التصعيد الكلامي بالتوازي مع غارات جوية شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء السبت، استهدفت آليات ومواقع عسكرية تابعة للجيش السوري في محافظتي السويداء ودرعا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وفق ما أفادت مصادر ميدانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الضربات "نُفّذت بتوجيه من المستوى السياسي"، مدعيًا أن "قوافل من ناقلات الجنود والدبابات السورية كانت تتحرك نحو مدينة السويداء، ما استدعى التدخل".
من هو عميحاي تشيكلي؟
يشغل عميحاي تشيكلي منصب وزير شؤون الشتات في حكومة بنيامين نتنياهو منذ عام 2022، ويُعد من أبرز الشخصيات اليمينية المتشددة في إسرائيل. خدم سابقًا كضابط في جيش الاحتلال، وينتمي إلى خلفية دينية قومية متطرفة، لطالما استخدمها لتبرير مواقفه المعادية للفلسطينيين والسوريين.
اشتهر تشيكلي بخطابه التحريضي ضد الفلسطينيين، وتأييده العلني لضم الضفة الغربية، كما هاجم المظاهرات المؤيدة لفلسطين في الجامعات الأميركية، وشبّهها بوباء "الفنتانيل"، في تصريح أثار موجة انتقادات من منظمات يهودية وأوساط سياسية ليبرالية.
ويُعرف الوزير الإسرائيلي أيضًا بعدائه للجاليات اليهودية الإصلاحية في الولايات المتحدة، رغم إشرافه على ملف "علاقات الشتات"، وقد أثار غضبًا واسعًا في آذار الماضي عندما اعتذر لسياسيين أوروبيين ينتمون إلى أحزاب ذات خلفيات نازية، خلال مؤتمر حكومي رسمي حول معاداة السامية، ما أدى إلى انسحاب جهات يهودية بارزة من الحدث.