
"مظلوم عبدي" يتحدث عن تلقيه مناشدات من أهل السويداء
تحدث القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، "قسد"، "مظلوم عبدي"، عن تلقيه مناشدات من أهالي السويداء لتأمين ممرات آمنة للمدنيين ووقف الهجمات التي تطال الأحياء السكنية، معبّرًا عن تضامنه مع المدنيين ورفضه لاستهداف النساء والأطفال والرموز الدينية.
وقال "عبدي"، في منشور على حسابه في منصة إكس، اليوم الثلاثاء، إن ما يحدث في السويداء من قتل واستهداف للرموز المجتمعية والدينية يُعد جريمة بحق الإنسانية وقيم السوريين، داعيًا إلى "وقف هذه الأعمال العدوانية فورًا ومحاسبة المسؤولين عنها".
وأضاف أن الوقت قد حان بعد 14 عامًا من الحرب، "لوقف نزيف الدم، والانتقال من منطق السلاح إلى منطق الحوار والعقل"، معتبرًا أن "قضية أهلنا الدروز قضية وطنية بامتياز، ويجب أن تُحل ضمن إطار دستوري جامع، يضمن حقوق الجميع ويصون كرامة كافة المكونات السورية".
وفي سياق التفاعل مع منشور "عبدي"، يذهب مراقبون إلى أن بيانه رغم ما حمله من لغة تصالحية ومواقف إنسانية، قد يُفسَّر في بعض الأوساط على أنه محاولة لاستثمار الأحداث الجارية في السويداء لتثبيت حضور سياسي خارج منطق الدولة، خاصة وأن عبدي نفسه لطالما اتخذ مواقف متشددة تجاه الدولة السورية، ورفض مرارًا مبادرات الحوار المتعلقة بالمنطقة الشرقية، متمسكًا بصيغة الأمر الواقع في مناطق سيطرة "قسد".
وتشير تقارير إعلامية أنه منذ منتصف عام 2023، وبعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في السويداء ضد نظام الأسد البائد عن وجود علاقات بين "قسد" وحزب اللواء السوري الذي يطالب بإنشاء إقليم مستقل في الجنوب السوري، وقوة مكافحة الإرهاب التي كانت بمثابة الذراع العسكري للحزب المذكور.
ووفقاً لتلك التقارير، فإن "قسد" ساهمت منذ عام 2022 في تقديم تدريبات ودعم لقوة مكافحة الإرهاب، التي حصلت أيضاً على منح مالية من قوات التحالف الدولي في سوريا التي تشمل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، والتي تقيم قواعد في مناطق شمال شرق سوريا الخاضعة لقوات "قسد".
وقد مارس نشطاء ينتمون إلى "قسد" دعاية قوية لصالح الشيخ الدرزي "حكمت الهجري" والمجلس العسكري في السويداء الرافضين لدخول الحكومة السورية إلى المحافظة الجنوبية، واعتبروا أن مطالبهم تنم عن رغبة بتطبيق اللامركزية في سوريا.
ولا تفوت قوات "قسد" الفرصة لاستثمار أي خلاف بين المكونات السورية، من أجل التأكيد على أنها الخيار الأفضل لسوريا، حيث قدم المحسوبون عليها خطاباً مناصراً للمطالبين بعدم دخول القوات الحكومية إلى السويداء ومناطق سكن الدروز بريف دمشق مثل صحنايا وجرمانا، كما أتاحت "قسد" المجال لمظاهرات نددت بما وصفته "مجاز بحق سكان الساحل السوري".