قال توماس باراك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا والسفير الأمريكي لدى تركيا، في مقابلة مع قناة NTV التركية، إن سياسة الولايات المتحدة الحالية تجاه سوريا لن تكون مشابهة لسياساتها خلال المئة عام الماضية، مؤكداً أن تلك السياسات لم تحقق النجاح.
وردًا على سؤال حول موعد إعلان الولايات المتحدة عدم حاجتها لوحدات حماية الشعب الكردية (قسد) وما إذا كان سيأتي يوم كهذا، أكد بَرَّاك أن دعم قسد يُقدّم لحليف، وهو أمر يحظى بأهمية كبيرة لدى الكونغرس. وأشار إلى ضرورة توجيه قسد نحو الاندماج في الحكومة السورية الجديدة، داعياً الجميع إلى تبني توقعات واقعية ومنطقية.
وأضاف توماس باراك أن الرئيسين الأمريكي السابق دونالد ترمب والتركي رجب طيب أردوغان قاما بخطوة مذهلة بإعطاء الحكومة السورية الجديدة فرصة لم يكن أحد يتوقعها، وختم بالإشارة إلى أن تقليص عدد القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا يمثل أولوية، مع خطة لخفضها من ثماني قواعد إلى قاعدة واحدة في النهاية.
وكانت كشفت وكالة “رويترز” في تقرير حصري، أن الولايات المتحدة أعطت موافقتها المبدئية لخطة تقدّمت بها القيادة الجديدة في سوريا، تقضي بدمج آلاف المقاتلين الأجانب السابقين في صفوف “هيئة تحرير الشام” ضمن تشكيل جديد في الجيش السوري، تحت اسم “الفرقة 84”، وذلك شريطة تنفيذ الخطة بشفافية تامة.
ونقل التقرير عن توماس باراك، السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، قوله من دمشق: “يمكنني القول إن هناك تفاهماً، بشرط الشفافية”، مضيفاً أن إبقاء هؤلاء المقاتلين ضمن مشروع دولة هو أفضل من استبعادهم، لاسيما وأن العديد منهم “مخلصون جداً” للإدارة السورية الجديدة.
وسبق أن اعتبرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، أن تعيين الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرجل الأعمال اللبناني الأصل توم باراك، سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، مبعوثًا خاصًا إلى سوريا، تمثل “تحوّل لافت في السياسة الأميركية بالشرق الأوسط”، وقد تثير قلقًا متزايدًا في الأوساط الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة، في تقرير للكاتب بن صموئيلز، إن توسيع دور باراك، وهو حليف قديم لترامب، يعكس توجهًا أميركيًا متصاعدًا نحو تعزيز التعاون مع تركيا في الملف السوري، مقابل تراجع نفوذ إسرائيل في معادلة صناعة القرار الأميركي بشأن سوريا.
ورأت هآرتس أن تعيين باراك يأتي بعد لقاء ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في منتصف مارس الماضي، وإعلانه الرسمي عن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وهو ما يؤكد أولوية “الاستقرار السوري” في استراتيجية واشنطن الجديدة، حتى لو جاء ذلك على حساب التحالفات التقليدية، ومنها إسرائيل.
وسبق أن أعلن عضو اللجنة المكلفة بإتمام الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية، العميد زياد العايش، أنه تم خلال لقاء مع وفد من القوات الاتفاق على عدد من الملفات المهمة، ولفت إلى أن الاجتماع عُقد في أجواء إيجابية اتسمت بروح المسؤولية والحرص المتبادل على المصلحة الوطنية.
وأضاف أن التوافق شمل تشكيل لجان فرعية تخصصية لمتابعة تنفيذ اتفاق 10 مارس، الموقع بين الرئيس أحمد الشرع والجنرال مظلوم عبدي، كما تم الاتفاق على السعي لحل المشاكل العالقة المتعلقة بالامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التعليمية. وناقش الطرفان أيضاً آليات تسهيل عودة المهجّرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعترض طريق هذه العودة.
وأكد العايش التوافق على إعادة تفعيل اتفاق حيي الأشرفية والشيخ مقصود في حلب، والعمل على معالجته بما يعزز الاستقرار والسلم الأهلي، وأشار إلى تأكيد الطرفين التزامهما بالحوار البناء والتعاون المستمر، لخدمة وحدة سوريا وسيادتها، وتحقيق تطلعات الشعب في الأمن والاستقرار. وتم الاتفاق على عقد اجتماع آخر قريباً لاستكمال النقاش ومتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.