أعلنت وزارة الأوقاف السورية، اليوم الأحد، عن انطلاق أولى قوافل الحجاج السوريين من مطار دمشق الدولي إلى مطار الملك عبد العزيز في جدة، إيذاناً ببدء موسم الحج لهذا العام 1446 هـ/2025 م. وقال المتحدث باس...
قوافل الحجاج السوريين تبدأ رحلتها إلى مكة لأداء مناسك الحج
١٨ مايو ٢٠٢٥
● أخبار سورية

أزمة صحية في شمال غربي سوريا: إغلاق المرافق الطبية وارتفاع التكاليف يهددان حياة المدنيين

١٨ مايو ٢٠٢٥
● أخبار سورية
نائب جمهوري: سوريا على طريق التحول لحليف استراتيجي
١٨ مايو ٢٠٢٥
● أخبار سورية

تصاعد حرائق الصيف في سوريا: فرق الإطفاء تتعامل مع عشرات الحرائق وسط تحديات ميدانية خطيرة

١٨ مايو ٢٠٢٥
● أخبار سورية
● آخر الأخبار عرض المزيد >
last news image
● أخبار سورية  ١٨ مايو ٢٠٢٥
قوافل الحجاج السوريين تبدأ رحلتها إلى مكة لأداء مناسك الحج

أعلنت وزارة الأوقاف السورية، اليوم الأحد، عن انطلاق أولى قوافل الحجاج السوريين من مطار دمشق الدولي إلى مطار الملك عبد العزيز في جدة، إيذاناً ببدء موسم الحج لهذا العام 1446 هـ/2025 م.

وقال المتحدث باسم الوزارة، أحمد الحلاق، إن الرحلات ستستمر بشكل يومي حتى الثاني من حزيران، ضمن جدول منظم يراعي راحة الحجاج وسلامتهم، مضيفاً أن الوزارة أنهت جميع الترتيبات الإدارية والشرعية والطبية، وجهّزت فرقاً من المشرفين والمرشدين الدينيين لمرافقة الحجاج وتقديم الدعم والإرشاد طيلة فترة الرحلة.

وقال مشرف البعثة السورية إلى الحج حيان درويش "لأول مرة في كل مواسم الحج تم وضع بطاقة صدرية للمسافرين تحتوي على رمز QR، عند مسح هذا الرمز يتم عرض معلومات عن الحاج، مثل طريقة التواصل مع رئيس مجموعته وروابط لموقع مخيم عرفات، وموقع فندق في مكة، وآخر في المدينة، ما يسهل على الحجاج سفرهم والوصول إلى أماكن إقامتهم".

وأكد مدير مكتب دمشق في مديرية الحج بوزارة الأوقاف الأستاذ عمران شيخ يوسف لـ سانا ان رحلات الحجاج السوريين من مطار دمشق الدولي ستكون بمعدل 5 رحلات يومياً بعدد إجمالي 66 رحلة انطلاقاً من مطار دمشق الدولي.

وشهد مطار دمشق الدولي انتشاراً لفِرق الدفاع المدني لتأمين خدمات الإسعاف والرعاية الصحية الأولية، والتدخل السريع عند أي طارئ، في خطوة تهدف لضمان سير الرحلات بسلاسة وكفاءة.

تسهيلات موسمية شملت الجوازات والقرعة

وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في نيسان الماضي عن تخفيض رسوم إصدار جوازات السفر بنسبة 50% للحجاج السوريين، سواء داخل البلاد أو خارجها، وذلك ضمن حزمة إجراءات تهدف إلى تسهيل أداء المناسك، خاصة لكبار السن والمقيمين في دول الجوار.

كما أُقيمت قرعة الحج بحضور وزير الأوقاف محمد أبو الخير شكري، وشخصيات دينية وإدارية، حيث خُصصت المرحلة الأولى لاختيار 1,575 حاجاً ممن تجاوزت أعمارهم 70 عاماً، التزاماً بالشروط الجديدة التي فرضتها السلطات السعودية، والتي حددت سقف الحجاج من كبار السن بنسبة 7% من الإجمالي.

وبحسب مدير الحج والعمرة، سامر بيرقدار، فإن التوزيع هذا العام خصص 65% من المقاعد لكبار السن، و35% للشباب، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية من القرعة ستُستكمل لاحقاً لاختيار بقية المقبولين بحسب أولوية العمر.

خدمات شاملة وكلفة موحدة

بلغت كلفة الحج لهذا الموسم 4,900 دولار، تشمل السكن والنقل والوجبات والخدمات الطبية والإدارية، وفق ما أعلنته اللجنة المعنية، على أن تبدأ عمليات التسديد خلال مدة أسبوعين من تاريخ الإعلان.

وأكد بيرقدار أن اللجنة حرصت على تأمين مساكن مريحة في مكة، ووسائل نقل آمنة بين أماكن السكن والحرم، مع تحسينات على مستوى الوجبات والخدمات الفندقية، بما يضمن أداء المناسك في بيئة صحية وهادئة.

من إشراف الثورة إلى مؤسسة الدولة

ويُشار إلى أن ملف الحج السوري كان منذ عام 2013 تحت إشراف لجنة الحج العليا التابعة للائتلاف السوري المعارض، والتي أسهمت في تطوير الملف إداريًا وتقنيًا، ونجحت في كسب ثقة وزارة الحج السعودية.

وبعد سقوط نظام بشار الأسد، نُقل الملف إلى وزارة الأوقاف السورية الحالية، ضمن عملية إعادة هيكلة شاملة للقطاع الديني والإداري، وسط تأكيدات رسمية على استمرار نهج التسهيل والشفافية، وضمان حقوق الحجاج السوريين دون تمييز.

انطلاق أولى الرحلات إلى الأراضي المقدسة يمثّل بداية موسم روحاني جديد للحجاج السوريين، وسط ترتيبات تنظيمية وصحية متكاملة، وتأكيد رسمي على تعزيز جودة الخدمات المقدّمة، في مشهد يعكس استقراراً إدارياً متقدماً في ظل المرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد.

last news image
● أخبار سورية  ١٨ مايو ٢٠٢٥
أزمة صحية في شمال غربي سوريا: إغلاق المرافق الطبية وارتفاع التكاليف يهددان حياة المدنيين

يشعر الأهالي في شمال غربي سوريا بقلق بالغ جراء توقف الدعم عن العديد من المنشآت الصحية، ما أدى إلى إغلاق بعض المراكز الطبية وتقليص الخدمات في أخرى. هذا الوضع يزيد من معاناة السكان، خصوصاً في ظل الفقر والنزوح المستمر، حيث لا يستطيع كثيرون تحمّل كلفة العلاج في المراكز الخاصة أو شراء الأدوية. كما أصبحت الحالات الطارئة تواجه خطراً حقيقياً بسبب بُعد المشافي القليلة العاملة حالياً، مما يهدد حياة المرضى، لا سيما الأطفال والنساء وكبار السن.

شهادة “عفاف العمار”، نازحة في ريف إدلب:
“كنا نذهب إلى المركز الصحي القريب من المخيم ونتلقى العلاج دون أن ندفع شيئاً، وكنت آخذ أطفالي عند المرض، وكانت اللقاحات متوفرة بسهولة، وكل الخدمات تُقدَّم مجاناً. أما الآن، بعد إغلاق المركز، فأضطر إلى الذهاب إلى مستوصف خاص، وتكلفة المعاينة الواحدة تتجاوز 100 ليرة تركية، ناهيك عن أسعار الأدوية التي تشكّل عبئاً آخر. نحن بالكاد نستطيع شراء الخبز، فكيف لنا أن نؤمّن ثمن العلاج؟ والله، إن مرضنا الآن، نبقى في البيت ونتضرع إلى الله أن يشفينا، لأننا لم نعد قادرين على تحمّل التكاليف.”

الحل البديل والصعب

مع توقف عمل كثير من المراكز الصحية المجانية، لم يعد أمام المرضى خيار سوى التوجه إلى المشافي الخاصة أو العيادات مدفوعة الأجر، حيث تصل تكلفة المعاينة الواحدة إلى مبالغ تفوق قدرة معظم العائلات. في ظل انعدام الدخل أو صعوبة الظروف المادية، أصبحت فاتورة العلاج عبئاً لا يُحتمل. بعض المرضى يؤجلون زيارة الطبيب رغم تدهور حالتهم، وآخرون يكتفون بالعلاجات المنزلية أو الأعشاب، فيما تضطر بعض العائلات لبيع ممتلكاتها القليلة أو الاستدانة لتأمين علاج أحد أفرادها. هذا الواقع يكرّس فجوة صحية خطيرة بين من يملك المال ومن لا يملكه، ويجعل الحصول على أبسط حقوق الإنسان – الرعاية الصحية – رفاهية لا يقدر عليها معظم السكان.

فقدان فرص العمل

في الوقت ذاته، أثرت الأزمة على العاملين في القطاع الصحي، خاصة أن رواتب معظم الكوادر الطبية والتمريضية توقفت، ما أجبر بعضهم على ترك عملهم أو البحث عن مصادر دخل بديلة. ورغم ذلك، يواصل عدد منهم العمل بشكل تطوعي بدافع إنساني، إلا أن غياب الحوافز والدعم يهدد بفقدان المزيد من الكوادر المؤهلة. كما تعاني المنشآت المتبقية من نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوية الأساسية، مما يجعل الطواقم عاجزة عن تقديم الرعاية اللازمة حتى للحالات البسيطة.

وبحسب ما صرحت به الطبيبة إكرام حبوش لتلفزيون سوريا:
“الفكرة التي أرغب في طرحها هي أن توقف الدعم عن مشافي شمال غربي سوريا بشكل مفاجئ ودون وجود خطة بديلة، أدى حتى الآن إلى إغلاق نحو 150 نقطة طبية.” وتتفاقم الأوضاع يوماً بعد يوم، لا سيما مع توقف المشافي التي تقدم خدمات نوعية، مثل وحدات العناية المركزة وحديثي الولادة، ما يزيد من حجم الكارثة الإنسانية في المنطقة.

ضغط على المشافي العاملة

أدى توقف الدعم عن عدد كبير من المراكز الصحية إلى ضغط هائل على المشافي التي لا تزال تعمل بدعم محدود. هذه المنشآت باتت تستقبل أعداداً تفوق قدرتها الاستيعابية اليومية، ما أدى إلى ازدحام شديد في أقسام الطوارئ والعيادات، ونقص في الأسرّة والمستلزمات الطبية. الكوادر الطبية تجد نفسها مجبرة على العمل لساعات أطول في ظل إرهاق متزايد وموارد محدودة، ما ينعكس على جودة الخدمة وسرعة الاستجابة للحالات الحرجة. كما يُضطر بعض المرضى للانتظار لساعات طويلة أو يُطلب منهم العودة في يوم آخر بسبب الاكتظاظ، مما يزيد من معاناتهم ويهدد سلامتهم الصحية.

قرار أطباء بلا حدود

أدى تراجع الدعم الإنساني الأميركي إلى إغلاق ما يقارب 150 مرفقاً صحياً في سوريا، بحسب ما أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود”، التي حذّرت من تداعيات هذا التراجع على حياة ملايين المدنيين. وشمل التأثير تسع محافظات سورية، حيث توقفت 97 نقطة للرعاية الصحية الأولية عن العمل، وأُغلق أكثر من 19 مستشفى، إلى جانب توقف 15 مركزاً طبياً متخصصاً وتعليق نشاط 20 فريقاً طبياً متنقلاً. ولفتت المنظمة إلى أن هذه الأزمة بدأت منذ نهاية شهر شباط الماضي، مشيرة إلى أن خفض التمويل دون بدائل فاقم من التدهور الحاصل في النظام الصحي، الذي يعاني أصلاً من ضغوط شديدة في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشها السوريون منذ سنوات.

last news image
● أخبار سورية  ١٨ مايو ٢٠٢٥
نائب جمهوري: سوريا على طريق التحول لحليف استراتيجي

قال النائب الجمهوري مارلين ستوتزمان إن سوريا بقيادة الرئيس أحمد الشرع “تتجه لأن تكون حليفًا رئيسيًا” للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الشرع “فتح الأبواب أمام الغرب، وأدخل النساء إلى حكومته.

وزعم ستوتزمان أن الشرع أيضا اعترف بإسرائيل كدولة ذات سيادة”، وهي خطوات اعتبرها مؤشرات على رغبة دمشق في الانخراط في النظام الإقليمي الجديد بعيدًا عن النفوذ الروسي والإيراني.

وأضاف ستوتزمان في تصريحات لصحيفة “بلايز نيوز” الأميركية أن "على واشنطن أن تكون حاضرة على طاولة القرار بينما تعيد سوريا رسم مستقبلها"، مشددًا على أن الرئيس دونالد ترامب "ينبغي أن يواصل التواصل مع الشرع، ليس فقط لدعم الازدهار في سوريا، بل كذلك لتحجيم نفوذ موسكو وبكين في المنطقة، وبناء شراكة اقتصادية جديدة".

وتأتي تصريحات ستوتزمان عقب لقاء الرئيس ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض، على هامش جولة ترامب الإقليمية التي بدأها هذا الأسبوع، بعد إعلانه رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا منذ أكثر من عقد.

وفي الاجتماع الثلاثي الذي ضم إلى جانب ترامب والشرع، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وشارك فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية الاتصال المرئي، قدّم ترامب سلسلة مطالب اعتبرها ضرورية للمضي في مسار التطبيع، شملت الانضمام إلى اتفاقيات أبراهام، إخراج “الإرهابيين الأجانب”، ترحيل المسلحين الفلسطينيين، التعاون في منع عودة تنظيم داعش، وتحمل المسؤولية عن مراكز احتجاز عناصر التنظيم في شمال شرقي سوريا.

وعن اللقاء، قال ترامب عن الشرع: "اعتقدت أنه كان رائعاً. لقد كان ممتناً جداً بشأن العقوبات"، معتبراً أن لديه فرصة حقيقية، "فهو رجل قوي وقد قام ببعض الأمور الصعبة". وأشار ترامب إلى أنه قال للشرع خلال اللقاء إن لديه ماضياً صعباً.

وقال ترامب عقب اللقاء: “العقوبات كانت قاسية ومبررة في وقتها، لكنها الآن لم تعد تخدم هدفًا… آن الأوان لسوريا أن تنهض وتُظهر شيئًا مميزًا للعالم”.

ووصف الشرع الاجتماع بأنه “خطوة تاريخية”، مشيدًا بالدور الذي لعبه ترامب وبن سلمان وأردوغان في فتح الباب أمام هذا التحول، معتبراً أن “خروج إيران من سوريا يوفّر فرصة استراتيجية لبناء شراكات أمنية وتنموية جديدة”.

وكانت إدارة بايدن قد أزالت في وقت سابق هذا العام مكافأة العشرة ملايين دولار التي كانت مرصودة لاعتقال الشرع، إلا أن تصنيفه كـ”إرهابي عالمي” لا يزال قائمًا، وهو ما يتوقع أن يتم شطبه في أعقاب قرار رفع العقوبات.

وبحسب تقارير أميركية، فإن بعض المسؤولين في مجلس الأمن القومي الأميركي حاولوا إبطاء تنفيذ قرار ترامب في الأيام الماضية، في حين عبّرت إسرائيل عن دعم مشروط للتحول الجديد، مشددة على ضرورة أن يتضمن اتفاق التطبيع مع سوريا ضمانات أمنية وتفكيك البنى العسكرية في الجنوب.

 

last news image
● أخبار سورية  ١٨ مايو ٢٠٢٥
تصاعد حرائق الصيف في سوريا: فرق الإطفاء تتعامل مع عشرات الحرائق وسط تحديات ميدانية خطيرة

في ظل تصاعد درجات الحرارة وتزايد المؤشرات على بداية موسم حرائق مبكر، أعلنت فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء عن استجابتهم، يوم أمس السبت 17 أيار، لما مجموعه 32 حريقاً اندلعت في مناطق متفرقة من البلاد، في حصيلة يومية لافتة تعكس حجم التحديات التي تواجهها فرق الإطفاء.

وتوزعت هذه الحرائق على عدة محافظات، إذ اندلع حريق في منزل بحي القزاز في دمشق، وآخر في شقة سكنية بمنطقة الحسينية في ريف دمشق، إضافة إلى ثمانية حرائق أعشاب نشبت في دمشق وريفها. 

كما تم تسجيل حريق قمامة في البحدلية، بينما شهدت مدينة حلب اندلاع أربعة حرائق في منازل بأحياء الزبدية والمعادي والفردوس والجزماتي، وحريق آخر في معمل بالمنطقة الصناعية بالشقيف، في حين سجلت مدينة الباب شرقي حلب حريقين في منزلين، واندلع حريق أعشاب وأشجار في قرية أم سطح قرب منبج.

أما في ريف إدلب، فقد انفجر حريق في حافلة ركاب قرب سراقب نتيجة انفجار مجهول المصدر، من دون تسجيل إصابات. كما شهدت محافظة طرطوس حريقين حراجيين في قلعة المرقب ومحيطها، وقرية أبو عفصة، وثلاثة حرائق في القصب والأعشاب. وفي اللاذقية، نشبت ثلاثة حرائق بسبب تماس كهربائي في أحياء الصليبة والرمل الفلسطيني والغراف، إضافة إلى خمسة حرائق أعشاب وقصب.

تأتي هذه الاستجابات بعد أيام من إعلان الدفاع المدني السوري عن إخماد واحد من أخطر حرائق الغابات خلال العام، اندلع في منطقة ربيعة بريف اللاذقية واستمر سبعة أيام متواصلة، منذ الأربعاء 7 أيار حتى الثلاثاء 13 أيار. بدأ الحريق في أحد الأحراش الجبلية الوعرة، وسرعان ما توسع بفعل الرياح، وصعوبة التضاريس، وغياب خطوط النار، الأمر الذي دفع وزارة الطوارئ لتشكيل غرفة عمليات مشتركة بالتعاون مع الدفاع المدني ومراكز حماية الغابات وأفواج الإطفاء.

تم تقسيم المنطقة المتضررة إلى قطاعات عمل ميدانية، واستخدمت الجرافات والمعدات الهندسية والمروحيات السورية للمرة الأولى في هذه الاستجابة. رغم السيطرة الجزئية بعد اليوم الثالث، إلا أن النيران كانت تتجدد بفعل الرياح، ما اضطر الفرق لإعادة توزيع عناصرها وتعزيزهم بعناصر إضافية.

أسفر الحريق عن احتراق أكثر من 150 هكتاراً من الغابات، تضمنت أشجاراً معمرة من الصنوبر والسرو، وتسببت بخسائر كبيرة في التنوع الحيوي. كما أصيب ثلاثة من عناصر الإطفاء إثر انزلاقهم من منحدرات صخرية، فيما تعرض أحد القادة الميدانيين لحالة اختناق وضيق تنفس بسبب الدخان.

شارك في عمليات الإخماد أكثر من 130 إطفائياً من الدفاع المدني، و50 من أفواج الإطفاء، وبلغ عدد الآليات 20 سيارة إطفاء، و13 ملحق تزويد مياه، و12 جرافة قدمتها وزارة الطوارئ، إضافة إلى تسع صهاريج مياه، وعدد من المروحيات.

من أبرز التحديات التي واجهتها الفرق كانت وعورة التضاريس، انعدام الطرق الممهدة، قوة الرياح، خطر مخلفات الحرب، والضغط الكبير على الكوادر البشرية نتيجة العمل المتواصل لأيام.

وتأتي هذه الاستجابة وسط توقعات بموسم حرائق صيفي مقلق، في ظل الجفاف الذي تشهده البلاد، ما يستدعي تكثيف جهود الوقاية والتوعية المجتمعية. ويؤكد الدفاع المدني السوري على أهمية تعزيز الجهوزية وتوسيع برامج تدريب المدنيين في المناطق المعرضة للخطر، خاصة مع تسجيل أكثر من 3045 حريقاً في سوريا منذ بداية العام، بينها 985 حريقاً في منازل، و121 حريقاً في غابات.

تشكل هذه الأرقام ناقوس خطر يستوجب استجابة وطنية شاملة، تعزز من قدرات فرق الإطفاء، وتوفر لها الدعم اللوجستي والبشري لمواجهة كوارث قد تتكرر بوتيرة أعلى خلال الأسابيع المقبلة.

 

last news image
● أخبار سورية  ١٨ مايو ٢٠٢٥
ألعاب أطفال من العصر البرونزي.. اكتشاف يُعيد كتابة تاريخ الترفيه في سوريا

في اكتشاف أثري نادر ومثير، كشفت باحثة في المتحف الوطني الدنماركي عن وجود مجموعة من الخشخيشات الطينية التي صُنعت في مدينة حماة السورية قبل نحو 4500 عام، في العصر البرونزي، ما يُعدّ دليلاً على أن صناعة ألعاب الأطفال كانت مهنة قائمة آنذاك، وليست ابتكارًا حديثًا كما يُعتقد.

وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة Childhood in the Past العلمية المتخصصة، فإن الباحثين عثروا مصادفةً ضمن مقتنيات المتحف الدنماركي على 19 قطعة طينية صغيرة، تحمل خصائص تصميمية مشابهة تمامًا لأدوات خزفية تُصنَع عادةً في محترفات مهنية، مما دفعهم للاعتقاد بأنها كانت ألعابًا مخصصة للأطفال.

وقالت الباحثة المشاركة في إعداد الدراسة، ميتّه ماري هالد، إن الاكتشاف يكشف جانبًا مغمورًا من الحياة اليومية في سوريا القديمة، موضحةً أنه “إذا أراد الوالدان في ذلك الزمن تسلية أطفالهما، كان يمكنهما أن يُعطياهم ملعقة خشبية أو حجرًا، لكن هذا الاكتشاف يثبت أنهما كانا قادرين أيضًا على شراء ألعاب مخصصة من السوق، صُنعت على يد محترفين”.

وتتميز هذه الخشخيشات بتنوع أشكالها وكونها تبدو مضحكة أو طريفة، ما يُرجّح أنها صُنعت عمدًا لإثارة اهتمام الأطفال. وتشير الدراسة إلى أن العديد من القطع الطينية التي صُنفت سابقًا على أنها “تماثيل دينية” ربما كانت في الأصل ألعابًا، بسبب طرافتها وملامحها المرِحة.

ويُذكر أن هذه المجموعة تُعد أكبر مجموعة معروفة حتى الآن من هذا النوع، وقد نُبش معظمها خلال حفريات أثرية في سوريا، لكنها كانت غالبًا بحالة غير مكتملة، ما جعل من الصعب تصنيفها بوضوح على أنها أدوات ترفيهية.

حضارة مغدورة

ويأتي هذا الكشف في وقت لا تزال فيه الآثار السورية تُعاني من آثار كارثية بسبب النهب والتخريب، خاصة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، حيث وُصفت هذه الظاهرة بأنها “كارثة ثقافية”.

وتُعد سوريا واحدة من أقدم الحواضر البشرية، إذ مرّت عليها حضارات متعددة من الكنعانيين، إلى الآراميين، فالفرس، فالرومان، فالبيزنطيين، وصولًا إلى الأمويين، ما يجعلها من أغنى الدول في المنطقة من حيث التراث المادي واللامادي، سواء في تدمر، أو حلب، أو دمشق، أو الرقة، أو إدلب.

وبينما يُلقي هذا الاكتشاف الجديد الضوء على جانب طريف من الحياة السورية القديمة، فهو يذكّر أيضًا بمدى التنوع والثراء الثقافي الذي امتاز به هذا البلد، قبل أن تُشوّهه الحروب والدمار ونهب الكنوز الحضارية.