"الائتلاف" وراء شرعية منقوصة شمالي حلب و "إدلب" خارج حساباته
"الائتلاف" وراء شرعية منقوصة شمالي حلب و "إدلب" خارج حساباته
● أخبار سورية ٢٥ أبريل ٢٠٢٢

"الائتلاف" وراء شرعية منقوصة شمالي حلب و "إدلب" خارج حساباته

كثف رئيس الائتلاف الوطني "سالم المسلط"، وأعضاء آخرون، تنظيم زيارات مكثفة لعدة مراكز وفعاليات ومؤسسات في المناطق المحررة شمال وشرق سوريا، يقول الائتلاف إنها تهدف لـ "زيادة التواصل والتنسيق والاطلاع على سير الأعمال الإدارية والأمنية والخدمية"، في تلك المناطق.

وقال متابعون لتحركات الائتلاف الوطني، إن مبادرة رئيس الائتلاف الحالي والسابق، لزيارة المناطق المحررة، أمر جيد، وهو خطوة كانت من المطالب الشعبية والفعاليات المدنية الثورية، ليكون أعضاء المنصة الممثلة لقوى المعارضة السورية قريبة من تلك الفعاليات ومطلعة على الوضع العام في الداخل السوري بشكل مباشر.

ولكن، تواجه الائتلاف انتقادات كبيرة، في ظل التناحر والخلافات التي طفت على السطح مؤخراً بين تكتلاته، وتحكم فئة معينة وفق تشابك المصالح، وعمليات الإقصاء التي تمت تحت بند "الإصلاح"، ويرى منتقدو الائتلاف أن الزيارات لسوريا ليست إلا بحثاً عن شرعية منقوصة، وفق تعبيرهم.

وعلل هؤلاء سبب انتقادهم، إلى أن زيارات الائتلاف الوطني منذ سنوات عديدة، وهي بداية تحركه في الداخل المحرر، تقتصر على مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري في عفرين وشمالي حلب ومناطق نبع السلام، في وقت لم يسجل أي زيارة لأي مسؤول في الائتلاف أو منصات المعارضة لريف إدلب.

واعتبر المنتقدون أن تبريرات الائتلاف بعدم زيارة ريف إدلب، هو سيطرة "هيئة تحرير الشام" أمر لم يعد مقبولاً، كون الهيئة لم يسبق لها أن منعت أي وفد بدخول المنطقة، كما أن إدلب فيها حاضنة شعبية كبيرة من أبناء الحراك الثوري، وعلى الائتلاف إيجاد صيغة تمكنه من الوصول لتلك الفعاليات ولقائها ليكون قريباً من مشكلاتها ومطلعاً على أوضاعها.

ولفتت المصادر إلى أن اقتصار زيارات الائتلاف على مناطق دون أخرى، إضافة لعدم وجود تمثيل حقيقي لمحافظة إدلب في الائتلاف يشمل المكونات الثورية هناك، يجعل شرعيته منقوصة، كون إدلب مركز تجمع كبير لملايين السوريين والفعاليات الثورية التي تعتبر ركيزة أساسية لأي قوة يجب أن تمثل السوريين بشكل حقيقي وفاعل.

واعتبرت المصادر ذاتها، أن تمثيل السوريين يجب أن يتعدى حدود المناطق، وأن يكون موقف الائتلاف متوازي ومتناسق مع طبيعة المرحلة التي تمر فيها المنطقة، دون تمييز، حتى يكون له شرعية حقيقية، هذا إن أراد الائتلاف فعلياً أخذ شرعيته من الحاضنة الشعبية لا من الدول والتيارات والأطراف التي تدعمه وتتحكم فيه، وفق قولهم.

وسبق أن أثارت التعديلات التي أجرتها قيادة الائتلاف الوطني السوري مؤخراً، جدلاً واسعاً في الأوسط السياسية ولدى الكثير من الحقوقيين والسياسيين السوريين، لما تضمنته - برأيهم - من تناقضات، تنفي صفة الإصلاح التي يتكلم عنها الائتلاف، وتشير لهيمنة أقطاب معينة من قوى المعارضة على المنصة التي تمثل حراك الشعب السوري سياسياً أمام القوى الدولية.

وأثبتت قوى المعارضة المدعية تمثيل الحراك الشعبي السوري، بعد سنوات مريرة من المعاناة التي يعانيها ولايزال الشعب السوري الثائر، أنها ليست أهلاً لتمثيل تضحيات هذا الشعب والدماء التي قدمت، مع استمرار حالة التناحر والتضاد والصراع على السلطة، علاوة عن الارتهان للقوى الدولية التي باتت تحركهم وفق مصالحها لا مصالح الشعب السوري.

ورغم مرور أحد عشرة عاماً على الحراك الشعبي السوري، ورغم كل مامرت به الثورة السورية من مراحل قوة وانكسار وتراجع، ورغم حجم الصمود المتواصل لملايين المدنيين في المناطق المحررة ورفضهم الخضوع للنظام أو القبول بأي تسويات تنهي مأساتهم، لاتزال المعارضة في الخارج مفككة مضطربة لا تمثل هذا الحراك ولا المعاناة، تعيش حالة انفصام عن الواقع.

وبات دور منصات المعارضة، منوطاً بإصدار البيانات الخشبية المتكررة التي تحمل في كثير منها صيغة استجداء المجتمع الدولي للتوصل لحل، دون أن يكون لها أي دور حقيقي في تمثيل معاناة الشعب الشكل الصحيح، وترك التحزبات والمصالح والتنافس على المقاعد الوظيفية، علاوة عن تحول جزء كبير من متصدري المشهد السياسي لبيادق بيد الدول التي تحركهم.

وبات واضحاً حجم البعد بين الحاضنة الشعبية على الأرض ضمن المناطق المحررة والتي تمثل من تبقى صامداً في وجه الأسد وقادراً على التعبير عن ثورته ورفضه التصالح، إذ باتت منصات المعارضة تجري الزيارات وبروفات التصوير والاستعراض في مناطق شمال غرب سوريا مقتصرة على مناطق سيطرة الجيش الوطني، ولم يسجل خلال الأعوام الماضية أي زيارة لأي مسؤول في منصات الائتلاف وغيرها لمناطق ريف إدلب التي تعتبر من أكبر التجمعات البشرية لأبناء الثورة بكل ما فيها من سكان أصليين ومهجرين ونازحين من شتى مناطق سوريا، بدعوى سيطرة هيئة تحرير الشام رغم أن فصائل الجيش الوطني نفسها منتشرة وموجودة في مناطق ريف إدلب.

وطيلة السنوات الماضية، رهنت قوى المعارضة نفسها للأجندات الدولية، وتمسكت بالقرارات التي لم يتعد تنفيذها حبر الورق الذي كتبت به، ولاتزال رغم كل المراوغة الروسية متمسكة بالاجتماعات واللقاءات المتعلقة بالشأن السوري دون أي يكون لها موقف شجاع ولو مقاطعة مثل هذه المؤتمرات والاجتماعات التي تتزامن مع التصعيد واستمرار قتل أبناء الشعب السوري، كما كان عام تبديل المناصب والكراسي والأدوار والتنافس على من يتصدر المشهد ويتملك الواجهة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ