أحياء مهددة بالاشتعال في حلب.. شبكات معقدة لتمديدات شبكة الأمبيرات تُهدد بكارثة كبيرة
أحياء مهددة بالاشتعال في حلب.. شبكات معقدة لتمديدات شبكة الأمبيرات تُهدد بكارثة كبيرة
● أخبار سورية ١٩ مايو ٢٠٢٥

أحياء مهددة بالاشتعال في حلب.. شبكات معقدة لتمديدات شبكة الأمبيرات تُهدد بكارثة كبيرة

يشكو سكان ينحدرون من أحياء في مدينة حلب من تردي الأوضاع الخدمية، وعلى رأسها أزمة الكهرباء، التي باتت تؤرق حياتهم اليومية وتهدد أمنهم وسلامتهم. فمع الانقطاع المتكرر والطويل للتيار الكهربائي، وجد الأهالي أنفسهم مضطرين للجوء إلى خيار ما يُعرف محليًا بـ"الأمبيرات"، وهي مولدات كهربائية خاصة يُشترك بها لقاء مبالغ شهرية لتوفير الحد الأدنى من الطاقة، ولو لأغراض أساسية مثل شحن الهواتف أو تشغيل الإنارة.

وفي تسجيل مصور تداوله ناشطون مؤخراً، يظهر أحد السكان وهو يتجول في حي الميدان بمدينة حلب، مشيراً إلى أن معظم شوارع المدينة مهددة بالاشتعال في أي لحظة نتيجة التمديدات العشوائية والخطيرة لأسلاك الأمبيرات. وقد شبه المشهد بالفوضى التي تُرى في بعض الأحياء الشعبية المكتظة في دولة الهند، قائلاً إن هذه الكابلات المتشابكة والمعلقة بين الأبنية، باتت جزءاً من حياة الناس اليومية، رغم ما تشكله من خطر دائم، وهو خطر الاحتراق تحديداً.

ويضيف المتحدث في الفيديو أن حي الميدان، الذي كان يوماً من الأحياء الراقية في حلب، بحسب شهادته، تحوّل بفعل الإهمال إلى حي متشعب بأشرطة الأمبيرات، وأن هذا الحال لا يقتصر على حي واحد بل ينطبق على أحياء أخرى في المدينة التي تعاني من تدهور واسع في الخدمات.

مواطن آخر ظهر في الفيديو معلقًا بحسرة: "بس يا حيف الحي هكذا يصبح فيه"، في إشارة إلى التحول المؤلم الذي طال معالم المدينة ومكانتها السابقة. ويعبّر العديد من السكان عن خوفهم من وقوع حرائق أو حوادث صعق كهربائي، خصوصاً في ظل غياب الرقابة والتنظيم لهذا النوع من التمديدات.

ويوضح الأهالي أن خيار الأمبيرات لم يكن خياراً مريحاً، بل حل اضطراري فرضته سنوات من نقص الكهرباء، مؤكدين أن الحل الحقيقي يكمن في إعادة تأهيل شبكة الكهرباء العامة وضمان إيصالها إلى المواطنين بشكل عادل وآمن.

ورغم الواقع الصعب، لا يزال السكان يتشبثون بالأمل في أن تتحسن الأوضاع، وتعود حلب إلى سابق عهدها، مدينة نابضة بالحياة، لا يخاف أهلها من السير في شوارعها أو استخدام الكهرباء في بيوتهم.

وفي سياق متصل، أظهر استطلاع رأي أجرته إذاعة شام إف إم قبل أسبوع، شكاوى متعددة من المواطنين حول سوء واقع الكهرباء في مدينة حلب. حيث أشار المستطلعون إلى أن بعض الأحياء تحصل على الكهرباء بينما تغيب كلياً عن أحياء أخرى، وأن نظام التقنين المتبع يسبب لهم إرباكاً كبيراً في حياتهم اليومية، في وقت باتت فيه كلفة الاشتراك بخدمة "الأمبيرات" البديلة ترتفع بشكل مستمر.

أحد المشاركين في الاستطلاع ذكر أنه يدفع مبلغ 250 ألف ليرة سورية شهرياً مقابل اشتراك الأمبير، ومع ذلك فإن ساعات التشغيل غير كافية لتلبية الحد الأدنى من احتياجاته.

من جانبه، علّق المهندس محمود الأحمد، المدير العام لشركة كهرباء محافظة حلب، قائلاً إن الوضع الكهربائي في المحافظة لا يختلف عن باقي المحافظات السورية، حيث تتراوح ساعات التغذية الكهربائية بين 4 و6 ساعات يومياً. وأوضح أن وزارة الطاقة تعمل على تحسين هذا الواقع من خلال زيادة كمية الطاقة المولدة، إلى جانب استجرار الكهرباء من خطوط الربط الدولي مع دول الجوار.

كما أكد الأحمد أن شركة كهرباء حلب تسعى إلى إعادة تأهيل الشبكات المتضررة، لا سيما في الأحياء الشرقية مثل ميسر، القاطرجي، الفردوس، السكري، ومساكن هنانو، بالإضافة إلى مناطق ريف حلب الشمالي والجنوبي، مشيرًا إلى أن الأيام القادمة ستشهد تحسنًا تدريجيًا في واقع الكهرباء في المدينة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ