أهالي الغسانية يعودون إلى بلدتهم بعد سنوات من الغياب: "نحن شعب يحب الحياة والسلام"
احتفل أهالي بلدة الغسانية، الواقعة في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، يوم السبت الفائت، الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر، بعودتهم إليها بعد سنوات طويلة من التهجير والغياب بسبب الحرب والقصف.
وشهدت البلدة أجواءً مفعمة بالفرح، إذ اجتمع أبناؤها، وغالبيتهم من أتباع الديانة المسيحية، في ساحاتها وطرقاتها وكنائسها، تعبيراً عن سعادتهم بالعودة، رغم الدمار الذي ما زال يحيط بالمكان نتيجة القصف الممنهج الذي أجبرهم في السابق على النزوح.
وانتشرت على منصات التواصل الاجتماعي صورٌ ومقاطع مصوّرة توثق احتفالات الأهالي بعودتهم إلى البلدة، حيث زاروا كنائسهم المدمّرة برفقة عدد من رجال الدين البارزين من الطائفة المسيحية، وفي مقدمتهم النائب الرسولي لطائفة اللاتين في سوريا المطران حنا جلّوف، ومطران اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران أثناسيوس فهد.
وفي كلمةٍ نقلتها منصة قدّ السما، قال مطران اللاذقية وتوابعها للروم الأرثوذكس، المطران أثناسيوس فهد، إن هذا اليوم يُعدّ يوماً مميزاً، إذ اجتمع فيه أبناء القرية بعد خمسة عشر عاماً من الغياب القسري، مؤكّداً أنهم عادوا رغم الدمار الكبير الذي لحق ببلدتهم.
وأضاف المطران أنهم اجتمعوا فوق الركام في جمعة فرح ليبعثوا برسالةٍ تعبّر عن هويتهم وإصرارهم، قائلاً: "نحن شعبٌ يحب الحياة والسلام والعيش المشترك، كما كان آباؤنا وأجدادنا. فكلّ حجرٍ في هذه القرية، وكلّ صخرةٍ وزاويةٍ منها، تحمل لأبنائها معنى كبيراً".
وأكد أن تاريخهم واضح في كل المنطقة، وأن أهل القرية لديهم الرجاء والإيمان الثابت بأن هذه القرية لهم، وهم أهلها الذين تعبوا من أجلها وقدموا لها. منوّهاً إلى أنهم سيبقون ثابتين في هذه الأرض، وخادمين فيها مع غيرهم، ليبنوا ما يليق بالإنسان إلى ما شاء الله.
وفي مقتطف من كلمة حارس الأراضي المقدسة، الأب فرانشيسكو يلبو، ألقاها الأب بهجت قره قاش، في كنيسة سيدة الانتقال المدمرة للاتين في القرية، قال: بعد مرور 14 عاماً من المعاناة والحروب التي أجبرتكم على مغادرة منازلكم، نستطيع اليوم ونحن في سنة يوبيل الرجاء أن نعلن عن خبر سار يبعث على الثقة في المستقبل. ها قد عادت ممتلكاتكم أخيراً إلى أصحابها الشرعيين"، وأشار إلى أن العودة جاءت نتيجة جهود كبيرة ومفاوضات طويلة بين رهبان حراسة الأراضي المقدسة وبالتعاون المثمر مع الحكومة السورية الحالية.