الطفل العنيد: كيف نفهمه ونوجه سلوكه بشكل إيجابي؟
الطفل العنيد: كيف نفهمه ونوجه سلوكه بشكل إيجابي؟
● أخبار سورية ٩ نوفمبر ٢٠٢٥

الطفل العنيد: كيف نفهمه ونوجه سلوكه بشكل إيجابي؟

يعاني كثير من الأهالي من وجود أحد الأبناء — أو أكثر — ممن يظهرون سلوك العناد في حياتهم اليومية. غالباً ما يخالف هؤلاء الأطفال الأوامر ليس بدافع العصيان فقط، بل رغبة في إثبات رأيهم واستقلالهم الشخصي.

سلوك الطفل العنيد
يلاحظ الأهل أن هؤلاء الأطفال يصرون على مناقشة آرائهم والجدال حولها مهما حاول الوالدان إقناعهم، ويحرصون دائماً على تبرير تصرفاتهم في مختلف المواقف. ومع تكرار هذه السلوكيات، يجد الأهل أنفسهم في حيرة وصعوبة في التعامل مع هذا النوع من الأطفال، ما يدفع بعضهم أحياناً إلى اللجوء إلى أساليب قاسية، لا تحلّ المشكلة.

وسائل تأديبية قاسية 
ومن الطرق الخاطئة التي يلجأ إليها بعض الأهالي لمحاولة توجيه سلوك الطفل العنيد: الضرب المبرح، الصراخ، الإهانة اللفظية، التوبيخ الشديد، أو العقوبات القاسية مثل منعه من رؤية الأصدقاء، حرمانه من الخروج من المنزل، أو سلب ألعابه، إلى جانب وسائل تأديبية أخرى لا تتناسب مع المرحلة العمرية للطفل.

إلا أن أغلب الأخصائيين يؤكدون أن هذه الأساليب في كثير من الأحيان لا تُجدي نفعاً، بل قد تُفاقم سلوك العناد لدى الطفل أو تُحدث آثاراً سلبية على المستويين النفسي والجسدي.

تفهم سبب العناد 
يوصي الأخصائيون النفسيون الأهالي باتباع مجموعة من الإرشادات العملية للتعامل مع الطفل العنيد بطريقة بنّاءة وفعّالة، من أهمها: تفهّم سبب العناد والعمل على علاجه بدل التركيز على العقاب فقط، إذ غالباً ما يكون العناد وسيلة للطفل للتعبير عن نفسه، لجذب الانتباه، أو لإثبات استقلاله.

تعزيز السلوك الإيجابي
كما يُنصح باستخدام لغة الحوار بدل الأوامر المباشرة، عن طريق استخدام عبارات تشاركية تجعل الطفل يشعر أن له رأياً، مما يقلل حاجته للعناد لإثبات ذاته. ومن الوسائل المهمة كذلك تعزيز السلوك الإيجابي من خلال المدح عندما يُظهر الطفل تعاوناً، لأن التشجيع له أثر أقوى من العقاب في بناء السلوك المطلوب.

ويشير الأخصائيون إلى ضرورة أن يكون الوالدان قدوة في الهدوء وضبط النفس، إذ كثيراً ما يقلد الأطفال سلوك والديهم. فإذا لاحظوا عناداً أو عصبية في تعامل الأهل، فقد يعكسون ذلك في تصرفاتهم اليومية.

إظهار الاحتواء والتعاطف بدل السيطرة
كما يُفضّل تجنّب مناقشة الطفل أثناء الغضب، والانتظار حتى تهدأ الأعصاب لتكون المحادثة مثمرة وهادئة. وأخيراً، يُشجّع المختصون على إظهار الاحتواء والتعاطف مع الطفل بدل فرض السيطرة دون شرح الأسباب، إذ يجعل التعامل الهادئ والمحبّب الطفل يشعر بالأمان ويزيد من تقبّله للتوجيه والنقاش.

ويحتاج الطفل العنيد إلى احتواء وصبر وتفاهم من الأهل، مع توجيه سلوكه بأساليب إيجابية تمكّنه من الالتزام بالأوامر دون عناد. وينبغي على الأهل تجنّب الأساليب التأديبية القاسية، فهي لن تفيد، بل قد تزيد من سلوك العناد وتفاقم الصعوبات في التعامل معه.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ