
إسرائيل تقصف "بيت جن" وتدّعي استهداف حـ ـمـ ـاس
شنّت طائرة مسيرة إسرائيلية، فجر الأحد، غارة على بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، استهدفت سيارة مدنية داخل منطقة المزرعة، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص، وفق ما أفادت مصادر محلية، وسط تضارب في الرواية حول خلفية المصابين.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس”، إن الغارة استهدفت “أحد عناصر حركة حماس” في جنوب سوريا، وتحديدًا في منطقة مزرعة بيت جن، دون أن يذكر اسمه أو يقدم أدلة.
وحسب متابعة متواصلة من شبكة شام، فإن إعلام الاحتلال الإسرائيلي في تغطياته السابقة لمثل هذه الادعاءات غالبًا ما تكون غير دقيقة، ما دفع العديد من المتابعين لاعتبارها محاولة لخلق ذريعة للقصف.
في المقابل، أكدت مصادر محلية أن القصف تم بواسطة طائرة مسيرة واستهدف مركبة داخل بلدة بيت جن، مشيرة إلى إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل جرى إسعافهم، دون معلومات مؤكدة بعد عن هوياتهم أو خلفياتهم السياسية أو العسكرية.
التصعيد الإسرائيلي.. مناورة لمنع الاستقرار في الجنوب
الغارة تأتي في سياق تصعيد متكرر من جانب إسرائيل ضد جنوب سوريا، وخاصة في أرياف القنيطرة ودمشق ودرعا، حيث كثّف الاحتلال من هجماته الجوية بذريعة “الرد على تهديدات”، رغم أن المعطيات الميدانية تشير في أغلب الأحيان إلى عدم وقوع أي خسائر حقيقية أو تهديدات فعلية.
وكانت آخر هذه الهجمات في الثالث من حزيران/يونيو، حين شنت إسرائيل غارات جوية ومدفعية واسعة على أكثر من عشرة مواقع في الجنوب السوري، منها تل الشعار، تل المال، اللواء 90 ومحيط سعسع، بزعم الرد على سقوط صاروخين في الجولان المحتل، رغم أن الصواريخ سقطت في أراضٍ مفتوحة دون أي إصابات أو أضرار.
وبحسب تحليلات نشرتها “شبكة شام”، فإن الغارات تهدف إلى منع الحكومة السورية الجديدة من ترسيخ مشروع استقرار جنوبي حقيقي، عبر استهداف أي محاولة لإعادة فرض السيادة أو بناء شراكة إقليمية مستقلة عن المحور الإيراني أو الإسرائيلي.
في النهاية، يمكن تلخيص الرسالة الإسرائيلية من غارة بيت جن كما يلي: لا استقرار في الجنوب، ولا سيادة سورية حقيقية، ما لم تمر عبر البوابة الإسرائيلية.
لكن الحكومة السورية الجديدة، وعلى رأسها الرئيس أحمد الشرع، تبدو مصممة على تثبيت سيادتها، حتى وإن تواصلت الغارات، مدفوعة برؤية تقول إن مرحلة الاحتلال والفوضى يجب أن تُطوى.