
الأرض ملغّمة.. والعودة خطيرة: الحماميات في قبضة الخوف
تعاني أغلب القرى والبلدات والمدن في ريفي إدلب وحماة من تداعيات الحرب والقصف والنزوح التي شهدتها خلال السنوات الماضية. ومع عودة الأهالي إليها بعد سقوط نظام الأسد، واجهوا العديد من العقبات التي منع من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
الألغام تمنع الأهالي من العودة إلى الحماميات
وتتفاوت هذه التحديات في طبيعتها؛ فبعضها يترك أثراً سلبياً على الحياة اليومية، في حين يشكّل البعض الآخر تهديداً مباشراً لحياة المدنيين. ينطبق هذا الواقع على قرية الحماميات الواقعة في ريف حماة الشمالي، والتي يُعرف عنها انتشار مخلفات الحرب من ألغام وقذائف وذخائر غير منفجرة ضمن أحيائها.
ويرجع ذلك بحسب مصادر محلية إلى خضوع القرية لعدة معارك ونزاعات عسكرية خلال سنوات الثورة السورية، كما تم تلغيمها على دفعات، لتصبح العودة إليها والتنقل ضمن أحيائها أشبه بالمخاطرة التي من الممكن أن تفقد الشخص حياته أو تسبب له إعاقة دائمة.
وقوع حوادث انفجار وفقدان رجل لبصره
وقد وقعت مؤخرًا حادثة أصيب فيها سائق آلية لإزالة الركام تابعة لخدمات الإغاثة إثر انفجار لغم في قرية الحماميات بريف حماة، ما يوضح استمرار المخاطر التي تهدد الأهالي والفرق العاملة في المنطقة.
وسبق أن نشرت إحدى منصات التواصل قصة الرجل حسن، الذي تسبب انفجار لغم من مخلفات الحرب في فقدانه البصر في قرية الحماميات. ويعيش حسن في ظروف اقتصادية قاسية، أجبرته على السكن تحت سقف خيمة مع زوجته وأطفاله، ما يعكس حجم المعاناة الإنسانية التي خلفتها الألغام على السكان.
وسجلت الفترات الماضية وقوع عدة حوادث من هذا النوع، أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من سكان القرية، وجعلت المئات من الأهالي يترددون في العودة إليها خوفاً على أطفالهم وأنفسهم، مما حرمهم من الشعور الحقيقي بفرحة العودة إلى الموطن.
الحرمان من ترميم المنازل
لم يتوقف الأثر السلبي لمخلفات الحرب من ألغام وذخائر غير منفجرة عند منع الأهالي من العودة إلى قريتهم أو التسبب في خسائر بشرية وإصابات وإعاقات، بل امتد أيضاً ليحرمهم من إمكانية ترميم منازلهم وإزالة الأنقاض المحيطة بها، خشية أن تكون هذه الأنقاض تخفي ألغام داخلها، والتي قد تنفجر في أي لحظة وتلحق الأذى بالأشخاص القريبين من المكان.
أبناء القرية يطالبون بوضع حلّ
يوجه الأهالي نداء استغاثة عاجل إلى الحكومة والجهات المعنية بضرورة وضع حلّ لمعاناتهم، ويطالبون بنزع الألغام، حتى يُحظوا بعودة آمنة، مؤكدين أن من حقهم الرجوع إلى قريتهم وترميم منازلهم وإعادة وجوه الحياة الطبيعية للقرية، بعد أن أمضوا سنوات طويلة من النزوح.