
الأمية وضعف التعليم لدى الأمهات: انعكاساتها على الأطفال والحاجة للدعم
انطلق العام الدراسي في سوريا، وفتحت المدارس أبوابها مجدداً لاستقبال الطلاب وتأهيلهم لخوض مرحلة جديدة في مشوارهم التعليمي، إلا أن هذه البداية تمثّل مسؤولية إضافية تقع على عاتق الأم، خصوصاً من لديها أطفال في المرحلة الابتدائية.
التعاون الأسري والتربوي في سنوات التأسيس
هذه المرحلة تتطلب تعاوناً مشتركاً بين المعلّمين وأولياء الأمور، وبشكل خاص الأمهات، فيتوجب عليهن أن يتابعن دروس الأطفال، ويحاولن مساعدته في المنزل، فالمتابعة المنزلية تُعدّ جزءاً أساسياً من نجاح الطالب وتقدّمه.
لكنها المراقبة التعليمية للأم قد تتحوّل إلى تحدٍّ حقيقي، لا سيّما بالنسبة للسيدات اللواتي لا يُجدن القراءة والكتابة، أو اللواتي يُعانين من ضعف شديد في مهارات التعليم الأساسية، مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات وغيرها من المواد، مما يؤثر على تعليم أطفالهن، ويخلق لديهن شعور بالنقص لعجزهن عن تقديم المساعدة.
عوامل الأمية والضعف في المهارات الأساسية
تعود عوامل انتشار الأمية وضعف المهارات التعليمية الأساسية لدى عدد كبير من الأمهات في سوريا إلى مجموعة من الأسباب المتداخلة، أبرزها الفقر، حيث منع الوضع المادي الصعب آلاف السيدات من مواصلة التعليم أو حتى من دخول المدرسة في الأساس.
إلى جانب ذلك، هناك أسباب اجتماعية، مثل غياب الوعي بأهمية تعليم الفتاة في بعض العائلات، أو تفضيل تعليم الذكور على الإناث، مما أدى إلى تهميش فرص التعليم لدى كثير من النساء، بالإضافة إلى ظروف أخرى كالنزوح، بُعد المدارس، عدم وجود داعم يشجع الأنثى على إكمال تعليمها.
تداعيات الأمية على النساء
تُعدّ هذه المعضلة من أبرز العوائق التي منعت الكثير من الأمهات من متابعة أبنائهن دراسياً، أو جعلت متابعتهن ضعيفة وغير كافية. وقد ظهرت عقبات جديدة خلال محاولة بعض الأمهات مساعدة أطفالهن، مما انعكس أحياناً بشكل سلبي على تحصيل الطفل الدراسي، خاصة في حال عدم توفّر بديل يقدم الدعم للأم.
وأكدت العديد من السيدات، خلال لقاءاتنا معهن، أن هذا الواقع أدى إلى تراجع ثقتهن بأنفسهن، وشعور دائم بالتوتر والذنب نتيجة شعورهن بالعجز عن تقديم الدعم الكافي لأطفالهن، خلال رحلتهم التعليمية.
مبادرات تحتاج إلى شمولية وتقوية
سبق أن بادرت المنظمات الإنسانية العاملة في سوريا، إلى جانب الناشطين ووسائل الإعلام، بمحاربة الأمية وتشجيع النساء على تعلم القراءة والكتابة، وتقوية مهاراتهن في المواد الدراسية الأخرى، من أجلهن ومن أجل أبنائهن.
وقد تم تقديم دورات تدريبية من قبل المنظمات لمحو الأمية، بالإضافة إلى مشاريع تعليمية ومهنية، تهدف إلى تمكين النساء وتحسين فرصهن في التعليم والعمل. رغم هذه المبادرات، إلا أنها لم تستطع استيعاب جميع النساء في سوريا، وتبقى محدودة النطاق، ما يجعل الحاجة إلى دعم أكبر وأكثر شمولية أمراً ملحاً.
تبقى متابعة الأمهات لأطفالهن في المنزل أمراً ضرورياً، لكن الأمهات الأميات أو اللواتي يعانين من ضعف تعليمي يجدن صعوبة في القيام بذلك، مما يضطرهن للبحث عن بدائل، غالباً غير متاحة، مثل مدرس خاص أو دعم من المجتمع المحلي.