البطريرك أفرام الثاني: إغلاق المدارس المسيحية في الحسكة قرار تعسفي يهدد حق التعليم
البطريرك أفرام الثاني: إغلاق المدارس المسيحية في الحسكة قرار تعسفي يهدد حق التعليم
● أخبار سورية ١٦ أكتوبر ٢٠٢٥

البطريرك أفرام الثاني: إغلاق المدارس المسيحية في الحسكة قرار تعسفي يهدد حق التعليم

انتقد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس مار إغناطيوس أفرام الثاني، قرار ما تُعرف بـ "الإدارة الذاتية" التابعة لميليشيا قوات سوريا الديمقراطية، إغلاق المدارس المسيحية في محافظة الحسكة، بعد رفضها تطبيق المناهج المفروضة عليها، معتبراً الخطوة مساساً بحق التعليم وتجاوزاً للسلطة التعليمية الوطنية.

وقال البطريرك أفرام الثاني في مقابلة مع قناة "رووداو" إن المدارس التابعة للكنائس المسيحية في الحسكة أُقفلت بأمر من عناصر "الإدارة الذاتية"، بعد أن رفضت تلك المؤسسات التعليمية اعتماد المناهج الجديدة التي فرضتها سلطات الأمر الواقع في المنطقة.

وأضاف أن "المدارس التي تديرها الكنيسة حالياً مغلقة، لأننا رفضنا التخلي عن المناهج الرسمية المعترف بها، والطلاب اليوم في منازلهم محرومون من حقهم الطبيعي في التعليم."

وشدد البطريرك على ضرورة بقاء هذه المدارس مرتبطة بوزارة التربية في دمشق، مؤكداً أن التعليم يجب أن يبقى موحداً على مستوى الوطن، وقال: "نحن نتمسك بأن تبقى مدارسنا تحت إشراف وزارة التربية والتعليم في العاصمة، لأن طلابنا يتوجهون لاحقاً إلى الجامعات السورية، وهذا ارتباط لا يمكن المساس به."

واعتبر أن فرض مناهج غير معترف بها يهدد مستقبل آلاف الطلاب، ويفتح الباب أمام انقسام تعليمي خطير يعمّق التباينات الاجتماعية والثقافية في المنطقة.

وكان المطران مار موريس عمسيح، مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس، قد أعلن قبل أيام رفض الأبرشية القاطع لمناهج "قوات سوريا الديمقراطية"، مؤكداً أن نحو 35 مدرسة مسيحية في المنطقة لن تعتمد سوى المنهاج الرسمي الصادر عن وزارة التربية في دمشق والمعترف به دولياً.

وأوضح المطران أن "قسد" قامت بطرد الطلاب من المدارس بعد رفض الأبرشية اعتماد مناهجها، ما أدى إلى توقف العملية التعليمية بالكامل، في حين يستمر العمل الإداري فقط داخل المدارس بانتظار حلّ يضمن العودة إلى التعليم الموحد.
وأكد المطران عمسيح أن موقف الكنيسة ينبع من النهج الوطني الرافض لتجزئة التعليم، مشدداً على أن "الالتزام بالمناهج الوطنية هو الضمانة الوحيدة لمستقبل الطلاب، وللمحافظة على وحدة المجتمع السوري وتكافؤ فرص التعليم أمام الجميع."

وأضاف أن العودة إلى التعليم لن تكون ممكنة إلا في حال اعتماد المنهاج السوري الرسمي وترخيص المدارس مجدداً من وزارة التربية.

تحذيرات من تبعات الانقسام التعليمي
وسبق أن وجهت أبرشية الجزيرة، التابعة للكنيسة الإنجيلية، رسائل إلى قيادة "الإدارة الذاتية" ومظلوم عبدي تطالب فيها بإلغاء قرار فرض المناهج، محذّرة من "نتائج كارثية على مستقبل عشرات الآلاف من الطلاب"** في مناطق شمال شرقي سوريا.

وأكدت الأبرشية أن المنهاج السوري المعتمد ليس مرتبطاً بنظام سياسي بعينه، بل يمثل إطاراً تعليمياً موحداً معترفاً به دولياً، مشيرة إلى استعدادها لدعم أي منهج جديد شرط حصوله على اعتراف رسمي من الدولة السورية والجهات الدولية المختصة.

تسلّط هذه التطورات الضوء على أزمة التعليم في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، حيث يواجه آلاف الطلاب مستقبلاً غامضاً بسبب تعدد المرجعيات التعليمية وتضارب المناهج، في وقت تحذر فيه الكنائس والمدارس الخاصة من أن استمرار هذه السياسات سيقوّض حق الأطفال في التعليم ويهدد النسيج الوطني السوري القائم على التنوع والانتماء المشترك.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ