
العثور على رفات عائلة مدنية في بئر ماء مهجور في قرية العزيزية بريف حلب
تحدثت "الشبكة السورية لحقوق الأنسان"، عن توثيق العثور على رفات أربعة مدنيين من عائلة واحدة، بينهم سيدة وطفلان، داخل بئر ماء مهجور يقع في باحة أحد المنازل في قرية العزيزية التابعة لمدينة السفيرة في ريف محافظة حلب الشرقي، في يوم الأربعاء 14 أيار/مايو 2025، قتلوا على يد نظام الأسد قبل قرابة عشرة سنوات.
ووفقًا لمعلومات الشبكة الحقوقية، فقد تم اكتشاف الرفات عقب عودة أصحاب المنزل إلى القرية وبدئهم أعمال بإعادة استصلاح البئر وتنظيفه، حيث اكتشفوا وجود الرفات في البئر خلال عملية تنظيفه. تم إبلاغ فرق الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) التي حضرت إلى الموقع، وقامت بانتشال الرفات. وقد أظهرت المشاهدات الأولية أن بعض الرفات تحمل آثار إصابات بعيارات نارية أو تعذيب، ما يرجح فرضية إعدام الضحايا أو تعرضهم لعمليات قتل جماعي.
أشارت المصادر إلى الرفات تعود لرجل وزوجته واثنين من أطفالهما، حيث إن هذه العائلة كانت قد فُقدت في عام 2014، خلال سيطرة قوات نظام بشار الأسد على القرية. وذلك بحسب أقارب هذه العائلة بعد أن تمكنوا من التعرف عليهم. ويُشار إلى أن المنطقة تخضع في الوقت الحالي لسيطرة الحكومة الانتقالية.
وأوضحت الشبكة أن وجود رفات أشخاص يُعتقد أنهم مدنيون قُتلوا أثناء النزاع المسلح، وبخاصة مع ظهور آثار تعذيب أو إصابات بعيارات نارية، يشير إلى احتمال ارتكاب عمليات قتل خارج نطاق القانون أو إعدامات جماعية، وهي أعمال تُعد جرائم ضد الإنسانية، وبينت أن أي عبث بالموقع أو دفن غير نظامي للضحايا يُعد تدميرًا لأدلة جنائية مرتبطة بجرائم دولية جسيمة، ما يهدد الحق في معرفة الحقيقة، ويُعيق سبل العدالة والانتصاف.
وأوصت الشبكة السورية لحقوق الإنسان"، بتجميد الموقع فورًا كمسرح جريمة دولي، ومنع أي عبث بالأدلة الجنائية من قبل أي طرف، إلى حين وصول فرق متخصصة في الطب الشرعي والتحقيقات الجنائية الدولية.
وطالبت بإشراك المجتمع المدني السوري، وعائلات المفقودين والضحايا، في آليات التحقيق والتوثيق، وتوفير الدعم النفسي والحقوقي للعائلات فور التعرف على هوية الضحايا، وإطلاق قاعدة بيانات وطنية ودولية موحدة للمفقودين، بهدف مطابقة الحمض النووي للضحايا، ومساعدة آلاف العائلات في معرفة مصير أبنائها، كخطوة مركزية ضمن عملية العدالة الانتقالية.