صورة
صورة
● أخبار سورية ١٦ أغسطس ٢٠٢٥

"واشنطن بوست" تكشف أسرار جديدة حول قضية أوستن تايس

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير موسع عن تفاصيل غير مسبوقة تتعلق بقضية الصحفي الأميركي أوستن تايس، المختطف في سوريا منذ عام 2012، مسلطة الضوء على الدور المحوري الذي لعبه نظام بشار الأسد في احتجازه، وممارسته سياسة المراوغة التي عطلت كل الجهود الدولية الرامية إلى كشف مصيره أو استعادته.

انطلق أوستن تايس، الجندي السابق في قوات المارينز والصحفي المستقل، إلى سوريا في أيار 2012 عبر الحدود التركية، بدافع توثيق الثورة السورية. وبعد تنقلاته في الشمال بمساعدة المعارضة، واصل طريقه إلى دمشق متخفياً أحياناً بزي نساء محجبات. وفي داريا بريف دمشق عاش مع مقاتلي الجيش الحر واحتفل بعيد ميلاده الأخير قبل أن تنقطع أخباره في 13 آب 2012، بعد آخر إشارة التقطها هاتفه الفضائي.

فبركة الفيديو ومسؤولية الأسد
أكد التقرير أن تايس وقع بيد أجهزة الأسد الأمنية عند حاجز في دمشق، بعد وشاية من سائق أجرة، وسُلّم إلى ضابط المخابرات بسام الحسن، وبحسب منشقين، تم استجوابه في مقر مؤقت قرب مكتب الحسن، فيما دبّر النظام لاحقاً فيديو مفبركاً يظهره معصوب العينين بين رجال ملثمين، في محاولة لإلصاق اختطافه بجماعات متشددة. 


وأوضحت الصحيفة أن صحفيين دوليين كشفوا زيف الفيديو سريعاً، وتشير المصادر إلى أن تايس حاول الهروب لفترة وجيزة، لكنه وقع مجدداً في قبضة الأمن عندما دخل بالخطأ إلى حي يقطنه كبار ضباط النظام، بينهم علي مملوك.

ورقة مساومة ووعود كاذبة
منذ البداية، تعامل النظام مع ملف تايس كورقة مساومة، مقدماً وعوداً بالإفراج عبر وسطاء، لكنها لم تتحقق، ورغم نفي دمشق، كان الوسطاء والدبلوماسيون يؤكدون أنه محتجز لدى المخابرات. السفيرة التشيكية في دمشق، إيفا فيليبي، أكدت عام 2012 أنه على قيد الحياة، لكن النظام ظل ينكر، فيما عاشت عائلته بين الأمل والخيبة.

محاولات أميركية متكررة
تحولت القضية إلى ملف معقد عبر أربع إدارات أميركية متعاقبة، من أوباما إلى بايدن. أجريت لقاءات سرية بين مسؤولين أميركيين وأطراف من نظام الأسد في عمان ومسقط ودمشق، كما جرى استخدام وسطاء لبنانيين مقربين من الأسد. حتى إن واشنطن عرضت تسهيلات طبية لأسماء الأسد كحافز، لكن النظام تمسك بإنكاره. ورغم عرض مكافأة 10 ملايين دولار مقابل أي معلومة، لم يُحرز أي تقدم ملموس.


 سقوط النظام والصدمة
مع انهيار نظام الأسد في كانون الأول 2024، عاشت عائلة تايس أملاً كبيراً بظهوره بين المعتقلين المفرج عنهم، لكن الآمال تحولت إلى صدمة قاسية مع غياب أي أثر له. وفي نيسان 2025، عاد اسم الضابط بسام الحسن إلى الواجهة حين ادعى أن الأسد أمر بإعدام تايس عام 2013، لكن شهادته اعتُبرت موضع شك، خاصة أنه فر لاحقاً إلى إيران.

مأساة مستمرة
ورغم مرور 13 عاماً، ما تزال عائلة تايس تبحث عنه بلا كلل. والدته ديبرا وزعت منشورات في دمشق في محاولات يائسة للعثور على ابنها، متهمة حكومتها بالتقصير. واليوم، تعمل الحكومة السورية الجديدة مع الجانب الأميركي لمتابعة خيط جديد، استناداً إلى شهادات مقربين من الحسن، أملاً في إنهاء هذه المأساة الطويلة.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ