
العثور على مقابر جماعية جديدة في القريتين وعدرا.. والخوذ البيضاء توثق رفات نساء وأطفال
استجابت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للمفقودين، خلال اليومين الماضيين، لبلاغين متتاليين عن وجود رفات بشرية في ريفي حمص ودمشق، في مناطق كانت خاضعة سابقاً لسيطرة **نظام الأسد وتُعرف بوجود مقرات عسكرية وأمنية فيها.
العثور على رفات في القريتين شرق حمص
ففي مدينة القريتين بريف حمص الشرقي، باشر فريق البحث المتخصص يوم الاثنين 20 تشرين الأول العمل في موقع قرب تل استراتيجي كان يُستخدم كحاجز عسكري تابع للنظام البائد، يطل على المدينة وعدة طرق محيطة بها.
وخلال عمليات التوثيق والبحث، تم العثور على رفات ثمانية مدنيين مجهولي الهوية، بينهم ثلاثة أطفال وأربع نساء وفتى واحد، دون وجود أي متعلقات شخصية كالألبسة أو الأدوات. وأشار الفريق إلى أن الرفات كانت منقولة ومكشوفة جزئياً، ما يشير إلى تعرضها لعوامل بيئية أو بشرية بعد الدفن.
وأوضح بيان الخوذ البيضاء أن العمل في الموقع جرى وفق البروتوكولات المعتمدة دولياً لتوثيق وجمع وانتشال الرفات، تمهيداً لتسليمها إلى الجهات المختصة المعنية بفحص الحمض النووي وتحديد الهوية، ضمن الجهود الوطنية المستمرة لتوثيق جرائم الاختفاء القسري والانتهاكات خلال سنوات الحرب.
رفات جديدة في تل الصوان قرب عدرا
وفي اليوم التالي (الثلاثاء 21 تشرين الأول)، تلقت فرق البحث بلاغاً آخر بوجود رفات بشرية في منطقة تل الصوان قرب مدينة عدرا بريف دمشق، ضمن أرض زراعية تحيط بها خنادق وسواتر ترابية بالقرب من كتيبة الكيمياء وفوج الإشارة، وهما من الثكنات العسكرية السابقة التابعة للنظام البائد.
وقبل بدء العمل، نفذ فريق إزالة مخلفات الحرب مسحاً ميدانياً شاملاً للتأكد من خلو المنطقة من الألغام والذخائر غير المنفجرة، وبعدها بدأت فرق البحث بانتشال الرفات، التي تبين أنها تعود لما بين 18 إلى 20 شخصاً مجهولي الهوية، بينهم نساء وأطفال، وقد وُجدت بحالة متضررة بشدة نتيجة حراثة الأرض والتعرض للعبث والتكسير.
وأكد الفريق أن جميع الإجراءات الميدانية تمت تحت إشراف فرق مختصة بالتوثيق الجنائي، وبما يضمن الحفاظ على الأدلة التي قد تُسهم مستقبلاً في تحديد هوية الضحايا ومحاسبة الجناة.
تحذير من العبث بمواقع المقابر الجماعية
ودعا الدفاع المدني السوري الأهالي إلى عدم الاقتراب أو العبث بأي مواقع يُشتبه بوجود رفات أو مقابر جماعية فيها، مشدداً على أن أي تدخل غير مختص قد يؤدي إلى طمس الأدلة الجنائية وتدمير مسرح الجريمة، الأمر الذي يعيق جهود الكشف عن مصير المفقودين وتحديد هوية الضحايا وتعقب المسؤولين عن الجرائم.
كما حثت الهيئة المواطنين على إبلاغ مراكز الدفاع المدني أو الجهات المختصة فوراً عند العثور على أي رفات بشرية، لضمان التعامل المهني مع الموقع وحفظ الأدلة التي تُعد ركناً أساسياً في مسار العدالة الانتقالية وكشف مصير آلاف المفقودين في سوريا.