"الكاطع" يُحذر من محاولات "قسد" لجذب دعم العشائر في ظل سقوط مشروعها الانفصالي
"الكاطع" يُحذر من محاولات "قسد" لجذب دعم العشائر في ظل سقوط مشروعها الانفصالي
● أخبار سورية ١٢ مايو ٢٠٢٥

"الكاطع" يُحذر من محاولات "قسد" لجذب دعم العشائر في ظل سقوط مشروعها الانفصالي

حذر الباحث السوري "مهند الكاطع" في رسالة إلى شيوخ العشائر العربية في الجزيرة السورية من التحركات الأخيرة التي تقوم بها "قوات سوريا الديمقراطية" عبر مكتب علاقاتها العامة، حيث تتجول في القرى وتدعو الوجهاء للاجتماع مع العشائر في محاولة يائسة للحصول على دعمهم لمطالبها أمام دمشق. 


الكاطع اعتبر أن هذه التحركات تظهر وكأن "قسد" ما زالت تسيطر على الوضع، لكن في الواقع "مشروع قنديل سقط" ومعه انتهت الأوهام حول الدولة الموازية والانفصالية، وأكد الكاطع أنه يجب على العشائر العربية في المنطقة أن تبتعد عن هذه المحاولات وأن لا تكون جزءًا من "الورقة المحروقة".


وشدد في منشور على "فيسبوك" على أن التاريخ لا يرحم وأن مواقف اليوم ستظل محفورة في ذاكرة الناس. وأوضح أنه في هذه المرحلة لا يوجد إلا انتماء واحد، وهو للدولة السورية، ورفض أي مشاريع تهدف إلى التفتيت.

التناقضات في "الرؤية الكردية" ومطالب انفصالية
سبق أن قدم الكاطع عدة ملاحظات نقدية على "الرؤية الكردية المشتركة" التي أُعلنت في مؤتمر "وحدة الصف والموقف الكردي" والذي عُقد في روجآفا، محذرًا من التناقضات الواضحة بين الشعارات المرفوعة والمضامين الحقيقية للوثيقة. 


وأشار إلى أن العنوان الفرعي للمؤتمر "وحدة الصف الكردي في روجآفايي كردستان" يعكس نوايا انفصالية تهدف إلى ضم مناطق سورية إلى مشروع "كردستان الكبرى"، وهو ما يتناقض مع دعوى الوحدة الوطنية السورية.

خطاب مزدوج وتغيير الهوية الديموغرافية
انتقد الكاطع أيضًا استخدام مصطلحات كردية دخيلة مثل "سري كاني" بدلاً من رأس العين و"كري سبي" بدلاً من تل أبيض، مشيرًا إلى أن هذه الممارسات تتجاوز مجرد المطالبة بحقوق قومية، بل تسعى لإعادة هندسة الجغرافيا السورية بشكل رمزي ولغوي بهدف خلق فصل ثقافي وقومي عن الإطار الوطني الجامع.

مطالب غير منطقية وخلافات داخل "الرؤية الكردية"
وأورد الكاطع أن "الرؤية الكردية" تطالب بحزمة من الامتيازات الخاصة التي تتجاوز مفهوم الشراكة الوطنية، بما في ذلك إنشاء "إقليم كردي" مستقل، وتبني النظام الفيدرالي في سوريا، وتخصيص الثروات الطبيعية للمناطق الكردية. وتساءل الكاطع: "إذا كان هذا هو مفهوم الوحدة الوطنية، فما هو الانفصال إذن؟"

التعاطي مع القضايا التاريخية والجغرافية
وأوضح الكاطع أن الوثيقة تتجاهل الحقائق الديموغرافية والتاريخية حول المناطق السورية التي يُزعم أنها "كردية"، مشيرًا إلى أن مناطق مثل الحسكة والقامشلي ورأس العين كانت ولا تزال ذات أغلبية عربية. كما ذكر أن الوجود الكردي في هذه المناطق يعزز بسبب الهجرات من تركيا والعراق في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي.

محاولة إعادة كتابة التاريخ وتغيير الهوية
ولفت الكاطع إلى أن "الرؤية الكردية" تسعى لاستحضار قضايا مثل مشروع "الحزام العربي" رغم أنه لم يُنفذ فعليًا، وتصور عمليات إعادة إسكان العشائر العربية باعتبارها مؤامرة ضد الأكراد، في محاولة لإعادة كتابة التاريخ بشكل يطغى فيه الوجود الكردي على الوجود العربي، وهو أمر بعيد عن الواقع.

المطالبة بالامتيازات الخاصة: ازدواجية المعايير
وأشار الكاطع إلى التناقض بين مطالبة الوثيقة بإلغاء "الإجراءات الاستثنائية ضد الأكراد" بينما تطالب في نفس الوقت بإجراءات استثنائية جديدة لصالحهم، مثل الإدارة الذاتية وتقسيم الثروات، معتبرا ذلك مثالًا على ازدواجية المعايير في المطالبة بالحقوق.

التأكيد على الهوية الوطنية السورية
وفي ختام تحليله، أكد الكاطع أن بناء وطن حقيقي لا يمكن أن يتم عبر تفكيك هويته إلى جزر قومية متنازعة. وأوضح أن سوريا ليست تركة استعمارية لتُقسّم بالإرادات المنفردة، بل هي وطن له هوية حضارية ضاربة في جذور التاريخ، أكبر من أن تختزلها خطابات المحاصصة أو تقسيمات سياسية. وشدد على أن السوريين، رغم كل التضحيات التي قدموها، لن يكونوا "كومبارس" في مسرحيات انفصالية تملى عليهم من الخارج.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ