بعد حملة صيانة مكثفة بدعم أممي
بعد حملة صيانة مكثفة بدعم أممي
● أخبار سورية ٩ أغسطس ٢٠٢٥

بعد حملة صيانة مكثفة بدعم أممي .. جسر الرستن قريباً يعود للخدمة

تواصل فرق الدفاع المدني السوري بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة الإنساني لسوريا، جهودها المكثفة في إعادة تأهيل وصيانة جسر الرستن، بالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة والإسكان السورية، في مسعى لإعادة الجسر الحيوي إلى الخدمة بعد تعرضه لأضرار جسيمة جراء قصف مباشر في كانون الأول الماضي.

وقد أشرف المدير العام للمؤسسة العامة للمواصلات الطرقية المهندس خضر فطوم على سير الأعمال الميدانية، مؤكدًا أن خطة الإصلاح تتضمن استبدال الجوائز المتضررة، إضافة إلى تنفيذ مجموعة من الأعمال الإنشائية المرافقة تشمل معالجة البلاطة الوسطية بين المسربين، وتزويد الجسر بنظام إنارة وعوامل أمان مثل الدرابزينات الداخلية والخارجية.

وأشار إلى أن العقد الأساسي لإنجاز المشروع ينتهي بنهاية العام الجاري، إلا أن الحاجة إلى أعمال إضافية ناتجة عن أضرار زلزال شباط 2023 دفعت إلى تمديد فترة التنفيذ حتى شباط القادم، حيث تشمل هذه الأعمال استبدال بعض المساند وفواصل التمدد العرضية.

ورغم الظروف الصعبة والتحديات المستمرة، تواصل ورشات المؤسسة عملها دون توقف، بهدف إعادة الجسر إلى الخدمة بأسرع وقت ممكن لتخفيف عبء تحويل الطريق على المواطنين، وتسهيل حركة التجارة بين المحافظات.

من جانبه، أوضح المدير الفني للمشروع المهندس "معاذ النجار" أن أعمال الصيانة التي بدأها الدفاع المدني منذ 21 أيار الماضي شملت إصلاح 8 ركائز و14 جائزة، حيث تتم عمليات الاستبدال باستخدام رافعة من نوع سي 640، مع تجهيز الكوفراج المعدني اللازم للجوائز.

ولفت إلى أن ارتفاع الجسر والرياح الشديدة تشكلان تحديات كبيرة أمام سير العمل، ما يتطلب تصنيع وإنشاء كوفراج معدني في الموقع وصب الجوائز بشكل دقيق يضمن جودة العمل وسلامة الهيكل. هذه الجهود تبرز حرص الجهات المعنية على استعادة البنية التحتية الحيوية رغم الصعوبات، مع التزام واضح بالجدول الزمني المحدد لإنجاز المشروع.

وكان أعلن رئيس دائرة الإدارة المتكاملة في محافظة حمص "بشير العساف"، أن أعمال الصيانة التي تنفذ اليوم في جسم سد الرستن شمالي حمص، لإعادته إلى حالته الطبيعية، مع بعض الأعمال الكهربائية، لمعالجة تلك الأضرار التي تشكل خطراً حقيقياً على استقراره وسلامته.

وتعرض جسم سد الرستن نتيجة قصف النظام البائد، لتخريب بات يهدده بخطر محدق، الأمر الذي جعل مديرية الموارد المائية في حماة، تتخذ تدابير وإجراءات لحمايته من أي خطر، ومنع تضرره والأراضي الزراعية فيما حوله.

وأشار إلى أن التكلفة التقديرية لهذه الأعمال فقط، نحو 200 مليون ليرة سورية، وأن هذه الجهود تأتي في إطار حرص المديرية على السلامة الإنشائية للسد والحفاظ عليها، وضمان استمرارية أدائه في تخزين وتنظيم الموارد المائية في المنطقة.

لافتاً إلى أن الأضرار التي ألحقها النظام البائد في جسم السد، تتمثل بقصف متعمد لوجه السد الهوائي، الذي تركز في أعلى نقطة منه عند أسفل جدار الحماية، وهو ما نجم عنه حفرة كبيرة بحدود مساحة سطح يقدر بحوالى 20 متراً مربعاً، وأضرار مختلفة تصل إلى نصف متر مع تخريب لجدار الحماية.

وتابع كما أدى قصف الجسر إلى تحويل الطريق حماة – حمص إلى الطريق المار من فوق جسم السد، والذي أدى بدوره إلى زيادة التشققات الموجودة فيه نتيجة الحمولات الكبيرة.

وأعلنت وزارة الأشغال العامة والإسكان السورية، بتاريخ 22 آذار/ مارس عن بدء أعمال ترميم جسر الرستن الذي أكدت أنه ليس مجرد جسر إسمنتي بل شريان حيوي يربط بين شمال وجنوب سوريا.

وقدر المهندس "حسن رحمون" مشرف تنفيذ جسر الرستن أن التكلفة التي قدرتها الوزارة تصل إلى 2 مليون دولار أمريكي، وتشير تقديرات رسمية بأن عملية صيانة الجسر تتطلب حوالي 6 أشهر.

وفي وقت سابق أعلن مصدر في قسم شرطة حمص عن إغلاق طريق "حمص - حماة" مع تحويل المسارات إلى طريق سلمية، ريثما يتم تأهيل جسر الرستن شمال حمص الذي تعرض لغارات جوية نفذتها طائرات حربية تتبع لنظام الأسد البائد.

ونقلت "الوكالة العربية السورية للأنباء" (سانا) عن المصدر أنه سيتم تحويل المسارات إلى طريق سلمية مؤقتاً حتى إعادة تأهيل الجسر، بسبب خطورة العبور عليه حيث يُعتبر الجسر مهدداً بالانهيار في الاتجاهين.

وفي تعميم رسمي ينص على إغلاق طريق "حمص_حماة" عند جسر الرستن، وذلك نتيجة الأضرار التي لحقت ببنيته التحتية وخطورة استخدامه على السلامة العامة، ونتيجة لذلك سيتم تحويل حركة السير مؤقتاً إلى طريق السلمية، لحين استكمال أعمال إعادة تأهيل الجسر، قبل الإعلان عن فتح الطريق عبر طريق السد قرب الجسر.

وجاء إغلاق الجسر بعد عدة شكاوى من تكرار الحوادث المرورية، وأفاد مراسل شبكة شام الإخبارية بحمص، بأن أكثر من 5 غارات طالت جسم الجسر في مطلع كانون الأول الجاري أحدثت عدة فتحات في الجسر الأسمنتي ما أدى إلى خروجه من الخدمة بشكل جزئي.

هذا وتشير تقديرات صادرة عام 2017 بأن قيمة الأضرار المادية التي لحقت بوزارة النقل والجهات التابعة لها بسوريا بلغت 4567 مليون دولار، وسط تعمد نظام الأسد البائد قصف الطرق وهذا الإجراء التدميري المكثف للطرق والمعابر والجسور أدى إلى قطع العديد من الطرقات في سوريا، ما يثقل كاهل الإدارة السورية الجدیدة في المرحلة المقبلة.

وتجدر الإشارة إلى أن الطرقات العامة والجسور وغيرها من المرافق بحاجة إلى تأهيل في محافظات عديدة بسوريا، وتعمل جهات سورية منها الخوذ البيضاء على تأهيل بعض الطرقات التي تمثل شريان للتنقل بين المناطق السورية المختلفة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ