بعد سقوط الأسد: الصراع ينتقل إلى العالم الرقمي ويتخذ شكلاً جديداً
بعد سقوط الأسد: الصراع ينتقل إلى العالم الرقمي ويتخذ شكلاً جديداً
● أخبار سورية ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥

بعد سقوط الأسد: الصراع ينتقل إلى العالم الرقمي ويتخذ شكلاً جديداً

رغم سقوط نظام الأسد في سوريا، ما يزال مؤيدوه يسعون إلى زعزعة الأمن في البلاد ومحاربة الشعب السوري وأنصار الثورة السورية، من خلال الاعتماد على تغذية الانقسامات والخلافات بين السوريين، مستغلين أي حادثة تحصل.

خلال سنوات الثورة، كان الصراع مع الأسد وحلفائه في مواجهة مباشرة، حيث خرج السوريون إلى المظاهرات، ورفعوا صوتهم وطالبوا بالحرية، وحملوا السلاح وانطلقوا إلى ساحات المعارك، وواصلوا نضالهم ضد القمع والظلم حتى انتصروا. 

وبعد انتهاء حكم ٱل الأسد، تغير شكل هذا الصراع، فانتقل إلى العالم الرقمي، حيث لجأ مؤيدو الأسد إليه ليتابعوا نشاطهم السابق من خلال نشر الشائعات التي تزرع الخوف والرعب بين الأهالي، وتدعو إلى الانقسام والطائفية وتحض على الكراهية.

ضمن هذا المشهد، غالباً ما يكون الخصم مجهول الهوية؛ يظهر فجأة عبر منشور ملغوم أو صفحة مشبوهة تستغل البيئة الرقمية للتأثير، فيعلّق على الأحداث الجارية بطريقة مبالغ فيها، معتمداً على نشر الشائعات والروايات المضللة، وصور وفيديوهات مفبركة، وتهم مختلقة، لجعل الٱخرين يعيشون حربا نفسية.

ويسعى من خلالها إلى استهداف الحكومة الانتقالية ومحاولة تقويض شرعيتها عبر تشويه إنجازاتها أو تضخيم أي إخفاق بسيط قد يصدر عن أحد عناصر الأمن العام. كل ذلك بهدف دفع الآخرين إلى الدخول في حالة من الحرب النفسية، والعيش في دوامة من القلق والخوف.

كان هذا الأسلوب حاضراً أيضاً خلال سنوات الثورة السورية، حين حاول الأسد وموالوُه استغلال العالم الرقمي لتشويه صورة الثورة ورموزها وشخصياتها البارزة، وإنكار المجازر، وتكذيب المظاهرات، والتشكيك في كثير من التفاصيل والانتهاكات التي شهدتها البلاد. ورغم كثافة هذه الحملات، فإن محاولاتهم باءت بالفشل.

يتبع المهاجمون المتخفّون خلف الشاشات أساليب متعددة، من بينها اقتطاع عبارات من سياقها في أحد التصريحات ونشرها بطريقة تستفز الجمهور، واستخدام مقاطع فيديو تتضمن مشاهد عنف صوّرت في دول أخرى والادعاء بأنها حدثت داخل سوريا، إضافة إلى تضخيم الوقائع، وتدوير روايات لا أصل لها، ونشر الشائعات وغيرها من الممارسات غير الأخلاقية.

في ظلّ الحرب النفسية الرقمية وما تؤدي إليه من مشاكل وخوف، وتشكل مفاهيم خاطئة لدى بعض المجموعات أو الشخصيات، تبرز أهمية تعزيز وعي المواطنين لمواجهة هذه الحملات بكل حزم وعدم الانجرار وراءها. 

ويشمل ذلك التحقق من المصادر قبل النشر، والاعتماد على وسائل إعلام موثوقة ومعروفة بمصداقيتها، بالإضافة إلى الإبلاغ عن الصفحات والمحتوى المشبوه باستخدام أدوات التبليغ في منصات التواصل لإيقاف انتشار المعلومات المضللة.

كما يحتاج السوريون إلى أن يتعرفوا على أساليب التضليل والخداع الإعلامي، وأن ينشروا الوعي فيما بينهم حول كيفية التحقق من الأخبار، إلى جانب المقاطعة وعدم التفاعل مع المحتوى الضار وتجنب التعليقات أو إعادة النشر لأنها تمنح المحتوى المضلل مزيداً من الانتشار.

ويبقى الوعي الرقمي والمجتمعي السلاح الأهم لمواجهة الحملات النفسية والمعلوماتية، فمعرفة الحقيقة والتحقق منها هو السبيل لحماية الأمن والاستقرار ومحاربة الشائعات والمعلومات الكاذبة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ