
تفاعل وإشادة.. "السورية للطيران" تعتذر للمسافرين عن تأخير رحلاتها وتعد بتحسين الأداء
أعلنت مؤسسة "الخطوط الجوية السورية"، يوم الخميس 29 أيار/ مايو عن اعتذارها الرسمي للمسافرين الذين تضرروا من تأخير رحلاتها يوم أمس على خطي دمشق واللاذقية، في خطوة لافتة تعكس بداية مرحلة جديدة للعمل المؤسساتي وارتباط المواطنين بالدولة.
وأكدت المؤسسة في بيان حمل توقيع المدير العام لها، "سامح حربا" أن ما جرى كان نتيجة "ظروف خارجة عن إرادتها"، وأنها بذلت كل ما بوسعها للتخفيف من آثار التأخير على الركاب.
ونص البيان على أن المؤسسة تأسف لما سببه التأخير من إرباك للمسافرين، وأكد أن فرق العمل سعت إلى التواصل مع الركاب وإبلاغهم بضرورة الحضور المبكر إلى المطار، إضافة إلى تأمين وسائل الراحة والضيافة في صالات الانتظار لتخفيف المعاناة قدر الإمكان.
وأشار إلى أن القرار المتخذ كان لتجنب إلغاء الرحلات بشكل نهائي، في محاولة للحفاظ على التزامات الشركة تجاه المسافرين، رغم التحديات التي واجهتها في اللحظات الأخيرة.
وأضاف: "نؤكد للجميع أننا نسير بخطى ثابتة نحو تطوير خدماتنا والارتقاء بأدائنا، ونعمل جاهدين على أن تعود الخطوط الجوية السورية إلى موقعها الريادي بما يليق بثقتكم ومحبتكم وسمعتها وبلدنا".
واختتم البيان بالتعهد بأن يكون الالتزام بالمواعيد والدقة في الخدمة أحد أهم أولويات المؤسسة في المرحلة المقبلة، ومن ردود الأفعال على البيان وصغته بأنه مشهد راقي من الخطوط الجوية السورية وغير مألوف لسنوات طويلة.
وخلال عقود ماضية، كان الطيران السوري أحد أدوات سلطة نظام الأسد البائد، لا تُذكر إلا في سياقات القصف والدمار، أو عبر قضايا الاتجار بالبشر والمخدرات التي التصقت بأسماء مسؤولين كبار من النظام البائد.
ولم يكن الطيران المدني آنذاك يحمل همّ المسافر، ولا يعرف معنى "الاعتذار" أو "الشفافية" أو حتى احترام الوقت كان التأخير أمراً اعتيادياً، يُقابل بالتجاهل أو التهكم، ولا يجد المواطن من يلتفت إلى شكواه.
أما اليوم، ومع تصاعد الحديث عن بناء الدولة السورية الجديدة، بدأت تتبلور ملامح مغايرة في التعامل الرسمي، كما ظهر في هذا البيان الذي لم يكتفِ بالاعتذار بل قدّم شرحاً لما حدث، وطمأن المسافرين بأن الاهتمام براحتهم وكرامتهم بات أولوية.
ويذكر أن الاعتراف بالخطأ والالتزام بتحسين الأداء يتركان أثراً نفسياً عميقاً لدى المواطنين الذين لطالما شعروا بالتهميش فالثقة لا تُبنى بالشعارات، بل بالسلوك اليومي، والبيان الأخير خطوة بسيطة لكنها تحمل وزنًا معنوياً كبيراً، خاصة في قطاع حساس مثل النقل الجوي.
هذا ويرى مراقبون أن بناء مؤسسات جديدة قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل، هو ما ينتظره السوريون، وهو ما يأملون أن ينعكس في جميع مفاصل الدولة التي ولدت من رحم المعاناة بعد انتصار الثورة السورية العظيمة التي قدمت نموذجا مبهرا بالكفاح والتضحية ودحر المحتلين والمجرمين.