تقرير شام الاقتصادي | 30 أيلول 2025
تقرير شام الاقتصادي | 30 أيلول 2025
● أخبار سورية ٣٠ سبتمبر ٢٠٢٥

تقرير شام الاقتصادي | 30 أيلول 2025

شهدت الأسواق السورية، اليوم الثلاثاء 30 أيلول 2025، حراكاً اقتصادياً متبايناً بين سعر الصرف والذهب، مروراً بأداء البورصة، وصولاً إلى مؤشرات السلع والمواد الغذائية، في وقت تحاول فيه البلاد رسم ملامح مرحلة جديدة من الانفتاح المالي عبر المشاركة لأول مرة في مؤتمر Sibos العالمي.

على صعيد أسعار الصرف، سجلت الليرة السورية تداولات متفاوتة بحسب المناطق، حيث استقر سعر الصرف في دمشق وحلب وإدلب عند 11,420 ليرة للشراء و11,470 ليرة للمبيع، بينما ارتفع قليلاً في الحسكة إلى 11,500 ليرة للشراء و11,550 ليرة للمبيع في المقابل، حافظ مصرف سوريا المركزي على سعر رسمي أقل من السوق عند 11,000 ليرة للشراء و11,110 ليرة للمبيع.

أما أسعار الذهب، فواصلت صعودها في السوق السورية بالتوازي مع ارتفاعها عالمياً، إذ بلغ سعر الغرام عيار 21 قيراط 1,230,000 ليرة (106 دولارات)، بينما سجل عيار 18 قيراط 1,055,000 ليرة (91 دولاراً).

وارتفع سعر الليرة الذهبية عيار 21 إلى 9,400,000 ليرة، فيما سجلت الليرة عيار 22 نحو 9,800,000 ليرة وسجلت الأونصة الذهبية في السوق المحلية 43,500,000 ليرة، على أساس سعر عالمي وصل إلى 3,803.51 دولار.

وارتفعت أسعار المعدن الأصفر عالمياً بنسبة 0.8% مسجلة 3863.81 دولار للأونصة، مع توقعات بتحقيق أفضل أداء شهري منذ 14 عاماً، مدفوعة بمخاوف إغلاق الحكومة الأميركية واحتمالات خفض إضافي في الفائدة.

وفي سوق دمشق للأوراق المالية، أنهت الجلسة بقيمة تداولات تجاوزت 7.7 مليار ليرة سورية، موزعة على أكثر من 340 صفقة، بينها أربع ضخمة، شملت تداول نحو 562 ألف سهم.

ورغم النشاط الملحوظ، أغلقت المؤشرات على تراجع جماعي، حيث انخفض مؤشر DWX بمقدار 774.13 نقطة، ومؤشر DLX خسر 217.74 نقطة، ومؤشر DIX تراجع بشكل طفيف بمقدار 10.43 نقطة.

على صعيد القطاعات، تصدر القطاع الصناعي التداولات بقيمة قاربت 4.9 مليار ليرة، يليه قطاع البنوك بما يقارب 2.7 مليار ليرة، في حين سجل قطاع الاتصالات والسندات الحكومية غياباً كاملاً عن التداول. وجاء بنك الائتمان الأهلي وبنك بيمو السعودي الفرنسي في مقدمة الرابحين، مقابل خسائر لحقت ببنك قطر الوطني سورية وبنك البركة وشركة اسمنت البادية.

وعلى صعيد السلع والمواد الغذائية، أظهر مؤشر تفاوتاً كبيراً في الأسعار، حيث ارتفع سعر الفاصولياء في دمشق بنسبة كبيرة ليصل إلى 40,000 ليرة، مقابل انخفاض سعر الجزر ليبلغ 2,000 ليرة. وسجلت البطاطا ارتفاعاً لتصل إلى 5,500 ليرة، بينما تراجعت أسعار البندورة إلى 5,000 ليرة.

وفي خطوة نحو الانفتاح المالي، أعلن حاكم مصرف سوريا المركزي، الدكتور عبد القادر الحصرية، مشاركة سوريا لأول مرة في مؤتمر Sibos 2025 العالمي المنعقد في فرانكفورت – ألمانيا، بدعوة رسمية من منظمة "سويفت"، وتهدف دمشق من خلال هذه المشاركة إلى إعادة وصل علاقاتها المالية العالمية، وتعزيز الاستقرار النقدي، والانخراط في أنظمة الدفع الدولية.

وأكد الخبير الاقتصادي الدكتور رازي محي الدين في تصريحات خاصة أن التحول الرقمي والحوكمة أصبحا المدخل الأساسي لإنقاذ الاقتصاد السوري من الجمود، مشدداً على أن غياب الشفافية والبيروقراطية المتجذرة يعرقلان جذب الاستثمارات، داعياً إلى إشراك المغتربين والخبراء المحليين في صياغة سياسات اقتصادية أكثر مرونة وتنافسية.

وبين ضغوط الأسواق الداخلية من أسعار صرف وذهب وسلع متقلبة، وتراجع مؤشرات البورصة، تبرز مشاركة سوريا في مؤتمر Sibos كإشارة انفتاح يمكن أن تفتح الباب أمام إصلاحات أوسع، لكن التحدي الأهم يبقى في القدرة على التحول الرقمي وتطوير بيئة اقتصادية شفافة قادرة على جذب الاستثمارات وإعادة بناء الثقة محلياً ودولياً.

وكان أصدر البنك الدولي تقريراً جديداً تضمن مراجعة إيجابية لتوقعات النمو الاقتصادي في ثماني دول عربية، من بينها سوريا، التي ظهرت مجدداً في بيانات البنك للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاماً.

يشار أن خلال الفترة الماضية أصدرت القيادة السورية الجديدة قرارات عدة لصالح الاقتصاد السوري، أبرزها السماح بتداول العملات الأجنبية، والدولار في التعاملات التجارية والبيع والشراء، وحتى الأمس القريب، وكان النظام البائد يجرّم التعامل بغير الليرة ويفرض غرامات وعقوبات قاسية تصل إلى السجن سبع سنوات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ