جدل بين ترحيب وانتقادات عقب تحديد مواعيد إغلاق المحال بدمشق
أثار قرار محافظة دمشق القاضي بتعديل مواعيد فتح وإغلاق المحال والأنشطة التجارية، حالة من الجدل بين السكان والتجّار وأصحاب الفعاليات الاقتصادية في العاصمة، وسط تباين واضح بين مؤيّدين ومعارضين للخطوة التي من المقرر أنها تُطبَّق مع بداية تشرين الثاني الجاري.
وكانت المحافظة قد أعلنت تعديلًا على القرار رقم /17/ م.د لعام 2023، بحيث تُفتح المحال والأسواق التجارية بين الثامنة صباحاً والتاسعة مساءً، باستثناء يوم العطلة الأسبوعية لكل مهنة، في حين سُمح لمحلات المواد الغذائية بالعمل من السادسة صباحًا حتى منتصف الليل، وللحلويات والبوظة والعصائر حتى الثانية عشرة ليلًا.
كما حدّد القرار عمل المطاعم والمقاهي والحانات والملاهي الليلية من السابعة صباحًا حتى منتصف الليل، مع تمديد ساعة إضافية يومي الخميس والسبت، بينما تُفتح المولات وبعض المناطق التجارية النشطة مثل الميدان والجزماتية والربوة وسوق الشام دُمَّر حتى الواحدة بعد منتصف الليل.
وحدّد القرار عمل النوادي الرياضية وصالات الأفراح وصالونات الحلاقة ضمن ساعات مختلفة، مع السماح للأكشاك ومحطات الوقود بالعمل على مدار الساعة كما سُمح لمحلات الإنترنت بالعمل حتى منتصف الليل بشرط عدم وجود ألعاب إلكترونية داخلها.
وتقول المحافظة إن الخطوة تهدف إلى “تنظيم الحركة الاقتصادية وتحسين جودة الخدمات”، مؤكدة أن قسم شرطة المجلس سيكلف بضبط المخالفات ونشر القرار عبر الإعلانات العامة.
ورغم تبريرات المحافظة، واجه القرار موجة رفض، واعتبر عدد من أصحاب المحلات التجارية والمقاهي أن تحديد ساعات النشاط قد يلحق ضرراً بالسوق المحلية، خاصة في القطاعات التي تعتمد على الزوّار والسياح ومحبي السهر ويرى البعض أن القرار سيُضعف الحركة السياحية التي تعتمد على النشاط الليلي، ويقلّل من مداخيل المنشآت العاملة في مناطق تشتهر بالحياة المتأخرة.
وقال تجار وأصحاب مطاعم إن الأسواق في دمشق تعاني أساساً من ركود كبير، وتقييد ساعات العمل قد يدفع كثيرين إلى الإغلاق نهائيًا نتيجة تراجع الأرباح وعدم القدرة على تغطية التكاليف كما اعتبر آخرون أن القرار لا يأخذ بالحسبان أن بعض الزبائن لا يقصدون الأسواق إلا في وقت متأخر بسبب ظروف العمل وانقطاع الكهرباء.
في المقابل، رحّب عدد من السكان، خصوصًا القاطنين قرب الأسواق والمقاهي المكتظة، بالقرار، معتبرين أن التنظيم سيسهم في الحد من الضجيج والازدحام الليلي الذي يمنعهم من النوم.
وقال سكان في مناطق تجارية إن بعض المحال والمقاهي تستخدم “مولدات” صاخبة حتى ساعات متأخرة، ما يتسبب بالإزعاج، ويجعل تقنين ساعات العمل خطوة إيجابية للتخفيف من هذه الظروف.
ويرى مؤيدون أن القرار قد يساهم في فرض نوع من الانضباط على النشاط التجاري والفوضى الليلية في بعض الأحياء، خاصة تلك التي تنشط فيها المقاهي والمطاعم والمحال الصغيرة خلال ساعات متأخرة.
في الوقت نفسه، حذر آخرون من احتمال تقسيم الأسواق إلى جيوب نشطة تمتلك استثناءات زمنية، مقابل مناطق تتعرض للركود، ما قد يدفع الحركة التجارية للتمركز في أماكن معينة على حساب مناطق أخرى.
وتجدر الإشارة إلى أنه بين مؤيّد يرى أن القرار يساعد في تنظيم الحياة اليومية ويخفف الضوضاء، ومعارض يخشى على السياحة ومصدر رزقه، يبقى تطبيق التعديلات الجديدة محلّ متابعة وترقّب في العاصمة، وسط أسئلة مطروحة حول مدى قدرة محافظة دمشق على ضبط تنفيذ القرار وتأثيره الفعلي على النشاط الاقتصادي في المدينة.