
جوزيف عون من منبر الأمم المتحدة: صفحة جديدة مع سوريا وتفاهمات تعاون شاملة
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون في كلمته أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده تسعى إلى فتح صفحة جديدة مع سوريا، تقوم على تجاوز أعباء الماضي والانطلاق نحو اتفاقات تعاون شاملة تخدم مصلحة البلدين وتعيد صياغة العلاقات الثنائية على أسس راسخة من حسن الجوار والشراكة.
أزمة لجوء غير مسبوقة وشراكة مع الأمم المتحدة وسوريا
شدّد عون على أنّ لبنان يواجه حالة لجوء غير مسبوقة قياساً بعدد السكان، معتبراً أن الحل لا يمكن أن يكون أحادياً بل في إطار شراكة متكاملة مع الأمم المتحدة ووكالاتها المختصّة، ومع السلطات السورية، مشيراً إلى أن المفاوضات مع دمشق تجري بشكل مباشر وبرعاية مشكورة من المملكة العربية السعودية للوصول إلى اتفاقات تضمن عودة اللاجئين السوريين بكرامة وأمان.
ترسيم الحدود وتفاهمات اقتصادية
وفي مقابلة سابقة مع قناتي «العربية» و«الحدث»، أوضح الرئيس اللبناني أن ترسيم الحدود مع سوريا يمثل خطوة أساسية في مسار بناء الثقة بين البلدين، قائلاً: «نحن بانتظار أن يأتي موفد من سوريا لترتقي العلاقة إلى مستوى أعلى».
كما أشار إلى أن التعاون الاقتصادي بين بيروت ودمشق يجري في إطار الملاحظات اللبنانية على «ورقة» المبعوث الأميركي إلى سوريا توماس باراك، التي تحوّلت إلى ورقة لبنانية معدلة وتشكل خارطة طريق لوقف إطلاق النار عام 2024، وتضم بنوداً حول الانسحاب الإسرائيلي وتحرير الأسرى وإنعاش الاقتصاد اللبناني وإعادة الإعمار إضافة إلى ترسيم الحدود مع سوريا.
إشادة بالموقف السوري والدور السعودي
أشاد عون بالموقف السوري الداعم لهذه الورقة وبالدور السعودي في إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان ودعم جهود ترسيم الحدود وتحسين العلاقات مع دمشق، مؤكداً أن أولويته تبقى تحقيق الأمن والاستقرار قائلاً: «نرحب بكل من يريد مساعدة لبنان شرط عدم التدخل في شؤونه الداخلية».
لقاءات ثنائية لتعزيز التعاون
وكانت الرئاسة اللبنانية قد أعلنت في وقت سابق أن الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره اللبناني جوزيف عون ناقشا في الدوحة على هامش القمة العربية الإسلامية الطارئة ملفات محورية أبرزها ترسيم الحدود البحرية، وأوضاع اللاجئين، والموقوفين السوريين في لبنان، في مؤشر على أن المسار الجديد بين بيروت ودمشق بدأ يترجم إلى لقاءات مباشرة تبحث القضايا الخلافية العالقة.