رئيس لجنة التحقيق الدولية: غارات إسرائيلية مكثفة على سوريا وتحديات أمام العدالة والسلام
 رئيس لجنة التحقيق الدولية: غارات إسرائيلية مكثفة على سوريا وتحديات أمام العدالة والسلام
● أخبار سورية ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥

 رئيس لجنة التحقيق الدولية: غارات إسرائيلية مكثفة على سوريا وتحديات أمام العدالة والسلام

كشف رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينهيرو، في تقرير شفوي أمام الدورة الستين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن إسرائيل كثّفت غاراتها على دمشق وحمص واللاذقية، ما تسبب في دمار واسع وسقوط ضحايا مدنيين، مؤكداً أن تل أبيب «تواصل انتهاك السيادة السورية وتوسيع احتلال أراضٍ جديدة جنوب البلاد».

اتفاق 10 آذار وتعثر دمج «قسد»
وأشار بينهيرو إلى أن اتفاق 10 مارس/آذار بين السلطات السورية و«قوات سوريا الديمقراطية» يواجه تعثراً، موضحاً أن الاشتباكات الأخيرة تثير مخاوف من انفجار جديد للعنف في ظل بقاء آلاف عناصر تنظيم داعش قيد الاحتجاز، وهو ما يهدد الاستقرار في الشمال الشرقي للبلاد.

نزوح واسع في السويداء ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات
وفي سياق عرضه للتطورات الداخلية، أوضح رئيس اللجنة أن المواجهات التي اندلعت بين الدروز والبدو في السويداء في يوليو/تموز 2025 تسببت في نزوح نحو 200 ألف مدني وسقوط مئات القتلى والجرحى. وأشار إلى أن وزير العدل السوري شكّل لجنة تحقيق مستقلة وأُعلن عن توقيف عناصر متورطين في الأحداث، في خطوة اعتبرها مؤشراً على وجود توجه نحو المساءلة.

 آمال بالسلام رغم التحديات
وقال بينهيرو إنه وبعد عقود من «الديكتاتورية الوحشية» شهدت سوريا قبل تسعة أشهر موجة جديدة من التطلعات نحو السلام والعدالة، لافتاً إلى أنه خلال زيارته الأخيرة إلى سوريا لاحظ أن هذه الآمال ما زالت حية لدى كثيرين رغم استمرار العنف ضد المدنيين في بعض المناطق.

دمج المجتمعات المتنوعة شرط لوحدة سوريا
وشدد في تقريره على أن مستقبل سوريا يتوقف على دمج جميع مناطقها ومجتمعاتها المتنوعة في دولة موحدة وآمنة تحترم الحقوق، مبيناً أن ذلك يتطلب بيئة سياسية وأمنية مستقرة بما يكفي لمعالجة جذور المظالم والانتهاكات المتراكمة.

لقاءات مع الحكومة السورية وهيئات المفقودين والعدالة الانتقالية
وأشار بينهيرو إلى أنه التقى وزير العدل السوري الذي طمأنه بأن الاعتقالات تتم بإشراف قضائي وأن المحتجزين يتمكنون من التواصل مع عائلاتهم ومحاميهم، مؤكداً أن اللجنة ستتابع ذلك عن كثب. كما التقى أعضاء الهيئة الوطنية لشؤون المفقودين وأعضاء هيئة العدالة الانتقالية، حيث شدد على أن العائلات التي بحثت بلا كلل عن أحبائها يجب أن تكون في صلب هذه العملية كمشاركين فاعلين لا كمستفيدين فقط، مع الاستفادة من التجارب المماثلة في المنطقة وخارجها.

التحول السياسي والمؤسسي وتعزيز حقوق الإنسان
ولفت إلى أنه التقى في دمشق بمسؤولين حكوميين وناقش معهم إمكانات التحول السياسي والمؤسسي الجاري لتعزيز احترام وحماية حقوق الإنسان لجميع السوريين، ناقلاً إليهم مخاوفه بشأن تجدد العنف والتحديات التي تواجه التمتع بهذه الحقوق والتي تتطلب خطوات ملموسة لمعالجتها.

تقرير باولو سيرجيو بينهيرو لم يقتصر على رصد الانتهاكات، بل قدّم صورة مركبة عن سوريا بعد سقوط النظام السابق: دولة تحاول إعادة بناء مؤسساتها واستعادة الاستقرار، لكنها تواجه تحديات أمنية واجتماعية عميقة، من الغارات الإسرائيلية إلى نزاعات السويداء وتعثر اتفاقات الشمال الشرقي. 


وفي المقابل، أظهر التقرير وجود بوادر لتوجه جديد نحو المحاسبة والعدالة الانتقالية إذا ما قُرن بالخطوات التنفيذية. هذه الرسائل المزدوجة – التحذير من العنف والإشادة بالإصلاحات – تشكّل اختباراً جدياً لقدرة دمشق على تحويل وعودها إلى واقع يعيد ثقة السوريين والمجتمع الدولي.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ