مفاوضات متقدمة بين دمشق وتل أبيب… وباراك يتحدث عن «اتفاق تهدئة» وشيك
مفاوضات متقدمة بين دمشق وتل أبيب… وباراك يتحدث عن «اتفاق تهدئة» وشيك
● أخبار سورية ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٥

مفاوضات متقدمة بين دمشق وتل أبيب… وباراك يتحدث عن «اتفاق تهدئة» وشيك

كشف المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، أن دمشق وتل أبيب على وشك التوصل إلى «اتفاق تهدئة» توقف بموجبه إسرائيل هجماتها الجوية، بينما تلتزم سوريا بعدم نقل معدات ثقيلة قرب الحدود، معتبراً أن هذا الاتفاق سيكون بمثابة الخطوة الأولى نحو الاتفاق الأمني الأشمل الذي يتفاوض عليه الجانبان.

وساطة أميركية ومسار متعثر
وأوضح باراك في حديثه للصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سعى شخصياً إلى إبرام اتفاق بين الجانبين، وكان من المتوقع الإعلان عنه هذا الأسبوع، لكن عطلة رأس السنة اليهودية وتباطؤ بعض الملفات أبطأ العملية. وأضاف: «أعتقد أن الجميع يتعاملون مع الأمر بحسن نية».

موقف دمشق: من التهدئة إلى السلام
وكان الرئيس أحمد الشرع قد أكد في وقت سابق أن بلاده لا تريد الدخول في معركة مع إسرائيل وأنه «يجب البحث عن وسائل للعيش المشترك بين السوريين والإسرائيليين»، مشيراً خلال مشاركته في قمة «كونكورديا» في نيويورك إلى أن المفاوضات وصلت إلى «مراحل متقدمة» على أساس اتفاق 1974، وأن الكرة الآن في ملعب إسرائيل والمجتمع الدولي. كما شدد على أن دمشق مستعدة لمناقشة مخاوف إسرائيل الأمنية وأن سوريا ذاهبة باتجاه ألا تشكّل أراضيها أي تهديد لأي منطقة.

موقف تل أبيب: إقرار بالتقدم مع التحفظ
من جهته، أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتقدم المحرز في المفاوضات مع السوريين، لكنه شدد على أن «الأمر ما زال بعيداً»، ما يعكس رغبة إسرائيل في إبقاء سقف التوقعات منخفضاً رغم استمرار المحادثات.

سوريا بلد محوري ورسالة متوازنة
في جلسة حوارية بمعهد الشرق الأوسط في نيويورك، أعاد الرئيس الشرع التأكيد أن زيارته تمثل «عنوان عودة سوريا إلى المجتمع الدولي»، وأن نجاح أي اتفاق مع إسرائيل قد يفتح الباب أمام اتفاقات أخرى تعمّم السلام في المنطقة. 


كما شدد على أن سوريا بلد محوري قادر على كسب جميع الأطراف ولعب دور أساسي في استقرار المنطقة، لافتاً إلى أن أمن الدول المجاورة يرتبط باستقرار سوريا وأن القوة وحدها لن تجلب لإسرائيل السلام، داعياً واشنطن إلى المساعدة في دمج قوات «قسد» ضمن الجيش السوري.

تشكّل تصريحات براك والشرع مؤشراً على انتقال المفاوضات السورية – الإسرائيلية من مرحلة «الرسائل» إلى مرحلة «الخطوات العملية»، فطرح «اتفاق التهدئة» يقدّم اختباراً لنوايا الطرفين ويتيح للأميركيين لعب دور الضامن في المرحلة الأولى، بينما يقدّم خطاب الشرع في نيويورك صورة لسوريا كدولة تفاوضية براغماتية مستعدة لتطمين مخاوف إسرائيل الأمنية والانخراط في تسويات إقليمية أوسع، ونجاح هذه الخطوة قد يعيد رسم خريطة العلاقات في الشرق الأوسط ويمنح دمشق رصيداً إضافياً في مسار عودتها إلى المجتمع الدولي.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ