حلول ذكرى معركة ردع العدوان: تضحيات الشهداء في سبيل التحرير والنصر
حلول ذكرى معركة ردع العدوان: تضحيات الشهداء في سبيل التحرير والنصر
● أخبار سورية ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥

حلول ذكرى معركة ردع العدوان: تضحيات الشهداء في سبيل التحرير والنصر

مرّت سنة كاملة على معركة "ردع العدوان"، وحلت ذكراها في يوم الخميس الفائت 27 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري. واستعاد الأهالي العديد من اللحظات المرتبطة بالمعركة، متذكرين حماسهم وفرحتهم حينها، وانغماسهم في متابعة كل تفاصيل المعركة والأخبار عبر منصات التواصل الاجتماعي.

ومن بين الذكريات التي استحضرها السوريون يوم الأمس، شهداء معركة "ردع العدوان" والمعارك التي سبقتها، الذين دفعوا حياتهم ثمناً للحق والكرامة، وضحوا بأرواحهم لإعادة إخوانهم وأبناء بلدهم إلى قراهم ومدنهم التي حُرِموا منها بسبب نظام الأسد، وليثأروا لكل معتقل وضحية، ومن أجل نصرة الثورة.

على منصات التواصل الاجتماعي، روى المتابعون تفاصيل حياة هؤلاء الشهداء وتضحياتهم، فيما أجرى إعلاميون مقابلات مع ذويهم لتوثيق ذكرياتهم وحفظها في سرد حيّ ومؤثر يخلّد بطولاتهم. ‏ومن بين أولئك الشهداء: أحمد عوض السليمان - أمجد أيمن أسود - بلال غياث الشيخ - محمد أحمد الحسين - محمد عبد السلام خلوف".

هؤلاء الخمسة يعتبروا مفاتيح النصر، حيث كانوا قبل قبل بدء المعركة لبسوا زياً عسكرياً مطابقاً لزي قوات الأسد وكانوا قد تسللوا إلى مدينة حلب بعملية أمنية معقدة، وكانت مهمتهم هي الانغماس بأربع من غرف عمليات الأسد وإيران.

أشار المتابعون الذين نشروا قصتهم إلى أن أولىك الشباب أنجزوا المهمة، وكان القضاء على غرفة العمليات الإيرانية وقتل الجنرال الإيراني بداية لتدهور جيش الأسد وبدء انهيار قواته بحلب وبعدها شمل الانهيار كامل قواتهم الإيرانية والأسدية في سوريا.

وقد مضى هؤلاء الشباب إلى مهمتهم وهم يدركون أنهم لن يعودوا، لكنهم كانوا على يقين بأن تضحيتهم ستمهّد الطريق لعودة السوريين إلى ديارهم، وأن أرواحهم الطاهرة ستبقى شاهدة على معركة المصير.

وهؤلاء الشباب، وغيرهم من الذين شاركوا في المعارك سواء في معركة ردّ العدوان أو في المواجهات التي سبقتها، كانوا يتقدّمون إلى خطوط القتال، مدركين أن لحظة الاستشهاد قد تطالهم في أي وقت. ومع ذلك، ظلوا يؤدّون واجبهم في الدفاع عن أرضهم وشعبهم، في مشهد يلخّص أعلى مستويات الإيثار والشجاعة.

هذا النوع من التضحية يحمل في طيّاته دلالات رمزية عميقة واستثنائية؛ فهو يعبّر أولاً عن استعداد الشباب لتقديم أرواحهم في سبيل الوطن، وتفضيلهم مصلحة البلاد ومصلحة الآخرين على مصالحهم الشخصية.

كما يعكس مستوى راسخاً من الإيمان بالقضية التي ناضلوا من أجلها، وهي الثورة السورية المطالِبة بالحرية والعدالة والكرامة لكل السوريين. وتمثّل هذه التضحية أيضاً قيمة أخلاقية عالية، إذ يواجه الشاب الموت وهو يحمل السلاح دفاعاً عن وطنه وعن حق شعبه في الحياة.

وتدل كذلك على شعور عميق بالمسؤولية الوطنية تجاه حماية المجتمع وصون بقائه، خاصة وأن أولئك الشباب رأوا أنفسهم جزءاً من مستقبل سوريا، لا أفراداً يسعون للنجاة الفردية. وفي جوهرها، تبقى هذه الغاية غاية نبيلة وذات معنى سامٍ، حين يستعد الإنسان لأن يقدّم حياته كلّها في سبيل وطنه.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ