كاتب فرنسي: إسرائيل تبني نفوذها عبر استخدام الأقليات لزعزعة استقرار محيطها
كاتب فرنسي: إسرائيل تبني نفوذها عبر استخدام الأقليات لزعزعة استقرار محيطها
● أخبار سورية ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٥

كاتب فرنسي: إسرائيل تبني نفوذها عبر استخدام الأقليات لزعزعة استقرار محيطها

كشف الكاتب الفرنسي إينياس دال في مقال نشره على موقع «أوريان 21» عن ما وصفه بمسار طويل ومدروس في سياسة إسرائيل تجاه الشرق الأوسط تعتمد على التلاعب بالأقليات داخل الدول العربية، واستثمارها كأدوات ضغط جيوسياسي ضد محيطها العربي.

وأضاف الكاتب أن هذه السياسة ليست وليدة اللحظة، بل تعود جذورها إلى بدايات الحركة الصهيونية، وتواصل اليوم بوتيرة أشد في ظل الحروب الأخيرة في غزة ولبنان وسوريا، حيث تُعتبر الأقليات حلفاء محتملين في مواجهة ما يُسمى «العدو العربي».

وأشار المقال إلى أن لبنان احتل موقعاً خاصاً في هذه الاستراتيجية منذ بدايات المشروع الصهيوني — كما يشرح التاريخ ـ من خلال خرائط توسّع مغايرة، إلى حد محاولة فرض السيطرة على موارد المياه ومناطق استراتيجية، في تجاهل كامل للسيادة اللبنانية.

كما لفت إلى أن توفر الأرضية الطائفية والعرقية دفعت إسرائيل إلى توظيف خلايا داخلية في ليبيا، السودان، جنوب كردستان العراق، وغيرها، لتفكيك التماسك الوطني وتقويض المشروع العربي الجامع، مستغلة صراعات الهوية والمصالح المتقاطعة.

وفي الوقت نفسه، أشار الكاتب إلى أن القمع والتمييز داخل إسرائيل أيضاً لم يقف في وجه هذه السياسة: فالأقليات داخلها، مثل الدروز والأكراد والمسيحيين، خضعت لقوانين تقيّد حقوقهم، رغم وعود ولاء زائفة، ما يؤشر إلى ازدواجية واضحة في الخطاب.

واعتبر دال أن أعمال الاحتلال في السنوات الأخيرة، سواء في الجولان أو في غاراته على سوريا، أو تدخله في لبنان، تعبّر عن تطبيق عملي لعقيدة «إضعاف المحيط العربي عبر تفكيك مجتمعاته»، وتثبيت تفوق دائم لإسرائيل في المنطقة عبر استراتيجية "أقلية محاطة بالأغلبية".

وقال إن هذه السياسة والجغرافيا السياسية الناشئة من ورائها تهدف إلى منع أي دولة عربية من التعافي السياسي أو الاقتصادي، عبر استثمار الانقسامات الطائفية والعرقية، وتوظيف القوة والعنف عند الحاجة، ما يجعل المصالحة أو الأمن الإقليمي أمراً بعيد المنال.

وخلص الكاتب إلى أن التاريخ يشهد أن إسرائيل لم تشكل يوماً شريك أمني حقيقي، بل قوة متربصة تعرف كيف تحوّل الانقسام الداخلي في الدول العربية إلى ورقة مفاوضات أو حالة ضغط تؤمن مصالحها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ