خالد حسن المر.. صوت المخيمات يلهم السوريين بالتبرع والصمود
خالد حسن المر.. صوت المخيمات يلهم السوريين بالتبرع والصمود
● أخبار سورية ٥ سبتمبر ٢٠٢٥

خالد حسن المر.. صوت المخيمات يلهم السوريين بالتبرع والصمود

شهدت سوريا يوم الخميس 4 أيلول/سبتمبر حدثاً وطنياً بارزاً مع إطلاق "صندوق التنمية السوري"، الذي شكّل خطوة أساسية نحو إعادة الإعمار وترميم ما دمرته عقود حكم آل الأسد والحرب التي لحقت بالبلاد. 

وخلال حفل التدشين، توافد رجال أعمال وشخصيات عامة ومواطنون من مختلف الشرائح للمساهمة في دعم الصندوق، إلا أن قصة المواطن خالد حسن المر، المعروف بـ"أبو محمد"، كانت الأكثر تأثيراً.

رغم إقامته في أحد المخيمات وما يرافق ذلك من ظروف معيشية قاسية، قدّم أبو محمد تبرعاً بقيمة 500 دولار لصالح الصندوق، في خطوة أثارت إعجاب السوريين وألهمتهم على منصات التواصل الاجتماعي، وجسّد موقفه معنى التضحية والكرامة، حيث رأى فيه الكثيرون رمزاً للإرادة الصلبة التي لم تكسرها سنوات النزوح والفقدان.

تفاعل المتابعون مع مقطع مصوّر قديم يظهر فيه أبو محمد وهو يقول: "لم يبق هناك شيء نحزن عليه صراحة، الغالي علينا حرصنا على إحضاره معنا، كرامتنا وعرضنا وديننا، وتركنا له من أبواب ونوافذ وأشجار وحجر وكدر"، وقد تحوّل هذا المقطع إلى رسالة مؤثرة عن ثبات القيم الإنسانية رغم فقدان كل شيء مادي.

تبرع أبو محمد حمل بُعداً رمزياً عميقاً، إذ أثبت أن المخيمات – رغم ما تعانيه من حرمان – ما تزال خزّاناً للكرامة والعطاء، وأن السوريين قادرون على المساهمة في بناء وطنهم مهما كانت ظروفهم. كما مثّلت مشاركته في حفل إطلاق الصندوق دعوة مفتوحة لكل السوريين إلى تجاوز المحن والتكاتف من أجل إعادة إعمار وطن يليق بتضحياتهم.

هذا التفاعل بين الدولة والمواطنين يعكس بداية تحوّل مهم: تحويل التبرع الفردي إلى فعل سياسي ووطني يعيد الثقة المفقودة بعد عقود من الاستبداد والنهب على يد نظام الأسد البائد، فبينما ارتبطت كلمة "الصندوق" في الماضي بالفساد والسرقات، يأتي صندوق التنمية السوري اليوم كمحاولة لتجسيد الشفافية وإشراك الناس مباشرة في إعادة بناء المدارس والمستشفيات والمنازل.

قصة خالد حسن المر، ابن المخيمات، تُظهر أن الثقة لا تُبنى بالوعود الكبيرة فقط، بل بالمشاركة الرمزية الصادقة، ومن هنا يمكن القول إن هذا التبرع الصغير شكلاً، الكبير مضموناً، قد يكون حجر الأساس لاستعادة الرابط بين الدولة والمجتمع، وبين الداخل والخارج، ليرى السوريون أن مشروع الإعمار ليس امتيازاً للنخب بل مسؤولية جماعية يشترك فيها الجميع.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ