دمشق تنفي لقاء "الشرع" بمسؤولين إسرائيليين: لا اجتماعات مباشرة ولا تطبيع مطروح
دمشق تنفي لقاء "الشرع" بمسؤولين إسرائيليين: لا اجتماعات مباشرة ولا تطبيع مطروح
● أخبار سورية ٨ يوليو ٢٠٢٥

دمشق تنفي لقاء "الشرع" بمسؤولين إسرائيليين: لا اجتماعات مباشرة ولا تطبيع مطروح

نفت وزارة الإعلام السورية صحة التقارير التي تداولتها بعض وسائل الإعلام حول عقد لقاء بين الرئيس السوري أحمد الشرع ومسؤولين إسرائيليين، واصفة تلك الأنباء بـ"المفبركة" والمنافية للواقع. 


وأكد مصدر رسمي في الوزارة، في تصريح لوسائل الإعلام المحلية، أنه "لم يُعقد أي اجتماع، مباشر أو غير مباشر، بين الرئيس الشرع وأي مسؤول إسرائيلي"، مشيراً إلى أن ما جرى تداوله عن لقاء جمع الرئيس السوري بمستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، عارٍ تماماً عن الصحة.

وبالتوازي، فنّدت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية صحة تلك المزاعم، وأوضحت أن هنغبي كان ضمن الوفد الرسمي المرافق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال زيارته إلى العاصمة الأميركية واشنطن يوم الاثنين، ما ينفي مشاركته في أي لقاءات خارج الأراضي الأميركية في التاريخ ذاته.

وكان الرئيس أحمد الشرع قد وصل يوم الاثنين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، في مستهل جولة خليجية بدأها من أبو ظبي، حيث أجرى مباحثات رسمية مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، تناولت العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية. 


وأفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن الجانبين ناقشا ملفات التعاون الاقتصادي والتنموي، وسبل دعم استقرار سوريا في المرحلة الانتقالية، فيما أكد أنور قرقاش، مستشار الرئيس الإماراتي، أن اللقاء ركّز على بناء شراكة تنموية، معتبراً أن "تحقيق التنمية الاقتصادية هو مفتاح تعافي سوريا وعودتها إلى محيطها الطبيعي".

رغم النفي الرسمي، لا تزال وسائل إعلام إسرائيلية ودولية تتابع مؤشرات لما يُعتقد أنه "مسار تفاوضي غير علني" بين سوريا وإسرائيل. وشهدت الأسابيع الماضية تقارير متعددة تحدّثت عن محادثات أمنية وسياسية مباشرة، كشف عنها هنغبي نفسه، حين أشار إلى إشرافه على "قناة حوار مباشرة" مع الحكومة السورية، دون الكشف عن تفاصيل.

ووفقاً لتقارير بثتها قناة "i24NEWS"، فإن مفاوضات غير معلنة تُجرى حول اتفاق سلام محتمل قبل نهاية عام 2025، قد يشمل انسحاباً إسرائيلياً تدريجياً من مناطق في الجولان، احتُلت خلال التوغل العسكري في المنطقة العازلة بعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024، بما في ذلك قمة جبل الشيخ الاستراتيجية.

وفي الوقت ذاته، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر أمنية إسرائيلية أن العقبة الرئيسية أمام أي اتفاق تكمن في الموقف السوري الرافض لأي سلام لا يتضمن انسحاباً كاملاً من الجولان المحتل، وهي نقطة يعتبرها الجانب الإسرائيلي غير قابلة للتنفيذ في المدى القريب. وأوضحت الصحيفة أن المفاوضات الجارية تتركز حالياً على اتفاق أمني، بوساطة دولية، من دون بلوغ مستوى معاهدة سلام نهائية.

أما صحيفة "الشرق الأوسط"، فنقلت عن مصادر مقربة من الحكومة السورية أن دمشق تطالب بوقف جميع الاعتداءات الإسرائيلية داخل أراضيها، والعودة إلى اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974. 

وفي المقابل، تسعى تل أبيب إلى تأمين منطقة عازلة على طول الحدود. وأكدت المصادر أن الدولة السورية، بوصفها "ناشئة" في مرحلة انتقالية، غير مهيأة بعد لتوقيع اتفاق سلام نهائي، مشيرة إلى أن الحل الواقعي قد يكون في اتفاق أمني معدّل، يُمهّد لمسار سلام في المستقبل، مع استمرار وجود رفض شعبي، وإن كان أقل حدّة من السابق، ووجود مجموعات مسلحة ترفض أي تقارب مع إسرائيل.

يأتي هذا الجدل في وقت تشهد فيه سوريا مرحلة تحول سياسي عميق، بعد سقوط نظام الأسد، وتشكيل حكومة انتقالية جديدة تعمل على إعادة هيكلة الدولة وفتح قنوات دبلوماسية جديدة. إلا أن ملف العلاقة مع إسرائيل يظل من أكثر الملفات حساسية وتعقيداً، في ظل وجود إرث طويل من العداء العسكري والسياسي، واحتلال مستمر لأراضٍ سورية، ورفض شعبي لأي تطبيع لا يسبقه انسحاب كامل وضمانات سيادية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ