مصطلح يهودي.. ماذا وراء استخدام "جبل باشان" في بيان "الهجري"..؟
مصطلح يهودي.. ماذا وراء استخدام "جبل باشان" في بيان "الهجري"..؟
● أخبار عربية ١١ أكتوبر ٢٠٢٥

مصطلح يهودي.. ماذا وراء استخدام "جبل باشان" في بيان "الهجري"..؟

حمل بيان صادر عن الشيخ "حكمت الهجري" الرئيس الروحي لطائفة الموحّدين الدروز في السويداء، يوم السبت 11 تشرين الأول/ أكتوبر دلالات خطيرة حيث جرى استبدال اسم "جبل العرب" بـ"جبل باشان" الذي اتضح أنه مصطلح يهودي من التوراة في محاولة جديدة نحو تزلف للاحتلال الإسرائيلي.

وأثار البيان جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن استخدم فيه مصطلح "جبل باشان" للإشارة إلى محافظة السويداء، بدلًا من الاسم التاريخي المعروف "جبل العرب"، في سابقة وصفت بأنها ذات أبعاد رمزية ودلالات سياسية غير مسبوقة، في حين خلى البيان من أي ذكر لكلمة "السويداء" كمحافظة سورية.

تسمية غريبة عن السياق الوطني
يعد اسم "جبل العرب" من التسميات الراسخة في الوعي السوري والعربي، ويحمل رمزية وطنية ارتبطت بتاريخ الجبل في مقاومة الاستعمار الفرنسي ومشاركته في الثورة السورية الكبرى عام 1925.

وتجاهل البيان الأخير للهجري هذه التسمية التاريخية، معتمدًا بدلاً منها اسم "جبل باشان" وهو اسم توراتي الأصل ورد في العهد القديم للإشارة إلى منطقة تقع شرق نهر الأردن، ارتبطت في التراث العبري بمعارك "بني إسرائيل" مع "عوج ملك باشان".

خلفية الاسم ودلالاته السياسية
يشير باحثون في التاريخ واللاهوت إلى أن كلمة "باشان" تحمل رمزية دينية مرتبطة بالنصوص اليهودية، ولا وجود لها في أي مصدر سوري أو عربي معاصر للإشارة إلى السويداء.

كما يلفت مؤرخون إلى أن إسرائيل استخدمت اسم باشان أكثر من مرة في سياقات عسكرية وأمنية، من بينها عملية "سهم باشان" ما يجعل استخدام المصطلح اليوم في خطاب سوري محاطاً بشبهات سياسية ورمزية تتجاوز المعنى الجغرافي أو الروحي المعلن.

قراءة في الخطاب
يرى مراقبون أن استبدال "جبل العرب" بـ"جبل باشان" لا يمكن اعتباره مجرد تغيير لغوي أو مصادفة بلاغية، بل تحول في الخطاب والهوية، خاصة أنه ورد في بيان موجه إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي أي إلى جهات دولية، وليس إلى جمهور محلي.

ويعتبر هؤلاء أن هذا الاستخدام قد يفتح الباب أمام تدويل رمزي للقضية في السويداء، عبر فصلها لغويًا ورمزيًا عن محيطها الوطني، وإضفاء طابع ثقافي أو ديني مختلف عليها، بما يخدم روايات خارجية تتحدث عن خصوصية طائفية أو قومية منفصلة عن الدولة السورية.

رمزية الاسم بين الماضي والحاضر
لطالما كان اسم جبل العرب رمزًا للوحدة الوطنية والتنوّع الاجتماعي، فيما يشير محللون إلى أن مصطلح "باشان بمعناه الديني والتاريخي قد يُستخدم لتبرير أطر فكرية أو سياسية مغايرة تتقاطع مع مشاريع تهدف إلى تقسيم الجغرافيا السورية أو إعادة تعريف هويتها.

هذا ويحذر باحثون من أن التحوّل اللغوي في الخطاب الديني والسياسي غالبًا ما يكون مقدمة لتغيير في المفاهيم والانتماءات مؤكدين أن استبدال الأسماء ليس مجرد فعل لغوي، بل مؤشر على رؤية أيديولوجية أو سياسية أعمق.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ