
رغم أزمات النقل والنظافة .. مخيم اليرموك يتنفس الصعداء لعودة الحياة تدريجياً
يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق تحولاً ملموسًا في عمليات إعادة الإعمار والنشاط التجاري منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وفقًا لشهادات العديد من سكان المخيم، وفق ماأفاد تقرير لـ "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا".
بعد سنوات من القيود الأمنية والابتزاز المالي الذي فرضته سلطات النظام على عمليات الترميم والإعمار منذ سيطرته على المخيم في 2018، بدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى شوارعه وأزقّته.
عودة الحياة التجارية إلى اليرموك
قال نشطاء من أبناء المخيم: "في الماضي، كنا ننتظر شهورًا لرؤية أي تغييرات في الحي، أما اليوم، فكل يوم يشهد تغييرات جديدة؛ محل يفتح، منزل يُسكن، شارع يُنظف. الحياة عادت إلى اليرموك من جديد، والحركة التجارية باتت نشطة بشكل لافت."
وأشار أحد الناشطين إلى أن أكثر من عشرين محلًا تجاريًا في طور التجهيز لافتتاحها قريبًا، بما في ذلك مطعم "الوسيم" للشاورما والعصائر، إضافة إلى افتتاح "مسجد الوسيم" في الأيام القادمة. هذه التطورات تشير إلى زيادة في عدد السكان والإقبال على السكن والاستثمار في المخيم، خاصة مع قرب انتهاء العام الدراسي وعودة المزيد من العائلات.
التحديات المستمرة: النفايات والنقل
رغم هذا التحسن الملحوظ، يواجه المخيم تحديات كبيرة تؤثر على سرعة الانتعاش، وفقًا لشهادات الأهالي. حيث عبّر عدد منهم عن استيائهم من تراكم الأنقاض والنفايات على الأرصفة، مما يجعل التنقل داخل المخيم صعبًا، خاصة في المناطق التي لم تُفتح فيها محلات بعد.
قالت أمل، إحدى سكان المخيم: "نطالب الجهات المعنية بتخصيص فرق تنظيف دائمة للمخيم، وتنبيه أصحاب المنازل والمحال بضرورة الحفاظ على النظافة. لا يجوز أن تبقى الأرصفة مغلقة بالنفايات بينما المخيم يستعيد عافيته."
أما فيما يخص المواصلات، فقد اعتبرها الأهالي "العقبة الأكبر" أمام عودة السكان بشكل أسرع. حيث تعاني مناطق المخيم من غياب شبه تام لوسائل النقل العامة. تحدثت أم أحمد، وهي أم لثلاثة أطفال، عن معاناتها اليومية قائلة:
"السرافيس لا تدخل المخيم إلا نادراً، وإذا دخلت، لا تقبل بأقل من 3000 ليرة للراكب، أما الوصول إلى منطقة التربة فحدث ولا حرج، ننتظر ساعات ولا نجد وسيلة نقل، وغالبًا ما نضطر لأخذ تاكسي لا يقل أجره عن 25 ألف ليرة، وفي طريق العودة نمشي على الأقدام."
وأضافت: "هذه التسعيرة نصل بها إلى الحميدية، أما هنا فالأمر بات استغلالًا واضحًا، حيث كل من يملك وسيلة نقل أو عقار يسعى للربح دون مراعاة للناس العائدين بعد سنوات من التشرد والمعاناة."
الحاجة إلى حلول فورية
تؤكد هذه الشهادات أن مخيم اليرموك بدأ ينهض من تحت الركام، ولكن استمرار هذا الزخم يتطلب معالجة فورية للمشكلات الخدمية الأساسية، خاصة فيما يتعلق بالنظافة والمواصلات، لضمان عودة آمنة وكريمة للسكان الذين دفعوا ثمناً باهظًا خلال سنوات الحرب والتدمير والتهجير.