رمز مأساة الحرب يعود إلى الواجهة… حضور مؤثر لعمران دقنيش في قصر المؤتمرات
رمز مأساة الحرب يعود إلى الواجهة… حضور مؤثر لعمران دقنيش في قصر المؤتمرات
● أخبار سورية ٩ ديسمبر ٢٠٢٥

رمز مأساة الحرب يعود إلى الواجهة… حضور مؤثر لعمران دقنيش في قصر المؤتمرات

شهدت احتفالية الذكرى الأولى للتحرير في قصر المؤتمرات بدمشق حضوراً لافتاً للطفل عمران دقنيش، الذي تحولت صورته عام 2016 إلى رمز عالمي لمأساة الحرب في سوريا، بعدما ظهر مغطى بالغبار والدماء داخل سيارة إسعاف عقب إنقاذه من تحت أنقاض منزله في مدينة حلب.

وكانت الصورة التي التقطها المصور السوري محمود رسلان قد أثارت موجة تعاطف هائلة حول العالم، إذ بدا عمران—وكان حينها في الرابعة من عمره—جالساً بصمت وذهول، يمسح الدماء عن جبينه بيده الصغيرة دون أن يبكي، في مشهد وثّق هول الغارات التي استهدفت الأحياء الشرقية من حلب في 17 آب/أغسطس 2016.

وخلال الاحتفال الرسمي أمس الاثنين، ظهر عمران مجدداً بحضور الرئيس السوري أحمد الشرع، وقال في تعليق مقتضب: "بيقولوا إنو عشت القصف.. بس ما بتذكر شي"، وهي كلمات أثارت ردود فعل واسعة على مواقع التواصل.

واستعاد ناشطون تفاصيل ما جرى في تلك الليلة حين هرع المسعف عمار حمامي لإنقاذ عمران من تحت الركام، قبل وضعه في سيارة الإسعاف حيث التُقطت الصورة الشهيرة. وقد ظهر حينها ساكناً بلا صراخ، ينظر إلى الدم المتساقط من جبينه، في لقطة تناقلتها وسائل الإعلام العالمية بوصفها إحدى أكثر صور الحرب تأثيراً.

كما أعاد المستخدمون نشر فيديو لمذيعة شبكة "سي إن إن" وهي تبكي أثناء عرض تقرير عن عمران، وربط كثيرون بين صورته وصورة الطفل إيلان الكردي الذي وُجد غريقاً على شاطئ تركي، معتبرين أن الطفلين أصبحا رمزاً للآلام التي عاشها السوريون خلال سنوات الحرب.

وكتب أحد المعلقين: "مشهد عمران وهو يمسح الدم عن جبينه، ومشهد إيلان المسجّى على الرمال… لقطتان لا تُنسَيان. الحمد لله أن عمران اليوم بخير، ونتمنى أن يبقى بخير دائماً."

ظهور هذه الشخصيات داخل الفعاليات الرسمية يشير إلى رغبة الدولة السورية الجديدة في استعادة الرموز التي شكّلت وجدان السوريين خلال سنوات الحرب، وتحريرها من الاستخدام السياسي أو الإعلامي الذي حُصرت فيه سابقاً، فالألم الذي كان يُستخدم لاتهام طرف أو تبرير عنف طرف آخر، يُعاد اليوم تقديمه بوصفه ألم السوريين جميعاً.

وظهور الأطفال الذين كانوا أيقونات للدمار، في فضاء احتفالي للدولة الجديدة، يُجسّد انتقالاً رمزياً من لحظة الألم إلى لحظة بناء الأمل، فـ عمران الذي كان رمزاً لطفل مسحوق تحت الركام، أصبح اليوم رمزاً لطفل يخرج من الظل إلى الضوء، في دولة تحاول إعادة الاعتبار للإنسان.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ