ريف إدلب بعد النزوح: آلاف المنازل بلا أسقف والأهالي يواجهون تحديات إعادة البناء
ريف إدلب بعد النزوح: آلاف المنازل بلا أسقف والأهالي يواجهون تحديات إعادة البناء
● أخبار سورية ١ أكتوبر ٢٠٢٥

ريف إدلب بعد النزوح: آلاف المنازل بلا أسقف والأهالي يواجهون تحديات إعادة البناء

آلاف المنازل في ريف إدلب ما تزال بلا أسقف، بعضها مدمّر بالكامل، وأخرى بحاجة إلى ترميم، بعد تعرضها للقصف المستمر من قبل قوات النظام البائد خلال سنوات الثورة. ومع عودة السكان إلى قراهم ومدنهم بعد التحرير، واجهوا تحديات كبيرة أعاقت عملية إعادة بناء بيوتهم وفرضت عليهم خيارات قاسية.


ارتفاع تكاليف البناء يعيق إعادة تأهيل المنازل

وبحسب مصادر محلية، تعجز آلاف الأسر في ريف إدلب عن ترميم أو إعادة بناء أسقف منازلها، بسبب الارتفاع الكبير في تكاليف مواد البناء، مثل الحديد والإسمنت والأحجار الإسمنتية وغيرها من المستلزمات التي تضاعفت أسعارها خلال الشهور الماضية.

كما ارتفعت أجور اليد العاملة في قطاع البناء، ويواجه الأهالي صعوبة في تأمين العمال نتيجة زيادة الطلب على أعمال الترميم، خاصة مع بدء عدد كبير من الأسر الأخرى أيضاً في إعادة تأهيل منازلها في الوقت نفسه.

الشوادر تعكس تحديات العائدين وإصرارهم على البقاء

وبحسب أشخاص تحدثنا معهم، قامت العديد من العائلات بتركيب شوادر على أسطح منازلها المهدمة، وهي نفس الشوادر التي كانت تستخدمها خلال سنوات النزوح لتوفير الحدّ الأدنى من الخصوصية والحماية من الحرّ والبرد.

لم تكن تلك العائلات تتوقع، بعد سنوات من النزوح، أن تضطر للعودة إلى استخدام الشوادر نفسها بعد العودة إلى قراها. غير أن الفقر والظروف الاقتصادية القاسية أجبرتهم على قبول هذا الحل المؤقت، على أمل تحسّن الأوضاع لاحقاً أو وصول مشاريع دعم وإعادة إعمار تمكّنهم من بناء الأسقف بشكل دائم.

اضطرت بعض العوائل للعيش في كرفانات أو خيم وضعتها فوق أنقاض منازلها، نتيجة عجزها عن إعادة البناء أو تنفيذ الترميمات اللازمة، بسبب ضعف الإمكانيات المالية وقلة الموارد.

يعكس اضطرار العائلات لإعادة استخدام الشوادر التي اعتمدوا عليها خلال سنوات النزوح حجم المعاناة النفسية التي يعيشونها، إذ تذكّرهم هذه التجربة بسنوات التشرد والافتقار إلى حياة كريمة، رغم عودتهم إلى منازلهم، إلا أن الفقر يجبرهم على القبول بهذا الواقع المؤقت.

وأفاد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأن تسعة من كل عشرة أشخاص في سوريا يعيشون تحت خط الفقر، وأن واحداً من كل أربعة يعاني من البطالة. ومع ذلك، أشار البرنامج إلى أن الاقتصاد السوري يمكن أن يستعيد مستواه ما قبل الصراع خلال عشر سنوات، في حال تحقق نمو اقتصادي قوي ومستقر.

مطالب الأهالي بتقديم مشاريع إعادة إعمار

في ظلّ الظروف القاسية التي تواجهها الأسر في ريف إدلب، يطلق الأهالي نداءً عاجلاً إلى المنظمات الإنسانية والجهات المعنية، مطالبين بتقديم مشاريع إعادة إعمار التي تساعدهم على إعادة بناء منازلهم وتخفف عنهم العبء الاقتصادي، بما يضمن لهم حياة مستقرة في البلاد التي ينحدروا منها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ