سوريا تطرح رؤيتها لإعادة الإعمار في اجتماعات وزراء الإسكان العرب بالقاهرة
شاركت وزارة الأشغال العامة والإسكان في الجمهورية العربية السورية في الاجتماع الـ71 للجنة الفنية الاستشارية والاجتماع الـ90 للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، اللذين عُقدا في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة خلال الفترة من 19 إلى 23 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بمشاركة وفود من الدول الأعضاء وعدد من المنظمات العربية والدولية.
وناقش الاجتماع مجموعة من الملفات الاستراتيجية المدرجة على جدول الأعمال، تمهيداً لرفعها إلى مجلس وزراء الإسكان العرب في جلسته المقبلة، حيث ركزت المداولات على دعم جهود الدول المتضررة من النزاعات والكوارث، وتعزيز التعاون العربي في مجالات الإسكان والتنمية الحضرية المستدامة.
سوريا تطرح رؤيتها في ملف الإعمار
قدمت الشركة العامة للدراسات الهندسية ورقة عمل حول تجربة سوريا في إعادة الإعمار، تضمنت عرضاً لمنهجية تقييم الأضرار المعيارية في المناطق المتضررة من الحرب، بينما استعرضت المؤسسة العامة للإسكان نموذجها في مشروعات السكن الاجتماعي والإسكان الميسور، باعتبارها إحدى التجارب الوطنية الرائدة في دعم التعافي العمراني والاجتماعي.
وأكد الوفد السوري على ضرورة تقديم الدعم الفني والمؤسسي لملف إعادة الإعمار في سوريا، مشيراً إلى أن البلاد بحاجة إلى رؤية متكاملة تشمل إعادة بناء البنية التحتية وتوفير السكن اللائق وتحسين الواقع العمراني بما ينسجم مع أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأُدرج الملف السوري رسمياً على جدول الأعمال تحت عنوان: "تقديم الدعم الفني لتحسين الواقع العمراني وتجاوز الأضرار الكبيرة وتوفير السكن اللائق، تمهيداً لإعادة الإعمار وبما يحقق أهداف التنمية المستدامة.”
محاور الاجتماع العربي
ضم الاجتماع التنفيذي وزراء وممثلي دول المكتب التنفيذي، وهي: البحرين، العراق، السعودية، فلسطين، قطر، القمر المتحدة، سوريا، والمغرب، وناقش المجتمعون التحضيرات الجارية للمنتدى الوزاري العربي السادس للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة المقرر عقده في الدوحة خلال الفترة 14–16 كانون الأول/ديسمبر 2025 تحت شعار “استدامة عمرانية... لمستقبل الأجيال.”
كما تطرق الوزراء إلى التعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة)، واستعراض نتائج الدورة الثانية المستأنفة لموئل الأمم المتحدة التي عُقدت في أيار الماضي، إضافة إلى متابعة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، ومراجعة التقرير الإقليمي حول التقدم المحرز في الاستراتيجية العربية للإسكان والتنمية الحضرية المستدامة.
البعد العربي للتعاون في التنمية العمرانية
بحث الاجتماع كذلك سُبل تقديم الدعم الفني لقطاعات الإسكان في الصومال واليمن وفلسطين، إلى جانب مناقشة اختيار شعار يوم الإسكان العربي لعام 2026، مؤكدين على أهمية توحيد الجهود العربية لتحقيق تنمية عمرانية مستدامة تراعي الخصوصية الوطنية لكل دولة.
واختُتمت الاجتماعات بالتأكيد على أن الملف السوري يمثل أحد أهم ملفات العمل العربي المشترك في المرحلة المقبلة، نظراً للتحديات الكبيرة التي تواجه عمليات إعادة الإعمار والتأهيل العمراني بعد سنوات الحرب، وضرورة تعزيز الشراكات الإقليمية والدولية لدعم سوريا في مسار التعافي والبناء المستدام.