ظلام لا ينتهي ووعود لا تتحقق: حيّ منسي داخل حلب ينتظر عودة الكهرباء
ظلام لا ينتهي ووعود لا تتحقق: حيّ منسي داخل حلب ينتظر عودة الكهرباء
● أخبار سورية ١١ سبتمبر ٢٠٢٥

ظلام لا ينتهي ووعود لا تتحقق: حيّ منسي داخل حلب ينتظر عودة الكهرباء

تُعدّ الكهرباء من الحاجات الأساسية التي حُرم منها كثير من الأهالي في مناطق متفرقة من سوريا خلال سنوات الثورة، ويعود ذلك إلى الإهمال المتعمد من نظام الأسد البائد في صيانة شبكات الكهرباء، وتوفير الخدمات، أو حتى تحسين البنية التحتية لقطاع الطاقة.

ولم يقتصر الضرر على التقصير، بل ازداد الوضع سوءاً مع قيام قوات النظام بنهب المعدات من محطات التوليد التي سيطروا عليها، بما في ذلك الكابلات والتجهيزات الحيوية لتشغيل الشبكة الكهربائية، بهدف بيعها والاستفادة من عائداتها، دون أدنى اعتبار لما قد يسببه ذلك من كارثة إنسانية طالت حياة آلاف المدنيين.

من بين المناطق التي لا تزال محرومة من الكهرباء منذ سنوات، تبرز "وادي العرايس"، الواقعة ضمن حي الكلاسة في مدينة حلب، حيث اضطر سكانها إلى اللجوء لخيارات صعبة لتأمين بدائل، رغم التكاليف المالية الباهظة التي تفوق قدرتهم، في ظل تدهور أوضاعهم الاقتصادية نتيجة الحرب.

وبحسب مصادر محلية، بدأت معاناة أهالي الحي مع الكهرباء منذ عام 2016، عقب سيطرة النظام البائد على مدينة حلب، حين مُنعوا من العودة إلى منازلهم بحجة تطهير المنطقة من الألغام والمخلفات الحربية.

وعند السماح لهم بالعودة مطلع عام 2017، صُدم السكان بما خلّفته قوات النظام خلفها، بعد أن نهبت كابلات الكهرباء والأعمدة من الحي، تاركة عشرات العائلات دون أي مصدر للطاقة، لتبدأ رحلة طويلة من المشقة والمعاناة في البحث عن بدائل مؤقتة ومكلفة.

على مدار السنوات الماضية، ظلّ أهالي وادي العرايس ينتظرون من الجهات المعنية أن تفي بوعودها بإعادة الكهرباء وتحسينها، لكن دون جدوى. عاشوا على الأمل، وتعبت عيونهم من أضواء الشموع، وضجروا من أصوات المولدات، وأثقلت كاهلهم التكاليف المتزايدة لاشتراكهم في نظام "الأمبيرات"، الذي بات الخيار الوحيد رغم عبئه الكبير.

ووفقاً لشهادات الأهالي، تعرّض السكان لاستغلال واضح من قبل أصحاب المولدات الخاصة، الذين فرضوا أسعاراً مرتفعة لقاء خدمة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات. فالكهرباء لا تصلهم إلا لساعات محدودة يومياً، بالكاد تكفي لتشغيل الأساسيات، في وقتٍ لا تستطيع فيه غالبية العائلات تحمّل تلك النفقات، خاصة مع تدهور الليرة السورية وانخفاض مستوى الدخل مقارنة بالمتطلبات المعيشية اليومية.

علاوة على ذلك، لا تكفي أحياناً ساعات تشغيل الأمبيرات التي يشترك بها الأهالي لتغطية جميع الاحتياجات المنزلية، مثل المروحة والغسالة والثلاجة والأجهزة الأخرى المخصصة للطهي، ما يضطر الأسرة إلى الاختيار بين الأجهزة لتتمكن من إنجاز مهامها اليومية.

ويأمل أبناء حيّ العرايس أن ينتهي انتظارهم الطويل، الذي امتدّ لتسع سنوات مليئة بخيبة الأمل. وهم يوجّهون نداءهم للجهات المعنية لإصلاح البنية التحتية للكهرباء وتزويد الحي بالطاقة مجددًا، ليزول الظلام عن حياتهم، ويستريحوا أخيراً من تبعية واستغلال أصحاب الأمبيرات.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ