
لغز اختفاء أوستن تايس: شهادات جديدة تكشف تورط نظام الأسد في اختطاف الصحفي الأمريكي
كشفت صحيفة الإيكونوميست البريطانية تفاصيل جديدة ومثيرة تتعلق بقضية اختفاء الصحفي الأميركي أوستن تايس في سوريا، وهي القضية التي بقيت واحدة من أكثر الملفات غموضاً منذ بدايتها، لاسيما أنه فُقد منذ أكثر من عقد.
ووفقاً لما نقلته الصحيفة عن مصدر أمني سابق في النظام السوري الإرهابي السابق يُدعى صفوان حبيب بهلول، وهو لواء سابق، فإن النظام السوري ذاته هو من اختطف الصحفي الأميركي، وليس جماعات المعارضة كما كان يروج إعلام النظام حينها.
وبحسب ما صرّح به بهلول، فقد تم احتجاز تايس في مجمع تابع لأحد أقرب مساعدي بشار الأسد، ما يعني أن رئيس النظام المجرم السابق كان على علم كامل باختطافه، بل وكان "سعيداً بذلك"، وفقاً لتعبيره.
وأوضح بهلول أن أوستن تايس، وبعد أن أنهى فترة عمل مرهقة في تغطية الأحداث في مناطق سورية كانت تحت سيطرة المعارضة، كان يعتزم التوجه إلى لبنان لأخذ قسط من الراحة. وبينما كان يبحث عن وسيط لعبور الحدود، وقع ضحية فخ، إذ تبيّن لاحقاً أن الوسيط يعمل لصالح بسام الحسن، أحد ضباط النظام المقربين من الأسد.
وأضاف اللواء السابق أن تايس احتُجز في مرآب تابع لمركز اعتقال سري يتبع لبسام الحسن، ويقع قرب القصر الرئاسي، مشيراً إلى أن هذا المركز لا يتبع للسجون الرسمية بل يخضع لسيطرة خاصة. وأثناء التحقيق مع تايس، كان بحوزته جهاز اتصال عبر الأقمار الصناعية وهاتف آيفون، كما تم تفتيش هاتفه لمعرفة هويته.
وفي تطور دراماتيكي، حاول تايس الهروب من معتقله ونجح في ذلك لفترة قصيرة، قبل أن يُعاد القبض عليه بعد 24 ساعة. وأكد بهلول أنه لم يرَ أوستن تايس بعد الجلسة الرابعة من التحقيق معه، مما يزيد الغموض حول مصيره بعد ذلك.
تشير هذه الشهادة إلى تورط مباشر للنظام السوري في اختطاف الصحفي الأميركي، وتفتح الباب مجدداً أمام المطالبات الدولية بالكشف عن مصير أوستن تايس، الذي لا يزال مصيره مجهولاً حتى اليوم.
وفي وقت سابق كشفت قناة "LBC" اللبنانية عن لقاء جرى في السفارة الأمريكية بالعاصمة بيروت بين اللواء بسام الحسن، رئيس مكتب الإرهابي "بشار الأسد" والمسؤول الأمني المقرّب منه، ومسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، وذلك عقب عودة الحسن من زيارة إلى طهران.
ووفقاً لما أوردته القناة، فقد قدّم اللواء الحسن خلال الاجتماع معلومات تتعلق بالصحفي الأمريكي أوستن تايس، المختفي في سوريا منذ عام 2012. وأشار الحسن في إفادته إلى أنه شاهد تايس داخل الأراضي السورية عام 2014، ما يشير إلى أنه كان لا يزال على قيد الحياة بعد عامين من اختفائه.
وكانت قالت مصادر إعلام أمريكية، إن جهود حثيثة تبذلها الولايات المتحدة لاستعادة الصحفي الأميركي "أوستن تايس" الذي خطف قبل 12 عامًا بالقرب من العاصمة دمشق اثناء تغطيته لبدايات الحراك الثوري في سوريا، وفي وقت أفرج عن بضع مئات من المعتقلين في سجون الأسد، لم يتوضح مصير الصحفي الأمريكي حتى اليوم.
وسبق أن قالت "ديبرا تايس" والدة الصحافي الأمريكي "أوستين تايس"، في يناير 2025، إن اللقاء مع الرئيس السوري "أحمد الشرع" في دمشق "فاق توقعاتنا"، مؤكدة أن "الشرع" بدا عازماً "على العثور على ابننا"، وشددت على أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعهد بإعادة أوستن بأسرع ما يمكن و"أنا أثق به تماماً".
وفي آخر تصريحاتها، اتهمت ديبرا تايس، والدة الصحافي الأميركي المفقود في سوريا منذ عام 2012، أوستن تايس، الإدارة الأميركية بالإهمال في التعامل مع قضية احتجازه، ولفتت إلى أن السلطات كانت على علم بمكان احتجازه منذ أكثر من 10 سنوات، لكنها لم تبذل الجهود الكافية للإفراج عنه.