لقاء سوري – تركي رفيع المستوى… والدفاع التركية تؤكد: لا عمليات عسكرية جديدة في سوريا
التقى وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة في مكتبه بدمشق، قائدَ القوات البرية في الجيش التركي الجنرال ميتين توكال والوفد العسكري المرافق له، في زيارة تأتي ضمن مسار التعاون المتصاعد بين البلدين.
وذكرت وزارة الدفاع السورية عبر قناتها في تلغرام أن الجانبين بحثا مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، مع استعراض سبل تعزيز التنسيق في مختلف المجالات العسكرية، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الشراكة بين الجيشين السوري والتركي.
ويمثل هذا اللقاء امتداداً للاتفاقية العسكرية المشتركة التي وُقِّعت بين وزارتي الدفاع في دمشق وأنقرة خلال آب الماضي في العاصمة التركية، والتي تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش العربي السوري وتطوير قنوات العمل العسكري المشترك بين الطرفين.
وفي موازاة ذلك، نفت وزارة الدفاع التركية ما تداوله بعض وسائل الإعلام بشأن استعداد أنقرة لتنفيذ عمليات عسكرية جديدة داخل الأراضي السورية، مؤكدة أن هذه المزاعم "غير صحيحة ولا تستند إلى أي معطيات".
وقال المتحدث باسم الوزارة زكي أكترك في مؤتمره الصحفي الأسبوعي إن تركيا تواصل مراقبة الوضع الميداني في شمال سوريا، لكنها لا تحضّر لأي عملية عسكرية جديدة، مشدداً على أن استمرار غياب الاستقرار يخدم أطرافاً خارجية تسعى إلى إطالة عمر الفوضى.
واتهم أكترك عدداً من الدول بـ"تشجيع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) على عدم الاندماج في الجيش السوري وإطالة أمد حالة عدم الاستقرار"، معتبراً أن محاولات قسد "كسب الوقت" هي محاولات "عبثية لن تؤدي إلى أي نتيجة". وأكد أن الاندماج يجب أن يتم "بشكل فردي، لا عبر وحدات أو تشكيلات مستقلة".
وفي سياق متصل، اعتبر وزير الدفاع التركي أن المرحلة الانتقالية في سوريا والمنطقة "تستوجب إنهاء دور كل الجماعات المسلحة"، وفي مقدمتها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وقسد، موضحاً أن إعلان حل حزب العمال الكردستاني وانسحاب عناصره من تركيا يتطلب استكماله بـ"تسليم السلاح دون قيد أو شرط، خصوصاً داخل سوريا"، لأن استمرار نشاط هذه المجموعات يشكّل "تهديداً مباشراً للأمن القومي التركي".
وأضاف غولر أن بعض التحليلات الدولية الأخيرة "تكشف محاولات لإعادة هندسة التوازنات الجيوسياسية عبر استخدام قسد كأداة"، محذراً من أن هذه المقاربة "لا تهدد سوريا وحدها، بل تركيا أيضاً".
وشدد على أن تحقيق "سوريا بلا تنظيمات مسلحة" هو شرط أساسي للانتقال إلى مرحلة استقرار دائمة، داعياً قسد إلى الاستجابة للدعوات الداخلية للاندماج في الجيش السوري، وعدم التعويل على "تدخلات خارجية تعيق هذا المسار".
وأشار الوزير التركي إلى أن أنقرة تواصل تنسيقها الوثيق مع دمشق وبغداد في ملف محاربة التنظيمات المسلحة، مؤكداً أن تركيا "لن تسمح بأي بنية عسكرية—بصرف النظر عن اسمها—أن تهدد أمنها أو استقرار المنطقة". وختم بالتأكيد على أن بلاده تتابع التطورات "بدقة عالية"، لكن لا توجد حالياً أي عمليات عسكرية قيد التحضير.