"لنغلقها ونحمي أطفالنا".. الدفاع المدني يطلق حملة توعوية للحد من حوادث الآبار المكشوفة
أطلقت فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) حملة توعوية تحت شعار "لنغلقها ونحمي أطفالنا"، بهدف التنبيه إلى خطورة الآبار المكشوفة والدعوة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من مخاطرها.
وفي بيان نشره الدفاع المدني السوري يوم الأحد 14 كانون الأول/ ديسمبر أكد أن الآبار المفتوحة تشكل خطراً حقيقياً يهدد سلامة المجتمع، ولا سيما الأطفال، في ظل تكرار الحوادث المأساوية الناتجة عن السقوط فيها.
ونوه أن الآبار المفتوحة أو المهجورة، سواء في الأرياف أو المناطق السكنية، تمثل تهديداً دائماً لحياة المدنيين، خاصة الأطفال الذين قد يقتربون منها بدافع الفضول أو اللعب، ما يعرضهم لخطر السقوط والإصابة أو الوفاة.
وشدد على أن إغلاق هذه الآبار وتأمينها بشكل صحيح يُعد خطوة أساسية في حماية الأرواح ومنع تكرار مثل هذه الحوادث ودعا الدفاع المدني إلى التعاون المجتمعي من خلال إغلاق فوهات الآبار المهجورة أو غير المستخدمة بطريقة آمنة.
وأكد على ضرورة تأمين الآبار العاملة وتغطيتها بإحكام، إضافة إلى رفع فوهاتها عن مستوى الأرض لتقليل احتمالية الوقوع فيها. كما أكد على أهمية الإبلاغ عن أي بئر مكشوفة ليتم التعامل معها وتأمينها في أسرع وقت ممكن.
وأشار القائمون على الحملة إلى الدور المحوري للتوعية المجتمعية، من خلال تنبيه الأطفال والأهالي إلى مخاطر الاقتراب من الآبار المفتوحة، وتعزيز ثقافة السلامة العامة بين أفراد المجتمع ولفتوا إلى أن الوقاية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين الأهالي والجهات المعنية والمنظمات الإنسانية.
واختتمت "الخوذ البيضاء" بيان الحملة بدعوة الجميع إلى المشاركة في نشر الوعي حول مخاطر الآبار المفتوحة، والعمل على إغلاقها قبل أن تتسبب بفقدان المزيد من الأرواح، تأكيداً على أن حماية الأطفال مسؤولية مشتركة لا تحتمل التأجيل.
وكانت شهدت مناطق متفرقة في سوريا خلال الأشهر الأخيرة سلسلة حوادث خطرة ناجمة عن السقوط في الآبار المفتوحة أو غير المؤمّنة، أودت بحياة عدد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وتسببت بإصابات متفاوتة الخطورة لآخرين.
وتنوّعت هذه الحوادث بين آبار عربية واسعة الفوهة، وآبار ارتوازية أو قيد الحفر، إضافة إلى حوادث اختناق داخل الآبار أثناء أعمال الصيانة أو تركيب مضخات المياه.
وسجّل الدفاع المدني السوري حالات وفاة، أبرزها وفاة طفل في ريف حلب، ورجل في ريف دمشق نتيجة الاختناق داخل بئر، إضافة إلى وفاة امرأة في ريف حلب الشرقي، مقابل عدة عمليات إنقاذ ناجحة لأطفال ورجال في أرياف إدلب وحلب وحماة وحمص، بعضها تطلّب ساعات طويلة من العمل واستخدام معدات ثقيلة وتقنيات إنقاذ معقّدة، كما في حادثة إنقاذ الطفلة شذى (3 سنوات) في ريف إدلب.
وتعيد هذه الحوادث المتكررة تسليط الضوء على خطورة الآبار المكشوفة والمهجورة، وغياب إجراءات السلامة حولها، خاصة في المناطق الريفية، ما يجعلها مصدراً دائماً للتهديد، ولا سيما للأطفال.
وفي هذا السياق، يجدد الدفاع المدني السوري دعوته إلى تأمين الآبار وإغلاق غير المستخدم منها، والإبلاغ عن أي بئر مكشوفة، إلى جانب تعزيز الوعي المجتمعي للحد من تكرار هذه المآسي.