مع حلول ذكرى التحرير… آلاف السوريين عاجزون عن العودة إلى قراهم وبلداتهم
بينما يستعد السوريون في مناطق عدة للاحتفال باقتراب الذكرى الأولى لسقوط نظام الأسد في اليوم الثامن من كانون الأول/ديسمبر، بوصفه يوماً مفصلياً في تاريخ البلاد ونتاج نضال امتد لأكثر من عقد ضد الظلم والقهر والإجرام.
إلا أن الصورة مختلفة تماماً في المخيمات، فهناك، يستقبل آلاف النازحين هذه المناسبة وسط خيام مهترئة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة؛ لا تقي من مطر الشتاء ولا ترد برده، وتعكس حجم المعاناة اليومية التي ما تزال تلازمهم رغم مرور عام على حدث يُفترض أنه فتح الباب أمام صفحة جديدة من الاستقرار والتغيير.
ورغم فتح المجال أمام السوريين للعودة إلى مدنهم وقراهم، لا تزال آلاف العائلات عاجزة عن العودة، ومضطرة لمواصلة العيش في الخيام. فمعظم منازلهم تعرضت لدمار جزئي أو كامل، وإعادة بنائها تتطلب كلفة تفوق قدرتهم في ظل تراجع مواردهم وغياب الدخل المستقر.
وإلى جانب ذلك، ما تزال البنية الخدمية في كثير من المناطق غير مكتملة؛ فالكهرباء والمياه وشبكات الصرف الصحي تحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة، كما أن تلك المناطق ما تزال تعاني من وجود الألغام ومخلفات الحرب، ما يجعل العودة بالنسبة لكثيرين حلماً مؤجلاً لا قدرة على تحقيقه في الوقت الراهن.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد أشارت إلى أن أكثر من 16 مليون نازح داخل سوريا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، موضحة أن البلاد ما تزال تشهد واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العالم رغم عودة جزء من اللاجئين والنازحين بعد سقوط نظام الأسد البائد.
وقال تقرير المفوضية إن 70% من اللاجئين السوريين يعيشون في فقر داخل مخيمات النزوح، مع وصول محدود إلى التعليم والخدمات وفرص العمل، بينما تفتقر معظم المناطق الأصلية للعائدين إلى الحد الأدنى من المقومات، مؤكداً أن منازل كثيرة غير صالحة للسكن، وأن شبكات المياه والمدارس والمراكز الصحية متضررة أو مثقلة بالأعباء.
يعاني أهالي المخيمات من شح الدعم خلال السنوات الأخيرة، إذ انعدمت المساعدات الغذائية، بينما تظل الخدمات الأخرى مثل ترحيل النفايات ومواد التدفئة والتنظيف وغيرها من الاحتياجات الأساسية محدودة أو غير متوفرة. هذا النقص يجعل الحياة اليومية في المخيمات شديدة الصعوبة.
وفي الوقت ذاته، تمنعهم الضائقة المالية من إعادة بناء منازلهم، خاصة مع الارتفاع الكبير في أسعار مواد البناء مثل الإسمنت والحديد، إلى جانب تضاعف أجور اليد العاملة، مما يجعل إصلاح المنزل أو إعادة بنائه شبه مستحيل في ظل هذه الأوضاع المعيشية القاسية.
وتنتظر العائلات أن تحظى قراها وبلداتها بمشاريع تهدف إلى تحسين ظروف الحياة، بما يشمل شبكات الصرف الصحي والمياه والكهرباء، إضافة إلى إعادة إعمار منازلها ودعمها في إعادة البناء، لتتيح لهم فرصة العودة بسلام وأمان.