معاريف عن لقاء نتنياهو وباراك: إسرائيل طرحت قضايا تعتبرها أساسية لأمنها
قالت صحيفة معاريف الإسرائيلية إن لقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا وسفير الولايات المتحدة لدى تركيا توم باراك، ركّز بصورة أساسية على التطورات المرتبطة بالساحة السورية، في ظل تقديرات إسرائيلية وأميركية بأن أي تغيير ميداني هناك قد يحمل تداعيات مباشرة على الأمن الإقليمي.
وبحسب الصحيفة، جاء الاجتماع على خلفية ما تصفه تل أبيب بـ«مرحلة حساسة» تمر بها الساحة السورية، حيث ترى المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية أن الواقع القائم يتسم بدرجة عالية من الهشاشة، وأن أي تحرك غير منسق، سواء على مستوى انتشار القوات أو نشاط الجهات المسلحة، قد يؤدي إلى تدهور غير مقصود.
وأشارت معاريف إلى أن الجانب الإسرائيلي شدد خلال اللقاء على أن سوريا تمثل أولوية أمنية، في ضوء المخاوف من تمركز جهات مسلحة قرب الحدود، أو حدوث تغييرات ميدانية يمكن أن تفرض وقائع جديدة لا تتماشى مع ما تعتبره إسرائيل «مصالحها الأمنية الحيوية».
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أن نتنياهو طرح جملة من القضايا التي تصفها إسرائيل بأنها أساسية، من بينها ضرورة منع أي تموضع لقوى تعتبرها معادية، والحفاظ على القدرة على التحرك العسكري ضد ما تصفه بتهديدات ناشئة داخل الأراضي السورية.
ووفق التقرير، ركزت المباحثات أيضاً على أهمية الحفاظ على قنوات تنسيق فاعلة بين تل أبيب وواشنطن في كل ما يتعلق بالساحة السورية، وذلك بهدف تجنب «مَسار انزلاقي» قد يقود إلى تصعيد غير مخطط له.
وأكدت المصادر أن إسرائيل ترى في التنسيق مع الولايات المتحدة عاملاً حاسماً في إدارة المخاطر المرتبطة بسوريا، خصوصاً في ظل تعدد الفاعلين وتداخل المصالح الإقليمية والدولية هناك.
في المقابل، أوضحت معاريف أن الجانب الأميركي عرض خلال اللقاء مقاربته القائمة على ضرورة الحفاظ على قدر من الاستقرار في سوريا، وتجنب خطوات قد تؤدي إلى تفجير مواجهة أوسع، لا سيما في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متزامنة في أكثر من ساحة.
وبحسب المصادر، شدد المبعوث الأميركي على أهمية ضبط التحركات الميدانية، والعمل ضمن أطر تنسيق تقلل من احتمالات الاحتكاك أو سوء التقدير.
وأضافت الصحيفة أن النقاش تطرق إلى ما تسميه إسرائيل «الخطوط الحمراء» في الساحة السورية، وهي خطوط تقول تل أبيب إنها لا يمكن القبول بتجاوزها، سواء تعلق الأمر بانتشار قوى مسلحة قرب الحدود أو بتغييرات قد تمس بما تعتبره حرية عملها الأمنية.
وأكدت المصادر أن هذه الخطوط كانت موضع توضيح مباشر خلال اللقاء، في إطار السعي إلى ضمان فهم متبادل مع واشنطن.
وخلصت معاريف إلى أن التركيز المكثف على سوريا خلال لقاء نتنياهو وباراك يعكس إدراكاً مشتركاً لدى الطرفين بأن الساحة السورية تبقى واحدة من أكثر الملفات قابلية للتدهور السريع، وأن إدارتها تتطلب تنسيقاً سياسياً وأمنياً مستمراً، لتفادي تحولات مفاجئة قد تفرض نفسها على المنطقة بأكملها.