مقتل 4 أطفال وإصابة آخرين بانفجار لغم أثناء قطاف الزيتون بريف حماة
مقتل 4 أطفال وإصابة آخرين بانفجار لغم أثناء قطاف الزيتون بريف حماة
● أخبار سورية ١٨ نوفمبر ٢٠٢٥

مقتل 4 أطفال وإصابة آخرين بانفجار لغم أثناء قطاف الزيتون بريف حماة

قتل أربعة أطفال وأصيب آخرون يوم الثلاثاء 18 تشرين الثاني/ نوفمبر، جراء انفجار لغم من مخلفات النظام البائد داخل الأراضي الزراعية شمال بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي، أثناء عمل مجموعة من الأهالي في قطاف الزيتون.

وأكدت المصادر المحلية أن الأطفال الذين فقدوا حياتهم كانوا يمارسون عملهم في الحقول حين وقع الانفجار، فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة نقلوا على أثرها إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

ويعكس هذا الحادث المأساوي استمرار مخاطر الألغام والمتفجرات في المناطق الزراعية، ما يفرض ضرورة تكثيف جهود نزع الألغام والتوعية بخطرها لحماية المدنيين، وخاصة الأطفال.

وأجرى المركز الوطني لإزالة الألغام في وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث في سوريا، تجربة ميدانية لطائرة درون متطورة مقدمة من الشركة الألمانية "سيتيرا"، في خطوة تُعد الأولى من نوعها ضمن التعاون التقني الذي بدأ قبل نحو شهرين بهدف إدخال معدات حديثة إلى عمليات الكشف وإزالة مخلفات الحرب في سوريا.

وتعتمد الطائرة المجربة على تقنية الماغنومتر القادرة على رصد الألغام والذخائر غير المنفجرة حتى عمق ستة أمتار تحت سطح الأرض، مع إمكانية تحديد وزن الجسم وعمقه بدقة عالية، وهو ما يمنح فرق المسح معلومات تفصيلية مسبقة تساعد في التعامل مع الأهداف المكتشفة بأكبر قدر من الأمان.

ويمنح أداء الطائرة، الذي يسمح لها بمسح عشرة آلاف متر مربع خلال 35 دقيقة وبسرعة تصل إلى ثمانية كيلومترات في الساعة، قدرة كبيرة على رفع كفاءة العمل مقارنة بالطرق التقنية المستخدمة حاليًا في سوريا.

ورغم التحديات التي واجهت التجربة، وخاصة المتعلقة بصعوبات في نظام الـGPS وضعف الإنترنت نتيجة ظروف البنية التحتية في المناطق المتضررة من الحرب، نجحت الطائرة في اكتشاف أهداف حقيقية من مخلفات الحرب، ما أكد إمكانية إدخال هذه التكنولوجيا إلى منظومة العمل الوطنية واعتمادها كأداة فعالة في المسح الميداني.

وتعد إزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة خطوة أساسية في تمهيد الأرض لإعادة الإعمار وفتح الطرق وتأهيل المنشآت والأراضي الزراعية، بما يجعلها أولوية في مسار التعافي الوطني.

وتؤكد وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث استمرارها في تحديث أدوات العمل الميداني ورفع مستويات السلامة لفرقها المتخصصة، وصولًا إلى بيئة أكثر أمنًا تعيد الحركة والنشاط إلى المناطق المتضررة.

وتواصل مخلفات الحرب في سوريا فرض تهديد قاتل يلاحق السوريين في مدنهم وبلداتهم ومزارعهم، بعد سنوات من القصف المكثف والهجمات التي خلّفت وراءها مئات الآلاف من الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة، لتتحول حياة المدنيين إلى ما يشبه "موتاً مؤجلاً".

وتعمل فرق الدفاع المدني السوري ضمن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث على مواجهة هذا الإرث الخطير عبر عمليات المسح والإزالة وتوعية السكان، في إطار سعيها لحماية المدنيين وتأمين طرق عودتهم إلى منازلهم وقراهم.

وقالت فرق إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني، إن كوادرها نفذت منذ بداية عام 2025 وحتى 15 تشرين الثاني 2370 عملية إزالة في مختلف المناطق، تمكنت خلالها من إتلاف 2621 ذخيرة غير منفجرة، فيما حددت فرق المسح التقني 900 موقع ملوث بمخلفات الحرب.

وبالتوازي مع هذه الجهود الميدانية، قدّمت الفرق أكثر من 10 آلاف جلسة توعية استفاد منها نحو 23 ألف مواطن، بينهم 20 ألف طفل، بهدف الحد من الإصابات والمخاطر التي تهدد الأهالي في المناطق الملوثة.

وحذر الدفاع المدني من الاقتراب من أي جسم غريب أو ذخيرة غير منفجرة، داعياً السكان إلى تجنب المناطق التي شهدت اشتباكات أو تلك التي تحتوي على مواقع عسكرية وحقول ألغام. كما شدد على ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي جسم مشبوه وعدم محاولة تحريكه أو الاقتراب منه.

هذا وتستمر المخاطر المتعلقة بمخلفات الحرب في تشكيل تحدٍّ كبير أمام المدنيين، وسط مطالبات بتوسيع عمليات التطهير وتسريع وتيرة المسح لتقليل الخسائر البشرية المستمرة في مختلف المناطق السورية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ