
وزارة الخارجية بين الانتقاد والدفاع… دبلوماسية تعيد لسوريا حضورها الدولي
تتعرض وزارة الخارجية السورية وعلى رأسها الوزير "أسعد الشيباني" منذ أيام لحملة انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، تصاعدت عقب إعلان وكالة "سانا" عن لقاء جمعه بوفد إسرائيلي في واشنطن، ورغم الجدل، يرى مراقبون أن هذه الحملة لا تنفصل عن محاولات للتشويش على "إنجازات الشيباني" التي أعادت للخارجية السورية وهجها خلال ثمانية أشهر فقط من تسلّمه المنصب عقب سقوط نظام بشار الأسد.
إنجازات بارزة في ثمانية أشهر
استطاعت وزارة الخارجية السورية عقب سقوط نظام الأسد، وخلال فترة قصيرة لاتتعدى ثمانية أشهر من "استعادة الحضور الدبلوماسي" حيث قاد الشيباني تحولاً جذرياً في موقع سوريا الدولي، إذ عقد خلال الأشهر الماضية مئات اللقاءات والزيارات الدبلوماسية، شملت رؤساء دول ووزراء خارجية ومسؤولين دوليين، فيما تحرك فريق الخارجية داخلياً لتأمين تنسيق يومي مع المنظمات الأممية والجهات الحكومية العاملة في سوريا بعد التحرير، هذه التحركات أنهت عزلة طويلة، وأعادت لسوريا حضورها في المؤتمرات الدولية.
رفع العقوبات وإعادة العلم السوري للأمم المتحدة
تعتبر خطوة رفع جزء كبير من العقوبات الدولية على سوريا من أبرز إنجازات الخارجية السورية، فقد عملت الوزارة مع "المجلس الأمريكي السوري" لممارسة ضغط مباشر على الكونغرس الأمريكي، وأسهمت هذه الجهود في صدور قرار رفع العقوبات وعودة العلم السوري إلى الأمم المتحدة، في لحظة وُصفت بالتاريخية.
إشراك السوريين في الدبلوماسية
من أبرز ملامح السياسة الخارجية، إشراك الجاليات السورية في صياغة صورة البلاد الجديدة، فقد عقد الوزير وفريقه أكثر من 40 اجتماعاً مع الجاليات في أوروبا والخليج وأمريكا، وأشرك كوادر شابة في مواقع دبلوماسية وإدارية لم يكن لها مكان في عهد النظام السابق، ما عكس صورة أكثر شمولية وتنوعاً.
كسر العزلة الدولية والانفتاح الإقليمي
كان للوزارة دور بارز في إعادة عضوية سوريا إلى منظمة التعاون الإسلامي بعد تعليق دام أكثر من عشر سنوات، كما مثّل الوزير سوريا في منتديات عالمية كبرى مثل مؤتمر ميونيخ للأمن، المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، وقمة الحكومات العالمية، مقدماً رؤية سوريا الجديدة القائمة على المصالحة الوطنية والانفتاح.
الانتقادات والردود الرسمية
يرى منتقدو الوزير الشيباني أن اللقاء مع الجانب الإسرائيلي، حتى وإن كان في إطار وساطة أو تفاوض، كان يجب أن يُعرض بشفافية أكبر أمام الرأي العام، وأن يقدَّم في سياق واضح يضمن عدم إساءة تفسيره، كما اتهمه البعض بالتسرع في خطوات التقارب مع الغرب على حساب القضايا الوطنية.
في المقابل، تؤكد مصادر دبلوماسية أن الحملة الموجهة ضد الوزير بشخصه تقف وراءها جهات تسعى إلى إخفاء نجاحات الخارجية، لاسيما في ملف رفع العقوبات، وإعادة العلاقات مع الدول العربية، وإعادة إدماج سوريا في المجتمع الدولي بعد سنوات من العزلة، وتوضح هذه المصادر أن أي انفتاح دبلوماسي لن يتم على حساب الثوابت الوطنية، بل هو جزء من رؤية متوازنة لإعادة بناء الدولة السورية.
وبينما تواجه الحكومة السورية تحديات جسيمة في الداخل، تبقى إنجازات وزارة الخارجية في إعادة سوريا إلى الخارطة الدولية أحد أهم علامات التحول في مرحلة ما بعد الأسد، ورسالة واضحة بأن دمشق عادت لتكون حاضرة في المعادلات السياسية العالمية.