نشير بداية إلى أن هذه المجازر حصلت بعد تصريحات رئيس بعثة المراقبين العرب الفريق الدابي بأن الآليات العسكرية التابعة للنظام السوري قد انسحبت، وهذا يدل دلالة قاطعة على بطلان تصريحات الدابي و بأنها عارية تماما عن الصحة حيث استمرت الآلة الحربية للنظام في القتل بل و ارتكاب فظائع التطهير الطائفي.
في سياق حملات التطهير الطائفي من قبل النظام السوري و التي استباحت أحياء مدينة حمص بشكل منهجي و عنيف جدا شنت عناصر من الشبيحة بتاريخ 26-1-2012 هجمات متعددة على منازل عائلات داخل حي كرم الزيتون و قامت بذبح العائلة بجميع أفرادها و نشير دوما إلى التواجد المكثف لحواجز قوات النظام السوري المحية بالحي بشكل كامل وبالتالي فهي على علم تام بل و تسهيل و مشاركة في بعض الأحيان للمجازر ذات البعد الطائفي.
وقد ساهمت القوات الحكومية بقصف حي كرم الزيتون بشكل عنيف و مركز قبل يوم 26 الشهر وبعده أيضا مما يدل على اشتراك عملياتي في مجازر التطهير الطائفي وقد سقط عدد كبير من الشهداء في القصف في أيام 25 و 26 و 27 ونحن في هذا التقرير نركز بشكل خاص على ماحصل من عمليات ذبح للعائلات يوم 26 كانون الثاني مع الإشارة لبقية الأيام.
قامت قوات الشبيحة باقتحام منزل لعائلة مشهورة من عوائل حي كرم الزيتون و دون أي سبب يذكر و هي عائلة بهادر ; و أعدمت جميع أفرادها ، كما قامت باقتحام منازل أخرى و قتل كل من صادفته بطريقها بأساليب غاية في العنف و القسوة.
تفرض قوات النظام السوري على حي الوعر في غرب مدينة حمص، والذي يحوي ما يقارب 15 الف عائلة حصاراً منذ يوم الخميس 10 / تشرين الاول /2013 , الحصار يحدد حركة تنقل السكان الداخلين والخارجين من الحي بشكل انفصالي فظيع، حيث تحظر من لا يملك بطاقة موظف او بطاقة طالب او تقرير طبي، إضافة إلى ذلك فحواجز قوات النظام السوري تحظر إدخال الأغذية والادوية والمحروقات فيما عدا حالات نادرة تحت الضغط والابتزاز.
صعدت قوات النظام حملتها على الحي منذ يوم السبت 4 / تشرين الاول، ويأتي ذلك بعد التفجير الذي استهدف مدرسة ابتدائية في حي عكرمة المعروف بأغلبيته الموالية للنظام.
خلال فترة لا تتجاوز 12 يوم منذ السبت 4 / تشرين الاول وحتى الاربعاء 15 / تشرين الاول شنت قوات النظام عشرات الهجمات العشوائية زادت من وطأة الحصار، فقد رصدنا في تلك الفترة تعرض الحي إلى مالايقل عن 10 صواريخ ارض ارض و 30 اسطوانة متفجرة وعشرات قذائف الهاون.
في يوم الاربعاء 8 / تشرين الاول تعرض احد الابراج السكنية لاسطوانتين محملتين بالمواد المتفجرة ادى بحسب ما وثقته الشبكة السورية لحقوق الإنسان الى مقتل 7 اشخاص بينهم 4 اطفال وسيدتين.
في يوم الاربعاء 15 / تشرين الاول تعرض الحي لقصف بصاروخ ارض ارض و اكثر من 10 اسطونات متفجرة وادى ذلك لمقتل 9 اشخاص بينهم 3 اطفال في يوم واحد.
كما رصدنا استهداف القصف للعديد من المراكز الحيوية في الحي، ففي يوم الثلاثاء 14/ تشرين الاول قصفت قوات النظام محطة توليد الكهرباء بقذيفة هاون.
تمكنت الشبكة السورية لحقوق الانسان خلال 12 يوم توثيق مقتل 24 مدني بينهم 7 طفل و 6 سيدات.
على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن 2139 بتاريخ 22/شباط/2014 والذي طالب فيه برفع الحصار فوراً عن المناطق المأهولة ، وتوعد باتخاذ إجراءات إضافية في حال عدم الاستجابة، وتطالب الشبكة السورية لحقوق الإنسان بهذه الإجراءات الإضافية حيث لم تستجب الحكومة السورية.
كما أن قرار مجلس الأمن 2165 الصادر بـ14/تموز/2014 أتاح المجال أخيراً لإدخال المساعدات دون قيد أو شرط، ولكن هذه المساعدات تقتصر على المناطق الحدودية فقط، وتطالب الشبكة السورية لحقوق الإنسان إيجاد آليات بالسرعة القصوى لإيصال المساعدات إلى مناطق داخل سوريا مثل حي الوعر في حمص، والغوطة الشرقية في ريف دمشق، لأنها الأماكن الأكثر تضرراً كونها خضعت للحصار الأطول والأشد.
في هذا الصدد يجب على الأمم المتحدة الكشف أين وصلت التحقيقات المتعقلة بقضية الفساد التي كشف عنها السيد جاري كوينلان ممثل أستراليا الدائم في الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن 90% من المساعدت تذهب إلى غير مستحقيها وإلى المناطق الموالية للنظام السوري، وهي مناطق في وضع جيد، في حين أن مناطق مثل حي الوعر لا تكاد تصلها أية مساعدات، لابد على دول أصدقاء سوريا من متابعة أين تذهب الأموال التي يقومون بالتبرع بها، وأن لايستخدمها النظام السوري في تمويل الحاضنة الشعبية للميليشيات السورية التي تقاتل إلى جانبه، فيما يفترض أنها مساعدات للمنكوبين.
التقرير الإحصائي الشهري لشهداء ثورة الكرامة
أيلول / سبتمبر 2014
مركز توثيق الانتهاكات في سوريا
مقدمة وتنويه:
يغطي هذا التقرير شهداء شهر أيلول 2014 حيث ما زال سقوط الضحايا مستمراً في ظل النزاع القائم في سوريا ومازال المدنيون يشكلون النسبة الأعظم من الضحايا بما فيهم الأطفال والنساء، ومازال القصف بمختلف الأسلحة يستهدف الأحياء المدنية والذي عادة ما يترافق مع موجات نزوح جماعية وخاصة من المناطق التي تُستهدف بالبراميل المتفجرة في هجمات عشوائية متعمّدة، وقد دخل النزاع في سوريا مرحلة جديدة بتاريخ 23 أيلول 2014 بعد أن بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها فيما سمّي ب "التحالف الدولي ضد داعش" بضربات عسكرية داخل الأراضي السورية كان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أبرز المستهدفين إضافة إلى تنظيمات أخرى منها جبهة النصرة، وسوف يذكر هذا التقرير حصيلة أولية لضحايا هذه الهجمات في نهاية التقرير.
* من الأهمية بمكان الإشارة والتنويه إلى النقاط التالية وأخذها بعين الاعتبار قبل قراءة التقرير:
1 – لا يتضمن هذا التقرير قتلى الجيش النظامي السوري ومن يقوم بالقتال إلى جانبه من عناصر الشبيحة أو ما يسمّى "جيش الدفاع الوطني" أو العناصر الخارجية مثل حزب الله اللبناني أو الميليشيات العراقية أو الإيرانية.
2 – لا تعتبر هذه الإحصائيات نهائية بأي حال من الأحول، فهي تخضع لعملية التدقيق الدوري والمستمر من قبل نشطاء المركز أولاً ومدخلي البيانات وفريق الرصد الميداني في الداخل السوري ثانياً.
3 – إن اختلاف الأرقام من تقرير إلى آخر – حتى بالنسبة إلى المنطقة الواحدة – يعود سببه إلى التدقيق المستمر من قبل نشطاء الرصد الميداني، والذي يتداركون فيه مواضع النقص والخطأ، فضلاً عن متابعة الضحايا مجهولي الهوية حيث يتم توثيقهم بالاسم عند التعرف على هويتهم.
يتقدم فريق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا بالشكر الجزيل إلى جميع النشطاء المتعاونين مع المركز وعائلات وذوي الضحايا بالإضافة إلى فرق الرصد الميداني وباحثيه المتواجدين على معظم التراب السوري والذين يواجهون مخاطر يومية أثناء قيامهم بواجباتهم في سبيل توثيق الجرائم وانتهاكات حقوق الإنسان في سوريا واستكمال البيانات والمعلومات وإيصال صوت الضحايا وعائلاتهم إلى الجهات والمنظمات المعنية.
أولاً: شهداء الثورة:
وثق مركز توثيق الانتهاكات في سوريا منذ بداية الثورة السورية وحتى نهاية شهر أيلول 2014 مقتل (105486) شخصاً على يد قوات النظام والميلشيات التابعة لها، قضى منهم في شهر أيلول 2014 (2044) شخصاً، بينما بلغ عدد شهداء شهر أيلول من العام 2013 (2660) شخصاً، أمّا في شهر أيلول 2012 فقد بلغ عدد الشهداء (5167) شخصاً بينما بلغ عدد شهداء شهر أيلول من العام 2011 (491) شخصاً.
ثانياً: شهداء شهر آب 2014:
استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال شهر آب 2014 توثيق مقتل (2044) شخصاً، وقد توزعوا على جميع أيام الشهر، منهم (1886) شهيداً تم توثيقهم بالاسم الكامل، بينما استطاع المركز توثيق (158) شهيداً مجهول الهوية لم يتم التعرف عليهم بسبب تحولهم إلى أشلاء متناثرة، وكانت نسبتهم (8 %) من عدد الشهداء، من ضمنهم – أي من ضمن الرقم 158 –أحد عشر شهيداً تمّ توثيقهم مع صورة، و(27) شهيداً تمّ توثيقهم مع مقاطع الفيديو، بينما تمّ توثيق (120) شهيداً مجهول الهوية فقط بالخبر.
ثالثاً: توزع الشهداء حسب الأيام:
توزع شهداء شهر أيلول 2014 على جميع أيام الشهر ليصل عدد الشهداء وسطياً إلى (68) شهيداً يومياً، بزيادة ثمانية شهداء عن شهر آب / أغسطس 2014 الذي سبقه، حيث كان المعدل الوسطي للشهداء (60) شهيداً.
شهد اليوم السادس من شهر أيلول/ سبتمبر 2014 سقوط أكبر عدد للضحايا في هذا الشهر حيث بلغ عددهم (138) شهيداً أي بنسبة (7 %) من مجموع عدد الشهداء، تلاه اليوم الخامس عشر حيث سقط فيه (117) شهيداً، بينما سقط (114) شهيداً في اليوم السادس عشر.
رابعاً: توزع الشهداء حسب المحافظات:
شهدت محافظة ريف دمشق سقوط العدد الأكبر من الضحايا الذين بلغ عددهم (565) شهيداً أي بنسبة (28 %) من مجموع عدد الشهداء، تلتها محافظة حلب حيث بلغ عدد الشهداء فيها (303) شهيداً أي بنسبة (15%) من إجمالي عدد الشهداء، تلتها محافظة حماه حيث سقط فيها (212) شهداء، بنسبة (10.5%) من إجمالي عدد شهداء شهر أيلول 2014.
خامساً: توزع الشهداء بحسب أسباب الوفاة:
كان القصف بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة هو السبب الرئيسي لسقوط العدد الأكبر من ضحايا شهر أيلول 2014، حيث بلغ عددهم (871) شهيداً، بنسبة (43%) من مجموع عدد الشهداء، منهم (238) شهيداً بسبب القصف بالبراميل المتفجرة، بينما سقط (629) شهيداً نتيجة إطلاق النار ونيران القناصة وخلال الاشتباكات المسلّحة مع قوات النظام، أي بنسبة (31%) حيث كان ضمن من قضى نتيجة إطلاق النار (546) مقاتلاً من كتائب المعارضة المسلّحة، وسقط (287) شهيداً نتيجة القصف العشوائي بقذائف الهاون والمدفعية والدبابات بنسبة (14%) من مجموع عدد الشهداء، واستطاع المركز توثيق شهيد واحد نتيجة استعمال قوات النظام للمواد الكيماوية والسامة، وتمّ توثيق (6) شهداء نتيجة نقص التغذية وانعدام المواد الطبّية في المناطق الخاضعة لحصار قوات النظام، واستطاع المركز أيضاً توثيق (130) شهيداً قضوا نتيجة التعذيب في أقبية أجهزة الأمن.
سادساً: توزع الشهداء بحسب الجنس:
بلغ عدد الشهداء من الذكور البالغين (1582) شهيداً، أي بنسبة (77%) من مجموع عدد الشهداء، بينما بلغ عدد الشهداء من الذكور الأطفال (180) طفلاً أي بنسبة (9%) من مجموع عدد الشهداء، وبلغ عدد النساء البالغات (184) أنثى بالغة أي بنسبة (9%) فيما بلغ عدد الضحايا الأطفال الإناث (98) طفلة بنسبة (5%) من مجمل عدد الشهداء.
سابعاً: توزع الشهداء بحسب الفئة:
بلغ عدد الضحايا المدنيين (1357) شهيداً، أي بنسبة (66%) من مجمل عدد الشهداء، فيما بلغ نسبة الضحايا الغير مدنيين (34%) حيث بلغ عددهم (867) مقاتلاً كان من بينهم ستة أطفال ما دون سن الثامنة عشر.
ثامناً: توزع الشهداء حسب الفئة والمحافظة:
تاسعاً: شهداء على يد تنظيم الدولة الإسلامية:
استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا خلال هذا الشهر توثيق استشهاد (69) شهيداً على يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام – داعش، كان من ضمنهم (35) مدنياً، و(34) من كتائب المعارضة المسلّحة، وكان من ضمن الضحايا (10) أطفال ذكور وسبعة إناث أطفال.
عاشراً: ضحايا التحالف الدولي ضد داعش:
بتاريخ 24-9-2014 أصدر مركز توثيق الانتهاكات في سوريا بياناً صحفياً حول الضربات الجوية الأخيرة في سوريا وأكدّ فيه أن العمليات العسكرية التي تقوم بها الدول المشتركة فيما يسمى بـ "التحالف الدولي ضد داعش" تخضع لقواعد القانون الدولي الإنساني الذي يحكم النزاعات المسلحة الدولية بما فيها اتفاقيات جنيف لعام 1949 وقواعد البرتوكول الأول والثاني الإضافيين لعام 1977 التي تجسد قواعد القانون الدولي العرفي. وعلى الأخص يؤكد مركز توثيق الانتهاكات على ضرورة التزام قوات "التحالف الدولي ضد داعش" بواجباتها القانونية بالامتناع عن استهداف المدنيين، والامتناع عن الضربات العشوائية، والامتناع عن استخدام أسلحة تسبب إصابات مفرطة وآلام لا ضرورة لها.
ومنذ بدء هذه العمليات العسكرية استطاع مركز توثيق الانتهاكات في سوريا توثيق سقوط (48) ضحية منهم (28) شهيداً مدنياً بينهم تسعة أطفال وخمسة نساء إضافة إلى توثيق (20) مقاتلاً من فصائل مختلفة منها جبهة النصرة، ولم يتسنى للمركز توثيق أو معرفة أعداد دقيقة لقتلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) خلال هذه الضربات.
حادي عشر: إحصائيات أخرى:
شهد شهر أيلول 2014 سقوط أربعة نشطاء إعلاميين، إضافة إلى طبيبٍ واحد وثلاثة ممرضين، ومسعفين اثنين، وأربعة عشر طالباً.
اثنا عشر: شهداء اللقاحات:
بتاريخ 15-9-2014 تم توثيق وفاة أربعة عشر طفلاً في مدينة معرة النعمان في محافظة ادلب، نتيجة ما سمّي أنّه "خطأ طبّي" خلال حملة التلقيح في محافظة ادلب، منهم سبعة أطفال ذكور وسبعة أطفال إناث.
صورة للشهيد المسن: محمد خير علي قدّور (50) عام، متزوج ولديه عدّة أطفال، استشهد نتيجة الجوع والمرض وعدم توفر العلاج في الغوطة الشرقية في ريف دمشق منطقة العبادة.
تقع مدينة سراقب في الجنوب الشرقي من مدينة إدلب، قصف الطيران المروحي التابع للنظام السوري مدينة سراقب بأكثر من 10 براميل متفجرة أثناء اليوم الأول والثاني من عيد الأضحى، استهدف القصف مراكز حيوية عدة في المدينة، فقد تم استهداف المسجد الكبير والمسجد الشمالي في المدينة، إضافة إلى سوق المدينة و مشفى الإحسان الخيري ومستوصف المدينة ومدرسة الحي الجنوبي الغربي. جميع هذه المراكز هي مراكز مدنية، وقد أثبتت التحقيقات التي أجرتها الشبكة السورية لحقوق الإنسان حتى الآن عدم وجود أهداف عسكرية داخل أو بالقرب من تلك المراكز، قبل أو أثناء تلك الهجمات.
كما قد استهدفت الغارات مدرسة في الحي الشمالي، المدرسة كانت عبارة عن مقر عسكري تابع للمعارضة المسلحة قبل أن يتم إخلاؤه منذ قرابة شهر.
الناشط الإعلامي ليث أفاد الشبكة السورية لحقوق الإنسان بروايته عن غارات القصف التي استهدفت المدينة:
كانت الغارة الأولى صباحاً قد استهدفت سوق المدينة والمسجد الكبير القريب من السوق، دمار السوق كان هائلاً بينما تضررت أبواب المسجد ونوافذه، بعد ساعتين تقريباً اغار الطيران المروحي مجدداً ببرميل وحاوية متفجرة كبيرة جداً ; تستخدم لأول مرة في القصف- سقطا على الحي الشمالي واستهدفا مدرسة كانت عبارة عن مقر عسكري، لكن الثوار كانوا قد أفرغوها منذ مدة تجنباً للقصف الذي يمكن أن يستهدفها.
القصف طال أيضاً مدرسة في الحي الجنوبي، لم تكن الإصابات كثيرة ولله الحمد، يعود ذلك أولاً إلى نزوح كثير من الأهالي وثانياً إلى لجوء من بقي منهم إلى الأقبية عند بدء الغارة.
في اليوم الثاني تم إلقاء ما يزيد عن عن 4 براميل أصابت مشفى الإحسان الخيري ومستوصف المدينة مما أدى إلى خروج المشفى عن الخدمة ;
كان حجم الدمار هائلاً وأكثر من أن يوصف، على مساحة 500 متر، إضافة إلى أضرار متفاوتة على مساحة 2 كم ;
أخبر الإعلامي المحلي من سراقب سامي الشبكة السورية لحقوق الإنسان بروايته:
بدأت الغارة الأولى الساعة 9 والنصف تقريباً ببرميلين متفجرين، سقط الأول على السوق الذي يتوسط المدينة، أدى ذلك إلى دمار في السوق، شمل 30 محلاً تجارياً إضافة إلى محال الخضار التي تضررت أيضاَ، أثرت قوة الانفجار على المسجد الكبير القريب من السوق مما أدى إلى تحطم النوافذ والأبواب، البرميل الثاني سقط على الحي الغربي.
الغارة الثانية كانت بعد ساعتين تقريباً، استهدفت الحي الشمالي، لم يكن القصف هنا ببرميل عادي بل كان بحاوية ضخمة جداً, لم أشهد قصفاً مماثلاً من قبل، الحاوية سببت دماراً هائلاً في المسجد الشمالي وأضراراً في المدرسة الشمالية، التي كانت سابقاً مقراً عسكرياً للثوار قبل إخلائها منذ مدة. بعد ذلك قُصفت الحارة الجنوبية ببرميل متفجر أحدث بعض الأضرار في المدرسة الجنوبية.
مساء وقرابة الساعة الثامنة ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً استهدف مشفى الإحسان الخيري في الحي الجنوبي الغربي.
في ثاني أيام العيد عاد الطيران المروحي وأغار بأربعة براميل، الأول كان قرابة الساعة 9 صباحاً استهدف مشفى الإحسان للمرة الثانية مما أدى إلى خروجه عن الخدمة، وفي الساعة 11 صباحاً تم استهداف حي الصناعة الشرقي، والمستوصف الواقع في الحي الشمالي الغربي، وقد شاهدنا الدخان المتصاعد وآثار القصف.
أولاً: منهجية التقرير:
منظمة حقوقية تأسست في شهر حزيران/ 2011م، وهي جهة حيادية مستقلة غير حكومية غير ربحية، تهدف بشكل رئيس إلى توثيق الانتهاكات التي تحصل في سورية وإصدار دراسات وأبحاث وتقارير بشكل دوري، وضمن أعلى مستويات الموضوعيّة والاحترافية، بهدف فضح مرتكبي الانتهاكات كخطوة أولى لمحاسبتهم وضمان حقوق الضحايا.
تجدر الإشارة إلى أن الأمم المتحدة اعتمدت في جميع إحصائياتها الصادرة عنها في تحليل ضحايا النزاع، على الشبكة السورية لحقوق الإنسان كأبرز مصدر، بالإضافة إلى اعتماد الشبكة لدى عدد واسع من وكالات الأنباء العربية والعالمية، والعديد من المنظمات الحقوقية الدولية.
مؤسس ورئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان: الأستاذ فضل عبد الغني، ويضم فريق الشبكة 23 فرداً ما بين باحث وناشط حقوقي.
تعتمد الشبكة السورية لحقوق الإنسان في جميع تقاريرها وأبحاثها بشكل رئيس على التحقيقات التي يجريها أعضاؤها داخل وخارج سوريا، والذين يقومون بذلك عبر الزيارات الميدانية أو اللقاءات مع الناجين أو شهود العيان، وجميع الحوادث التي أشار إليها هذا التقرير موجودة بشكل تقارير ودراسات موسعة منشورة ومتاحة باللغتين العربية والإنكليزية على موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وقد قمنا باختيار أبرز تلك الانتهاكات الحاصلة في عام 2014.
القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي العرفي بالتوازي مع القانون الدولي لحقوق الإنسان هي القوانين المعمول بها، وهي ملزمة لجميع أطراف النزاع.
إن الجمهورية العربية السورية هي طرف في اتفاقيات جنيف وبروتوكولها الأول، فضلاً عن العديد من الصكوك الأخرى المتعلقة بالقانون الدولي الإنساني والأسلحة والمرتزقة، لكنها لم تصادق على البروتوكول الثاني لاتفاقيات جنيف الذي ينطبق على وجه التحديد على النزاعات المسلحة غير الدولية. لكن هناك عدداً من الأحكام العرفية للقانون الدولي الإنساني التي لا بد أن تنطبق على النزاعات المسلحة غير الدولية، والنزاع المسلح غير الدولي تولد في الجمهورية العربية السورية أثناء شهر شباط/ 2012 ما يؤدي إلى تطبيق المادة 3 المشتركة لاتفاقيات جنيف وكذلك القانون العرفي ذو الصلة بالنزاعات المسلحة ذات الطابع غير الدولي.
الملخص التنفيذي:
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لايقل عن 27 مجزرة خلال شهر أيلول، نفذت قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه 25 مجزرة، فيما نفذت قوات الحماية الكردية مجزرة واحدة، وارتكبت قوات التحالف مجزرة واحدة.
توزع المجازر على المحافظات بحسب الترتيب التالي:
ريف دمشق: 7 مجازر
حلب: 6 مجازر
دير الزور: 4 مجازر
ادلب: 4
الرقة: 2
حمص: 2
الحسكة: 1
حماة: 1
أضخم تلك المجازر كانت في مدينة دوما بتاريخ 11/أيلول، سجل فريق توثيق الضحايا مقتل ما لايقل عن 58 شخصاً.
تسببت تلك المجازر بمقتل 551 شخصاً بينهم 122 طفلاً و 84 سيدة، أي أن 36% من الضحايا هم نساء وأطفال، وهذا مؤشر على أن الاستهداف في جميع تلك المجازر كان بحق السكان المدنيين.
ما لايقل عن 83 مرة استخدم فيها النظام السوري الذخائر العنقودية، فقط في عام 2014
أولا: ملخص تنفيذي
في يوم السبت 16/آب/2014 أصدر مرصد الذخائر العنقودية عام 2014 تقريراً حول استخدام الذخائر العنقودية في العالم، اعتمد التقرير فيما يخص سوريا بشكل رئيس، على التنسيق والتعاون بين مرصد الذخائر العنقودية وتقارير وإحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، والفترة التي يغطيها التقرير حتى 4/نيسان/2014.
كما أشار تقرير الزملاء الأعزاء في مرصد الذخائر العنقودية إلى أن الضحايا الذين قتلهم النظام السوري أكثر بكثير من ضحايا الاستخدام المكثف لإسرائيل للذخائر العنقودية في عام 2006.</p>
تقوم الشبكة السورية لحقوق الإنسان بتحديث دوري لاستخدام النظام السوري للذخائر العنقودية في مختلف المحافظات السورية، حيث يعتبر عام 2014 هو أكثر الأعوام استخداماً للذخائر العنقودية من قبل النظام السوري، فقد فاق جميع السنوات الثلاث الماضية بأضعاف كثيرة، وهو بالتالي الأسوء في العالم أجمع منذ عام 2009.
في عام 2014 وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لايقل عن 83 هجوماً بالذخائر العنقودية، وذلك منذ أول هجوم بتاريخ 25/ كانون الثاني/2014 وحتى 21/أيلول/2014، وقد تسببت تلك الهجمات بمقتل ما لايقل عن 49 شخصاً، بينهم مقاتل واحد فقط، و47 مدنياً بينهم 16 طفلاً و 4 نساء، وإصابة 250 آخرين بجروح، وذلك بشكل مباشر، أما مخلفات تلك الذخائر فقد تسببت بمقتل ما لايقل عن 15 شخصاً نصفهم أطفال أي 7 أطفال و3 نساء، أي أن مجموع الضحايا بلغ 64 شخصاً بينهم 30 طفلاً وامرأة أي أن 50% من الضحايا هم نساء وأطفال، و98% من الضحايا هم مدنيون
أغارت طائرة حربية تابعة لقوات التحالف على شرق قرية كفر دريان في ريف ادلب الشمالي قرابة الساعة الثالثة والنصف صباحاً. الغارة استهدفت أربع مداجن هي عبارة عن مقرات لتنظيم جبهة النصرة، اثنتان منها هي مقرات للسلاح والذخائر
بعد القصف استمرت الانفجارات في المقرات لدقائق بسبب انفجار الذخائر والقذائف المخزنة في المستودعات، أدى الضغط الهائل الذي سببه الانفجار إلى انهيار منزل سكني مؤلف من طابقين قرب من المستودعات، على بعد أقل من 100 متر منها، وتسبب ذلك بمقتل 12 شخصاً جميعهم من المدنيين بينهم 5 أطفال و5 نساء
تواصلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مع السيد حسن وهو من سكان البلدة و كان شاهداً على حادثة القصف وأفاد الشبكة بروايته :
" فجر الثلاثاء وقرابة الساعة الثالثة والنصف، استيقظنا على أصوات انفجارات مدوية لم نسمع لها مثيلاً من قبل، رافقها صوت طائرة حربية ضعيف نسبياً، خرجت من المنزل فشاهدت انفجارات تحصل في الطرف الشرقي من القرية، بعد توقف الانفجارات، توجهت إلى المكان كان هناك انهيار كامل لمبنى مؤلف من طابقين ، كما حصل حريق في المداجن التي بالقرب منه والتي كانت جبهة النصرة تتخذها كمقرات لها، بعد نحو ربع ساعة بدأت فرق الإسعاف والدفاع المدني والإطفاء بالوصول، وبدأت بإخراج القتلى والجرحى من تحت الأنقاض، كانت هناك خمس نساء وخمسة أطفال ورجُلان اثنان قد تم إخراجهم خلال ساعة، وقد قتلوا جميعاً بينما كان عدد الجرحى يتجاوز 15 شخصاً
كان الضحايا يسكنون هذا المبنى الذي انهار نتيجة ضغط الانفجار، ذلك أن الطيران لم يستهدفه بصاروخ، حيث أننا لم نجد أية بقايا متفجرات بين الركام،كل ما وجدناه هو بقايا الصواريخ بالقرب من المداجن التابعة لجبهة النصرة، مخلفات الصواريخ كان عليها آثار كتابة باللغة الانكليزية وعلى أحدها كتب اسم الولايات المتحدة الأمريكية "
شهد الريف الشمالي في الآونة الأخيرة حركة نزوح كبيرة بسبب ما يجري على أرضه من اقتتال بين فصائل الجيش الحر وتنظيم دولة البغدادي من جهة . وما تسببه قذائف الطرفين من دمار وإصابات . ناهيك عن ما يقوم به الطيران الحربي من تدمير للبنى التحتية مستخدماً كافة أنواع الأسلحة المحرمة دولياً . لم يعد يبقى أمامَ المدنيين سوى الهرب من آلة القتل والتدمير التي حلّــت بهم وبأرضهم .منهم من تركَ بيته فاراً بروحه ومنهم من حمل بطانيته كي ينامَ بها عند أبواب معابر التهريب حتى يأتيَ دوره في الدخول لتركيا . معبر باب السلامة الحدودي الواقع في الشمال السوري يشهد حركة نزوح كبيرة لكن في الآونة الأخيرة لم يعد يمر تحت محراب المعبر إلا من يحمل جواز سفر وقد شددت إدارة المعبر التركي على ذلك . مما فتح المجالَ للمهربين كي يهربوا البضائع البشرية لتركيا عبرَ ما يسمى { التـيل } حيث تجد شباباً صغاراً يروجون لتجار البشر الكبار مقابل بضع ليرات عند المعبر النظامي ويقف العشرات منهم ينادون على التيل ع التيل . يأتي إليه من هرب من تحت الموت ظاناً أن طاقة الفرجِ قد فُتحـت له . أبو عبيدةَ رجلٌ في العقد الثالث من العمر يسأل أحد المهربين أين التيل ؟ فيجيب الشاب الصغير الذي امتهن تلك المهنة : قريبٌ من هنا ياعم تعال معي وخلال ساعة واحدة تكون داخل تركيا . ينظرُ أبو عبيدة في وجهه مستغرباً كم تريد : أريد ألفين ليرة عن كل
( رأس ) . يمشي أبو عبيدة بخطة متباعدة مع ذلك الطفل الذي يلمع بأسلوب عمله وفنون التهريب التي عمل بها ولم يكشفه أحد . خلال رحلة الذهاب . أبو عبيدة بدأت ترتسم على وجهه علامات التفاؤل مع أن عائلته عددها سبعة وأمه الثامنة المريضة المتعبة . وخلال رحلة الذهاب يجد أبو عبيدة جاره أبو محمد محتاراً في الدخول فيقول أبو عبيدة تفضل نطلع تهريب طريق آمن ومجرب . وفرح المهرب الصغير أن عمولته بدأت تزيد . وصل كل من أبو محمد وأبو عبيدة إلى حيث التهريب فوجد أمةً تنتظر الدخول والكل جالس بوضعية المقاعد المدرسية لا ينبت ببنت شفه . وهناك عدة أمراء يقولون لهم سندخلكم الآن لا تحملوا هم . حاسبونا : بدأت الحركة بعد أن مد كل منهم يده إلى جيبه كي يخرج منه المطلوب آملاً أن ينام تلك الليلة داخل تركيا وقد ينامها في المساجد أو الحدائق لكنه يريد الهروب وعدم النظر للوراء وأن لا يسمع هدير طائرة بعد اليوم . دفع الجميع وعادوا إلى صمتهم إلا من أحاديث تدور بين كل منهم كم دفعت . ويسأل عن حال التهريب . بدأ معبر التهريب بإدخال النازحين والمهجرين . يدخلهم المهرب مثنى وثلاث ورباع ويوصيهم بالركض السريع والنزول بحفرة عمقها أربع أمتار وأن لا يتوقفوا أبداً وأنه معهم مهما جرى معهم . يراقب أبو عبيدة بصمت ويقترب من المهرب الكبير شارحاً له وضع امه الصحي . فيجيب عليه كاس على كل الناس . فيقول أبو عبيدة بصوت منخفض لاحول ولاقوه إلا بالله . إلى أن جاء دوره مع تحرك ( الجندرمة التركية ) على الحدود وملاحقة من يدخل أراضيها واستهدافه بالنيران الحية وليست المطاطية . يتوجس أبو عبيدة خائفاً بعد أن رأى قصصاً أمام عينيه لكنه مصرٌ على الدخول حيث الأمان والبعد عن جحيم وسعير الحرب وأناته . يأتي دوره فيسحب أمه على مهلٍ وينزل في الحفرة التي تبدأ بعدها الراحة والطمأنينة . لكن أطلقت الجندرمة التركية النار فأصابت أمه وأردتها قتيلةً . ما كان من أبو عبيدة إلا أن حملها وعاد من حيث نزل ودفن أمه وبقي في وطنٍ لا يعرف النور طريقاً إليه .
وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مجزرة وقعت في حي القابون راح ضحيتها العديد من المدنيين بين شهيد و قتيل حيث أعتمدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في إعداد هذا التقرير بشكل رئيسي على زيارة ميدانية لموقع الحادثة قام بها عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان في مدينة دمشق الدكتور “مجد المصري“ حيث اجتمع وعالج عدد من المصابين وهم ضحايا للقصف، وشاهد وعاين جثث القتلى.
في يوم الجمعة الموافق 16/حزيران/2014م, أقدمت قوات النظام السوري على استهداف يبدو متعمدا لحفل زفاف جماعي لاثنين من شباب الحي،حيث سقطت قذيفتا هاون من العيار الثقيل على مكان تجمع المحتفلين, مما تسبب بمقتل ثمانية منهم ,كما أصيب أكثر من 40 آخرين، تزامن ذلك مع قصف الحي بعدة حشوات B10 على الطريق العام لتخويف الأهالي، كما قام
القناص المتمركز فوق مبنى قيادة الوحدات الخاصة بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي على مباني الحي.
أظهرت التحريات بأن قوات النظام السوري كانت على علم بشكل دقيق بمكان وزمان الحفل، فتعمدت استهداف المنطقة من أجل قتل وجرح أكبر عدد من أهالي الحي، ونشير إلى أن قوات النظام السوري قامت باستهداف حفل زفاف آخر في يوم الخميس 15 حزيران، حيث سقط بعض الجرحى، ولم نسجل سقوط قتلى. ويبدوأنمثلهذهالحوادثلإرهابوتخويفأهاليالحيلإجبارهمعلىالقبولبالهدنةوالمصالحةوفقالآليةالتييريدهاالنظامالسوري.
عضو الشبكة السورية لحقوق الإنسان الدكتور “مجد المصري” كان متواجدا في حي القابون في ذلك اليوم, وزار موقع الحادثة:
“توجهت بعد عصر يوم الجمعة إلى حي القابون برفقة أحد الأصدقاء، وفي طريق الذهاب رأيت سيارة تحمل فرقة “عراضة شامية “, وتبين لنا أنها كانت متجهة إلى حفل زفاف اثنين من شباب الحي بالقرب من الجامع الكبير. وعند خروجي من الحي عند غروب الشمس, رأيت العديد من السيارت تتجه نحو منطقة الجامع الكبير، ورأيت العشرات من الأشخاص تتجمع وهم في حالة فزع كبير, سألت عن الأمر فعلمت أن منطقة الحفل قد قُصفت بقذائف هاون، وقد تبين لنا فيما بعد أن مصدرها فرع الوحدات الخاصة الواقع على حدود حي القابون , وبعد قليل سمعنا دوي انفجار آخر تبين أنه ناتج عن سقوط قذيفة أخرى في ذلك المكان, اتجهت نحو المشفى الميداني وكان عشرات الناس متجمعين خارج المشفى, ثم دخلت المشفى فكان المنظررهيباً,الدماءمنتشرةعلىالأرضوعلىالجدرانوعلىالاسّرة,عددمنًالقتلىعلىالأرضمضرجينبدمائهم، والجرحىيعانونمنألم الإصابات,أحصيتبنفسيأكثرمنخمسةعشرجريحاموزعينعلىالأسّرةوعلىالأرض. سارعت لأتفقد حال المرضى فكانت إصاباتهم مختلفة, فاتجهنا لمعالجة الجرحى الأكثر خطورة: -كان هناك شاب ملقى على الأرض وهو فاقد الوعي قام أحد الزملاء بتنبيبه و قمت بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي ولكن و بعد عدة محاولات فاشلة لاحظنا توسع الحدقة وتوقف القلب, فاستشهد ذلك الشاب وأصحابه حولي يحاولون الكلام معه و ينادونه باسمه علاء ولكن دون جدوى ...لقد فقدنا أول جريح. اتجهت إلى سرير آخر, وكان عليه جريح تنزف منه الدماء بشدة, فسألت الطبيب عن حالته, فأخبرني أنه قد فارق الحياة هو الآخر. ثم اتجهت الى جريح آخر عنده بعض الجروح في وجهه, قمت بإجراء الخياطة، وكان يشكو كذلك من عدة شظايا في جسمه, وبعد أن انتهيت, قمت بإجراء الخياطة لجريح آخر عنده بعض الجروح في وجهه وكانت رجله مكسورة و تنزف بشدة, حيث تم وضع رباط ضاغط على منطقة النزف. الجرحى كانوا يتوافدون كل خمس دقائق, ولم يبق مكان لاستقبال أي جريح, فقام المسعفون بوضعهم على الأرض. بعض الحالات كانت حرجة جداً، وقد وصل, بعد حوالي ساعة, فريق من الهلال الأحمر السوري, ونقل عدة حالات خطرة إلى مشافي أخرى . وساهم الأهالي والنشطاء بنشر الخبر و طلب المساعدة و النجدة، فقدم فريق طبي من حي برزة المجاور ليساعد فريق القابون الطبي، وتم تحويل عدة حالات الى طبية حي برزة، وكان مرافقو المرضى يحاولون مساعدة الأطباء بأي شي يستطيعون القيام به، فيمسكون معهم الشاش والسيروم ويحاولون تنظيف الجروح لأصدقائهم في الوقت الذي كان الناس يتوافدون للمشفى ليتبرعوا بالدم.
حاولت جمع معلومات حول تفاصيل الحادث من شهود عيان فسالت بعض الجرحى عما حدث ،فأخبرني الجريح “عبد الله”: “ كنت أسير في الشارع فسقطت قذيفة هاون تسببت في إصابة عدد كبير من الجرحى داخل الحفل، ركضت لمساعدتهم ،وأنا هناك سقطت قذيفة أخرى فوقنا، وأصبت بجروح، وأصبحت بحاجة إلى من يسعفني، ثم نقلوني الى المشفى.”
الاختفاء القسري جريمة متعددة الأبعاد كون أثرها لايتوقف عند الضحية نفسه بل يمتد ليشمل أقرباءه بل وحتى أصدقاءه، ولسوريا تحديداً تجربة اجتماعية غاية في الألم والمرارة، عقب ارتكاب نظام حافظ الأسد مجزرة حماة المروعة في شباط/1982، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف منً المواطنين السوريين،وخلفت مالا يقل عن 22 الف من ألمفقودين والمختفين قسريا بحسب تقديرات حقوقيين في تلك المرحلة، ولا يعلم حتى اللحظة هل هم أحياء أو أموات، حيث لم تقم الحكومة السورية بالكشف عن مصيرهم، أو القيام بأي تحقيق في ذلك، بل تركت تبعات وآثار كل ذلك تتفشى ظواهر اجتماعية ونفسية غاية في الألم والقسوة على أبناء المحافظة، فلا يعلم أهل المختفي أي شيء عن مصيره، وقد ينتظرون سنوات عدة على أمل أن يعود يوماً ما، وخصوصاً أن نظام حافظ الأسد -وزيادة في المعاناة- كان يخرج كل بضعة سنوات شخصاً أوعدة أشخاص كانوا في عداد القتلى بالنسبة لذويهم فإذا هم أحياء، فيبعث روح الأمل الممزوج بالمعاناة لعشرات آلاف الأُسر الأخرى، وتبدو المعاناة على أشدها عندما يكون المختفي متزوجاً قد ترك وراءه زوجة لا تدري أتنتظر زوجها الذي سيخرج من سجنه عما قريب أم أنه في عداد الموتى، وعديدة هي الحالات التي تزوجت فيها نساء المختفين من غيرهم فإذا بالمختفي يعود من معتقله بعد بضع سنوات من الاختفاء، إضافة إلى أن
الشخص المختفي قد يكون معيلاً لأسرة كاملة. سار نظام الابن بشار الأسد على خطى سياسة والده بل على نحو أشد اتساعاً لتشمل سياسته تلك جميع المحافظات السورية، حيث يستخدم جريمة الاختفاء القسري كسلاح حرب لإرهاب الحراك الشعبي والمعارضة على حد سواء. وحتى بعد خروج الشخص المختفي من المعتقل فإن آثار ذلك النفسية والاجتماعية تمتد لسنوات وتهدد كامل مسيرة حياته.