وحّد التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس يوم الأحد الفائت، السوريين بكل أطيافهم، ليقفوا صفاً واحداً في وجه الإرهاب، متجاوزين كل الانقسامات الطائفية. ورغم أن الجريمة أسفرت عن مقتل 22 مدنياً وإصابة أكثر...
تفجير كنيسة مار إلياس يوحّد السوريين ويؤكد أن المحبة أقوى من الطائفية
٢٣ يونيو ٢٠٢٥
● أخبار سورية

تباين في الآراء الاقتصادية.. زيادة الرواتب: بارقة أمل أم مقدمة لتضخم جديد؟

٢٣ يونيو ٢٠٢٥
● أخبار سورية
إلغاء حفل افتتاح معرض "فود إكسبو" تضامناً مع أسر ضحايا كنيسة مار إلياس
٢٣ يونيو ٢٠٢٥
● أخبار سورية

بأقل من 24 ساعة .. الداخلية تُعلن تفكيك خلية متورطة بتفجير كنيسة مار إلياس بريف دمشق

٢٣ يونيو ٢٠٢٥
● أخبار سورية
● آخر الأخبار عرض المزيد >
last news image
● أخبار سورية  ٢٣ يونيو ٢٠٢٥
تفجير كنيسة مار إلياس يوحّد السوريين ويؤكد أن المحبة أقوى من الطائفية

وحّد التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس يوم الأحد الفائت، السوريين بكل أطيافهم، ليقفوا صفاً واحداً في وجه الإرهاب، متجاوزين كل الانقسامات الطائفية. ورغم أن الجريمة أسفرت عن مقتل 22 مدنياً وإصابة أكثر من 59 آخرين، فإن الرد الشعبي كان أبلغ من أي خطاب: السوريون، مسيحيين ومسلمين ومن كافة الطوائف الأخرى، وقفوا إلى جانب بعضهم البعض، وملأت مشاعر الحب والتضامن الشوارع والمستشفيات ومواقع التواصل.

صور المحبة والتعاضد أقوى من أي تفجير

لم يكن المشهد بعد التفجير مشهد حزن فقط، بل تجلت فيه أسمى معاني التراحم والتكافل بين السوريين. لمسنا على الأرض مواقف لا تُنسى: شبان وشابات من مختلف الطوائف يهرعون إلى مراكز التبرع بالدم، كي يساعدوا المصابين، ومن بينهم سيدة محجبة ظهرت في لقاء إعلامي وقالت، إن زمرة دمها نادرة وقد يحتاجونها.

إلى جانبها، وقف شباب مسيحيون ومسلمون في صفوف واحدة، يحملون هوية واحدة فقط هي الانتماء للوطن، وقلوبهم مليئة بالقلق على بعضهم البعض، وكأن كل مصاب هو أخ أو جار أو صديق. ورصدنا في مواقع التواصل دعوات للوحدة والتعاضد والمحبة بين السوريين.

 وتعاطف أبناء البلد مع ضحايا الحادث، وأعربوا عن حزنهم عليهم واستعدادهم التام لمساعدتهم، وأكدوا في الوقت ذاته أن الفاجعة لن تفرّقهم، بل تزيدهم تمسكاً ببعضهم البعض، ورأينا تعليقات ومنشورات من كل الاتجاهات، تواسي وتشد على الأيادي.

فشل محاولات الفتنة.. الشعب أوعى من التحريض

ومثل كل مرة، لم تغب محاولات المتصيدين عن المشهد، إذ حاولت بعض الصفحات المشبوهة استغلال التفجير لإشعال فتنة طائفية، لكن الرد كان صادماً لهم. وبدل أن تنتشر لغة الكراهية، وتتغذى النزعات والخلافات، وجدوا أمامهم جداراً من الوعي والمحبّة: شبان وشابات من مختلف الطوائف يتصدّون لأي خطاب فتنة، ويرفضون أي محاولة لتقسيم الصف.

وبعض الناشطين المسيحيين والمسلمين ذكّروا بمواقف إنسانية قدّمتها الدولة لأبناء الكنائس، وجهود الأمن العام بحمايتها، وأكدوا أن الاستهداف لم يكن موجّها ضد طائفة، بل ضد أمن السوريين جميعاً، ونشروا دعوات للحذر من الصف

تاريخ متجذر من التعايش.. يتجدّد في كل محنة

ما حدث في كنيسة مار إلياس ليس سوى تأكيد جديد على ما يعرفه السوريون جيداً: أنّهم أقوى معاً، وأن اختلافاتهم هي مصدر غنى لا صراع. والأيام الماضية كانت محملة بصور التعايش المشترك، ومنها قيام عزفت فرقة موسيقية مسيحية بعزف أنشودة "طلع البدر علينا" تزامناً مع حلول عيد الفطر، كما وزّع شباب مسلمون الحلوى أمام الكنائس في أحد الشعانين.

أراد منفذو التفجير أن يبثوا الخوف والانقسام، لكنهم اصطدموا بصورة مغايرة تماماً: شعب يداوي جراحه بحب، ويتجاوز آلامه بوحدة، ويردّ على الكراهية بالتضامن. دماء السوريين التي امتزجت في الكنيسة وفي المشافي لا تُفرّق بين طائفة وأخرى، بل تؤكد أن المصير واحد، والوجع واحد، والقلب واحد.

last news image
● أخبار سورية  ٢٣ يونيو ٢٠٢٥
تباين في الآراء الاقتصادية.. زيادة الرواتب: بارقة أمل أم مقدمة لتضخم جديد؟

أثار مرسوم زيادة الرواتب بنسبة 200% موجة تفاعل واسعة في الأوساط الاقتصادية والاجتماعية، وسط حالة من الترقب لما ستؤول إليه أسعار السلع والخدمات، في ظل ضعف الإنتاج المحلي والاعتماد شبه الكامل على المستوردات.

تحسن مؤقت بالقوة الشرائية

قال الدكتور "عبد الهادي الرفاعي"، عميد كلية الاقتصاد في جامعة تشرين، إن هذه الزيادة تشكل "نقلة مهمة" بالنسبة للفئات ذات الدخل المحدود، التي باتت غير قادرة على تلبية الحد الأدنى من احتياجاتها اليومية.

وأضاف أن التحسن المتوقع في القوة الشرائية قد ينعكس إيجاباً على مستوى الإنفاق الأسري، لا سيما في قطاعات التعليم والصحة، مما يسهم في تخفيف الضغط الاجتماعي وتعزيز الاستقرار المجتمعي.

تحذيرات من موجة تضخم مرتقبة

رغم الإيجابية المبدئية، حذّر "الرفاعي"، من أن غياب الرقابة الفعلية وضعف الإنتاج المحلي سيجعلان الأسواق عرضة لاستغلال بعض التجار، ما قد يؤدي إلى موجة جديدة من ارتفاع الأسعار، تمتص كامل الزيادة الممنوحة للرواتب.

ودعا في هذا السياق إلى "ضبط الأسواق وتفعيل الرقابة على التسعير ومنع الاحتكار"، إلى جانب دعم القطاعات الإنتاجية لتعزيز التوازن بين العرض والطلب.

الأسواق ستنتعش مؤقتًا... ولكن

وأشار "الرفاعي" إلى احتمال حدوث انتعاش مؤقت في قطاعات مثل الغذاء واللباس نتيجة زيادة الاستهلاك، لكنه نبّه في المقابل إلى مخاطر الضغط على العملة المحلية وارتفاع سعر الصرف، إذا لم تكن هناك مصادر تمويل حقيقية ومستدامة للزيادة.

واعتبر أن نجاح هذا الإجراء مرهون بتنفيذه ضمن رؤية اقتصادية متكاملة، تشمل ضبط سعر الصرف، وتحقيق عدالة في توزيع الموارد، وتحفيز الإنتاج المحلي لتجنب التبعات التضخمية.

خزام: ارتفاع الأسعار والدولار أمر حتمي

الخبير الاقتصادي "جورج خزام"، كان أكثر تشاؤماً، مؤكداً أن ارتفاع الدولار والأسعار "أمر حتمي" طالما لا ترافق الزيادة مع نمو في الإنتاج.

وقال إن زيادة الرواتب دون إنتاج تعني ببساطة زيادة الطلب دون زيادة في المعروض، وبالتالي ارتفاع الأسعار. وأشار إلى أن معظم السلع المتداولة في الأسواق إما مستوردة أو يدخل في تصنيعها مواد أولية مستوردة، ما يجعل من ارتفاع سعر الصرف نتيجة شبه مؤكدة.

وأضاف أن الصرافين سيعملون سريعاً على التخلص من السيولة بالليرة السورية عبر شراء الدولار، مما يضاعف الطلب عليه ويفاقم ارتفاعه، خاصة إذا كان تمويل الزيادة يتم عبر طباعة العملة وليس عبر معونات خارجية.

الشعار: خطوة وطنية شجاعة رغم التحديات

من جانبه، وصف وزير الاقتصاد والصناعة "محمد نضال الشعار"، مرسومي زيادة الرواتب بأنهما "خطوة بالغة الأهمية" من حيث التوقيت والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية.

وأكد أن هذه الزيادة تمثل رسالة التزام حكومي تجاه تحسين الواقع المعيشي للمواطنين، رغم كل التعقيدات التي تحيط بالاقتصاد الوطني. كما ناشد الشعار القطاع الخاص للاستجابة ورفع الرواتب والأجور بما ينسجم مع الخط العام للدولة، مشدداً على ضرورة التكامل بين القطاعين العام والخاص.

هذا وتتفق غالبية التحليلات الاقتصادية على أن زيادة الرواتب خطوة ضرورية للتخفيف من الأعباء المعيشية، لكنها محفوفة بالمخاطر في حال غابت الضوابط، وخصوصاً في سوق غير مستقرة تعتمد على الاستيراد.

وفي ظل غياب مؤشرات واضحة على تحفيز الإنتاج وضبط الأسواق، تبقى مخاوف التضخم وارتفاع سعر الصرف حاضرة بقوة، ما يطرح تساؤلات جدية حول مدى قدرة الاقتصاد السوري على امتصاص هذه الزيادة دون تداعيات سلبية على المدى المتوسط.

last news image
● أخبار سورية  ٢٣ يونيو ٢٠٢٥
إلغاء حفل افتتاح معرض "فود إكسبو" تضامناً مع أسر ضحايا كنيسة مار إلياس

قررت وزارة الاقتصاد والصناعة في الحكومة السورية يوم الاثنين 23 حزيران/ يونيو إلغاء حفل افتتاح معرض "فود إكسبو"، وذلك حداداً على أرواح شهداء التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس، وتماشياً مع ما تمر به البلاد من أحداث مؤلمة.

وفي التفاصيل أعلن مدير المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، الأستاذ "محمد حمزة"، أن القرار جاء بناءً على توجيه من وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور "محمد نضال الشعار". 

وأكد "حمزة" في بيان رسمي أن فعاليات المعرض ستستمر كما هو مخطط لها في الأيام المحددة، مشدداً على التزام الوزارة بدعم القطاع الغذائي والإنتاجي، ومواصلة العمل لتعزيز الأمن الغذائي الوطني رغم التحديات الراهنة.

ويعتبر  المعرض من أهم الفعاليات السنوية المتخصٌصة في الصناعات الغذائية في سوريا، ويشكّل منصة رئيسة للترويج للمنتجات المحلية وتعزيز التعاون بين المنتجين والمستوردين والمصدرين.

وكانت أعلنت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإجرامي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في منطقة الدويلعة بدمشق، إلى 25 شهيداً و59 مصاباً.

ووقع التفجير الانتحاري مساء أمس، 22 حزيران، داخل كنيسة مار الياس للروم الأرثوذكس في حي الدويلعة في دمشق أثناء قدّاس حضره مئات المصلّين.

ويأتي هذا الاعتداء الإجرامي في محاولة لضرب جهود الاستقرار النسبي الذي تشهده البلاد بفضل الجهود المكثفة التي تبذلها الحكومة منذ تحريرها من النظام البائد، من أجل إعادة الأمن إلى عموم المناطق وتثبيت التعايش بين مختلف مكونات المجتمع.

ويذكر أن الهجوم الإرهابي على الكنيسة شكل صدمةً شعبيةً واسعة، كما قوبل بموجة إدانات عربية ودولية، واعتبرته جميع مؤسسات الدولة جريمةً تمسّ وحدة النسيج السوري واستهدافاً مباشراً لحرية العبادة والسلم الأهلي في البلاد.

last news image
● أخبار سورية  ٢٣ يونيو ٢٠٢٥
بأقل من 24 ساعة .. الداخلية تُعلن تفكيك خلية متورطة بتفجير كنيسة مار إلياس بريف دمشق

أعلن وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، أن وحدات الأمن نجحت في تنفيذ عمليات دقيقة في حرستا وكفر بطنا، أسفرت عن تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش، متورطة بشكل مباشر في التفجير الذي استهدف كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة في دمشق. 


وأسفرت هذه العمليات، التي جرت بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات العامة، عن إلقاء القبض على متزعم الخلية وخمسة من عناصرها، بينما قُتل عنصران خلال الاشتباك، أحدهما مسؤول عن تسهيل دخول الانتحاري إلى الكنيسة، والآخر كان يخطط لهجوم إرهابي وشيك في العاصمة.

وبيّن خطاب أن التحقيقات التي أعقبت التفجير قادت إلى سلسلة من الإجراءات الاستخبارية الدقيقة، شملت تحليل الأدلة، وجمع المعلومات، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة لمقاطعة البيانات والتأكد من مصادرها. 


وأضاف أن وحدات الأمن عثرت خلال المداهمات على كميات من الأسلحة والذخائر وستر ناسفة وألغام، بالإضافة إلى دراجة نارية مفخخة، كانت مجهزة لاستهداف المدنيين، ما يشير إلى أن الخلية كانت تُعد لعمليات أخرى تهدف إلى ضرب الأمن والاستقرار.

وأكد الوزير أن هذه "الأعمال الجبانة" لن تُضعف من عزيمة الأجهزة الأمنية، بل ستزيدها إصرارًا على ملاحقة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره، مشددًا على أن الرد سيكون صارمًا ومستمرًا، وأن أمن المواطنين خط أحمر لا يمكن المساس به.

إدانات وطنية ودولية واسعة: استهداف الكنيسة جريمة بحق وحدة السوريين
خلّف الهجوم الإرهابي على كنيسة مار إلياس صدمة عميقة داخل المجتمع السوري، وأثار موجة واسعة من الإدانات من مختلف مؤسسات الدولة، وفعاليات دينية ومدنية، تعبيرًا عن الرفض المطلق لأي محاولة لضرب التعايش الوطني، أو اللعب على وتر الطائفية في بلد يمرّ بمرحلة دقيقة من إعادة بناء ذاته بعد سقوط نظام الأسد.

فقد اعتبرت وزارة الداخلية التفجير اعتداءً على حرمة دور العبادة وعلى السلم الأهلي، فيما أكد وزيرا الداخلية والإعلام أنس خطاب وحمزة المصطفى أن الهدف من الهجوم هو ضرب صورة الدولة في لحظة تأسيسها الجديدة، والتشكيك بقدرتها على حماية مواطنيها، مؤكدين أن الرد سيكون قانونيًا وأمنيًا ووطنيًا.

في السياق ذاته، أصدرت الرئاسة الروحية للدروز، ورابطة الصحفيين السوريين، وحركة رجال الكرامة، وفعاليات دينية مسيحية بيانات إدانة شديدة، رافضة استخدام الدين أو الطائفة كذريعة للإرهاب، ومعتبرة أن استهداف الكنيسة هو استهداف لكل السوريين دون تمييز.

تضامن عربي شامل مع سوريا في وجه الإرهاب
عربيًا، أجمعت دول المنطقة على إدانة التفجير الإرهابي، حيث عبّرت كل من "الإمارات، السعودية، قطر، البحرين، والعراق عن تضامنها الكامل مع سوريا، مشددة على أهمية حماية السلم الأهلي ووحدة الشعب السوري.

ووصفت السعودية الهجوم بأنه "اعتداء سافر على دور العبادة وترويع للمدنيين"، فيما اعتبرت قطر التفجير انتهاكًا صارخًا للحرية الدينية والسلم الأهلي. أما العراق، فحذر من محاولات إشعال الفتنة، مؤكدًا دعمه لسوريا في مكافحة الإرهاب.

إدانات دولية تؤكد دعم الدولة السورية الجديدة
كما صدرت مواقف دولية واضحة من الاتحاد الأوروبي، وفرنسا، وإيطاليا، وبلجيكا، والولايات المتحدة، وتركي، أكدت أن هذا النوع من الهجمات لا يستهدف مكونًا دينيًا فحسب، بل يضرب مشروع الدولة السورية الجديدة، وقد أدان المبعوث الأممي غير بيدرسون التفجير بشدة، ودعا إلى تحقيق شامل، مؤكدًا أن السلم الأهلي في سوريا مسؤولية جماعية.

من جهته، اعتبر المبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس باراك، أن التفجير "محاولة لإحباط مشروع التعدد والتسامح في سوريا"، مشددًا على أن بلاده تقف مع الحكومة السورية في مواجهة الإرهاب، فيما دعا المبعوث الأوروبي ميخائيل أونماخت إلى ضرورة حماية المدنيين واحترام حرية الدين والمعتقد.

الإرهاب يخسر مجددًا أمام وحدة السوريين
جاء تفجير كنيسة مار إلياس كمحاولة واضحة من تنظيم داعش لإرباك المشهد السوري، واستثمار المرحلة الانتقالية لضرب السلم الأهلي، لكن الرد الأمني الحاسم، والمواقف الرسمية والشعبية المتماسكة، والدعم العربي والدولي لسوريا، جميعها وجّهت رسالة قاطعة: سوريا اليوم أكثر وعيًا ووحدة، ولا مكان للإرهاب في حاضرها أو مستقبلها.

last news image
● أخبار سورية  ٢٣ يونيو ٢٠٢٥
إدانات عربية ودولية واسعة لتفجير كنيسة مار إلياس في دمشق

أثار التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، يوم الأحد 22 يونيو، موجة إدانات عربية ودولية غير مسبوقة، وسط دعوات واسعة لمحاسبة الجناة وتعزيز حماية دور العبادة في البلاد التي تخطو خطواتها الأولى نحو التعافي من عقد دموي من الحرب والانقسام.

وبحسب الرواية الرسمية، اقتحم انتحاري ينتمي إلى تنظيم داعش الكنيسة أثناء أداء قداس الأحد، حيث أطلق النار على المصلّين قبل أن يفجّر نفسه مستخدمًا حزامًا ناسفًا. وأسفر الهجوم عن مقتل 25 شخصاً وإصابة أكثر من 60 آخرين بجروح متفاوتة، في واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ سقوط نظام الأسد.

الرئيس السوري أحمد الشرع قدّم تعازيه لأسر الضحايا، واصفًا التفجير بـ"الجريمة البشعة"، ومؤكدًا أن الحكومة ستعمل ليلًا ونهارًا لضبط المتورطين وتقديمهم للعدالة. كما دعا إلى التكاتف والوحدة في مواجهة الإرهاب، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى، ومعلناً أن سوريا ستظل صامدة أمام كل محاولات زعزعة استقرارها.

وشهد الداخل السوري مواقف رسمية متتابعة، حيث دان وزير الداخلية أنس خطاب الهجوم، وأكد أن التحقيقات جارية. وأعلن المتحدث باسم الوزارة نور الدين البابا أن التنظيم المسؤول هو داعش، وأن الهجوم وقع داخل القاعة الرئيسية أثناء القداس. من جهته، شدد وزير الإعلام حمزة المصطفى على أن العمل يتناقض مع قيم المواطنة والوحدة الوطنية. واعتبر محافظ دمشق ماهر مروان التفجير استهدافًا مباشرًا للمجتمع السوري.

وشاركت وزارات الخارجية، الإعلام، الثقافة، العدل، الطوارئ، السياحة، الرياضة، والإسكان في الإدانة، مؤكدين أن التفجير محاولة لتمزيق النسيج الوطني. كما تعهد معاون وزير الداخلية اللواء عبد القادر طحان بـ"الانتقام من التنظيم الإرهابي"، بينما شدد وزير العدل مظهر الويس على أن العدالة ستطال كل المتورطين.

على صعيد المجتمع المدني، دانت رابطة الصحفيين السوريين التفجير ودعت لتحقيق فوري وشفاف. كما عبّرت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، وحركة رجال الكرامة، عن تضامنهما مع المسيحيين، مؤكدةً ضرورة مواجهة الإرهاب. واعتبر عضو لجنة السلم الأهلي حسن صوفان أن الهدف من الهجوم هو إحراج الدولة، لكنه أعرب عن ثقته بتجاوز المحنة.

دوليًا، توالت الإدانات العربية والدولية. من الإمارات والسعودية وقطر والعراق والبحرين والكويت وسلطنة عمان واليمن والأردن ولبنان وفلسطين، وصولًا إلى الاتحاد الأوروبي وروسيا وتركيا وفرنسا وأذربيجان وبلجيكا وإيطاليا. كلهم أدانوا الهجوم، وعبّروا عن تضامنهم مع الشعب السوري.

في أنقرة، أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم، مؤكدًا دعم بلاده الكامل لسوريا في حربها على الإرهاب. كما أعرب متحدثو حزب العدالة والتنمية ومستشارو الرئاسة عن مواقف مماثلة. وأكدت الخارجية التركية أن الهجوم يستهدف جهود الاستقرار، متمنية الصبر والسلوان لأسر الضحايا.

من موسكو، دانت وزارة الخارجية الروسية الهجوم، مؤكدة دعمها للسلطات السورية، وداعية لتعزيز الوحدة الوطنية. وأعلنت أذربيجان تضامنها الكامل مع سوريا، فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز حماية المدنيين وملاحقة مرتكبي الهجوم. وأعرب السفير الأوروبي ميخائيل أونماخت عن دعمه لحرية الدين والمعتقد في سوريا.

أبدت فرنسا دعمها الكامل للشعب السوري، بينما اعتبر المبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك أن التفجير محاولة فاشلة لإجهاض مشروع التسامح، مجددًا دعم بلاده للحكومة السورية. 

على مستوى الأمم المتحدة، أعرب فيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، عن تضامنه العميق، بينما شدد المنسق المقيم آدم عبد المولى على ضرورة تقديم المسؤولين إلى العدالة، كما دان المبعوث الأممي غير بيدرسون الهجوم ودعا لتحقيق شامل.

كما أدان السفير الإيطالي في دمشق ستيفانو رافانيان الهجوم، مؤكدًا أن كرامة الإنسان والحريات الدينية يجب أن تنتصر على العنف. وقدمت وزارة الخارجية البلجيكية تعازيها، ووصفت ما حدث بأنه اعتداء على المصلين خلال القداس.

إقليمياً، عبّر الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عن استنكاره، ودعا إلى تعاون إقليمي لمكافحة الإرهاب. كما شددت جامعة الدول العربية على أن التفجير يهدد وحدة المجتمع السوري، وأدان البرلمان العربي الهجوم بأشد العبارات.

من لبنان، دان الرئيس جوزيف عون الهجوم، مطالباً بحماية دور العبادة، فيما أكد رئيس الوزراء نواف سلام تضامن لبنان الكامل مع سوريا. وفي الأردن، شدد الناطق باسم الخارجية سفيان القضاة على دعم بلاده لاستقرار سوريا، ورفضه للإرهاب.

على الصعيد الديني، عبّر البطريرك الماروني بشارة الراعي عن ألمه، داعيًا إلى السلام والمحبة. وصرّح القس جوزيف قصاب أن ما جرى هو جريمة ضد الوطن والإنسانية. ووصفت الرئاسة الروحية للمسلمين الدروز التفجير بالعمل الإجرامي الدنيء، بينما شدد مجلس حكماء المسلمين على أن استهداف دور العبادة يتنافى مع كل القيم والشرائع.

كما أدان المفتي العام للجمهورية العربية السورية أسامة عبد الكريم الرفاعي التفجير وقال "تلقينا ببالغ الحزن خبر الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار الياس، واستنكر هذا العمل الغير المبرر، مححدا موقفه الثابت والرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية مهما كانت الدوافع والأسباب ونشدد على رفضنا التام استهداف دور العبادة وترويع الآمنين.

أما رئيس المكتب الاستشاري للشؤون الدينية عبد الرحيم عطون، فوصف التفجير بأنه محرَّم شرعًا ومجرَّم قانونًا. كما أكد وزير الطوارئ رائد الصالح استمرار الدفاع المدني بالاستجابة، ودعا وزير السياحة مازن الصالحاني إلى الحفاظ على التعايش، فيما شدد وزير الشباب محمد حامض على أن الوحدة الوطنية ستنتصر.

الهجوم على كنيسة مار إلياس، وهو أحد أسوأ الهجمات التي تشهدها العاصمة منذ سنوات، مثّل صدمة كبرى داخل البلاد وخارجها. ومع استمرار التحقيقات، تتواصل الدعوات لتكثيف الجهود المحلية والدولية لحماية المدنيين، وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في بلد يتطلع بمرارة إلى مستقبل مستقر وآمن.

وفي السياق أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا، عن عملية أمنية نوعية نفذتها الداخلية بالتعاون مع الاستخبارات العامة استهدفت أوكار تنظيم داعـش في دمشق وريفها، بينها وكر العصابة التي اعتدت على كنيسة مار إلياس.