حملة رقمية وفعاليات جماهيرية في المحافظات السورية احتفاءً بإشهار الهوية البصرية الجديدة
أطلق نشطاء سوريون حملة رقمية موسعة تحت وسم #هوية_تجمعنا، بالتزامن مع الإعلان الرسمي عن الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، في خطوة ترمز إلى انطلاقة وطنية موحّدة تعبّر عن رؤية سوريا المستقبل.
وتسعى الحملة إلى تعزيز الانتماء الوطني، وإبراز الرموز البصرية التي تمثل روح الدولة السورية الجديدة، وسط تفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتأكيد على أن الهوية البصرية تعكس قيم السيادة والانتماء والتجدد.
الإعلان الرسمي من دمشق
تُقام مساء اليوم الخميس، فعالية مركزية في ساحة الجندي المجهول بالعاصمة دمشق، عند الساعة التاسعة مساء، بحضور متوقع لرئيس الجمهورية أحمد الشرع، للإعلان عن الهوية الجديدة، والتي تشمل تعديلاً في الرمز الوطني للدولة، وتحديثاً للرموز السيادية البصرية بما يعكس تطلعات المرحلة الراهنة.
وبحسب مصادر رسمية، فإن الإعلان سيمهد لاحقاً لخطوات تنفيذية تشمل استبدال الوثائق الرسمية مثل بطاقة الهوية الشخصية وجوازات السفر، لتنسجم مع الهوية الجديدة.
فعاليات في مختلف المحافظات
وبالتوازي مع الاحتفال المركزي، تُنظم فعاليات جماهيرية في مختلف المحافظات السورية، في مشهد يُعبّر عن وحدة الجغرافيا والرمز والرؤية، وتستضيف كل محافظة حفلًا خاصًا عند الساعة 8:30 مساءً، وفق برنامج منظم.
وكانت أعلنت مصادر متطابقة في دمشق، عن الإعداد لإطلاق هوية بصرية جديدة يجري العمل عليها للجمهورية العربية السورية، في خطوة لتغيير وإجراء تعديلات على الشعار الرسمي الحالي القائم على شكل "العقاب"، المعتمد منذ عقود، لا سيما في عهد نظام الأسد البائد.
ويحمل الشعار الرسمي المعتمد للجمهورية، وفق القانون رقم 37 الصادر في 21 حزيران/يونيو 1980، عقاباً ذهبي اللون يحتضن في صدره ترساً عربياً منقوشاً عليه العلم الرسمي، بينما يمسك بمخالبه شريطاً كُتب عليه بالخط الكوفي "الجمهورية العربية السورية"، وتحيط به سنبلتا قمح ترمزان إلى الزراعة والخصوبة.
ورغم أن النسخة القانونية من الشعار تظهر العقاب باللون الذهبي، فإن رئاسة الجمهورية اعتمدت منذ سنوات نسخة معدّلة بدرجة حديدية اللون في أغلب المواد البصرية والرسمية.
ويُستخدم الشعار حالياً على العملة الوطنية، والوثائق الرسمية، وصفوف المدارس، وجوازات السفر، وبطاقات الهوية، كما يظهر في ترويسات الوزارات ومجلس الشعب، وهوية الدولة البصرية.
وفي سياق الحديث عن رمزية العقاب، فقد اختير لما يتميز به من سمات؛ أبرزها الشجاعة والأنفة، ورفضه أكل الجيف، خلافاً للنسر، وميّز العرب بين العقاب والنسر برسم الأول بجناحين مفرودين، بينما يُصوَّر النسر بجناحين مضمومين، كما أن النسر يفتقر إلى الريش حول رقبته، ما شكّل أساساً علمياً للتمييز بين الرمزين.
ويُشار إلى أن اللَبس بين "النسر" و"العقاب" في الأوساط الشعبية بدأ بعد الوحدة السورية - المصرية عام 1958، حين اعتُمد "نسر صلاح الدين" شعاراً للجمهورية العربية المتحدة.
وبعد الانفصال، عادت سوريا إلى استخدام شعار "العقاب" الذي يعود إلى التصميم الأول لسنة 1945، والذي أنجزه الفنان خالد العسلي، مستلهماً إياه من الرايات التاريخية لقريش وجيوش خالد بن الوليد عند دخول دمشق، وترمز سنبلتا القمح إلى الطبيعة الزراعية لسوريا، وإلى أهمية المحاصيل في حياة السكان.
ويرى مراقبون أن استخدام شعار العقاب في ظل حكم النظام البائد كان انعكاساً لرغبة في ترسيخ مفهوم الدولة المركزية، والتأكيد على وحدة البلاد وسيادتها ضمن هوية بصرية تحمل دلالات تاريخية وقومية.