مجموعة مسلحة تعترض طريق طلاب جامعة القلمون في السويداء وتمنعهم من العودة لجامعتهم
أفادت شبكة "السويداء 24" بأن مجموعة محلية مسلحة منعت اليوم الخميس مجموعة من طلاب محافظة السويداء من التوجه إلى جامعة القلمون الخاصة في دمشق، مدعية أنها تخشى على سلامتهم من اعتداءات محتملة.
وفقًا لمصادر من داخل الجامعة، تم توقيف الحافلات الطلابية المتجهة إلى دمشق في كراجات السويداء، حيث تم منع الطلاب من مغادرة المحافظة. ورغم محاولات بعض الأهالي وشركات النقل للتوسط بهدف السماح للطلاب بالعبور، لم تُفضِ هذه المحاولات إلى نتيجة، وسط إصرار من المجموعة على منع الطلاب من السفر، ما أدى إلى حدوث مشادات كلامية. وبسبب ذلك، اضطر العديد من الطلاب إلى العودة إلى منازلهم دون التمكن من استكمال رحلتهم.
وكانت رئاسة جامعة القلمون قد أعلنت عن تمديد فترة الامتحانات لمدة أسبوع إضافي، وذلك مراعاةً للظروف الحالية. كما أكدت الجامعة، من خلال تواصلها مع الطلاب، أن حرم الجامعة مؤمَّن وأن الطريق بين السويداء ودمشق مفتوح، دون وجود أي معوقات أمنية رسمية.
ومع ذلك، لا تزال بعض الجهات المحلية في السويداء تبدي تحفظات على عودة الطلاب إلى الجامعة في الوقت الراهن، مشيرة إلى مخاوف من تكرار حوادث الاعتداء، وتعبّر عن عدم ارتياحها للظروف الأمنية العامة.
ويعكس هذا المشهد حالة من التباين في الآراء بين الأفراد في المجتمع المحلي، حيث يدعو البعض إلى عودة الحياة التعليمية إلى طبيعتها وتحميل المسؤولية الكاملة على الجهات الرسمية التي تعهدت بحماية الطلاب، بينما يفضل البعض الآخر التريث "لحماية سلامة الطلاب"، ويعبر عن عدم ثقته بالإجراءات الأمنية الحالية.
وتُعتبر محافظة السويداء من أكبر المصادر للطلاب في الجامعات الخاصة، وخاصة في جامعة القلمون، حيث تشير التقديرات إلى أن أكثر من 60% من الطلاب في هذه الجامعة هم من أبناء السويداء. ومن جانبه، يؤكد العديد من الطلاب أن قرار العودة إلى الجامعة يجب أن يكون شخصيًا ويتم بالتنسيق مع أسرهم، مع ضرورة الحفاظ على حقهم في استكمال تعليمهم، واحترام المخاوف المختلفة التي قد تطرأ في المجتمع.
"البكور" يعرض مرافقة طلاب السويداء إلى جامعاتهم ودعمه لإنشاء جامعة خاصة بالمحافظة
وكان أكد محافظ السويداء، مصطفى البكور، التزامه الكامل بحماية وتأمين الطلاب في المحافظة، مشيرًا إلى استعداده لمرافقتهم شخصيًا حتى وصولهم إلى جامعاتهم في مختلف المدن السورية. جاء ذلك في تصريح مرئي بثته معرّفات محافظة السويداء الرسمية، يوم الأربعاء.
وأوضح البكور في كلمته أنه مستعد لتطبيق أي خطة يقترحها أهالي المحافظة لتأمين عودة الطلاب إلى جامعاتهم، مشددًا على أن حماية الطلاب وتأمين وصولهم إلى الجامعات والسكن الجامعي تعد مسؤولية الدولة السورية.
وأشار إلى أن وزير التعليم العالي قد وجه بتشكيل لجان من الطلاب أنفسهم في كل جامعة من أبناء المحافظة، ليكون هناك تواصل مباشر مع إدارة الأمن العام في حال حدوث أي اعتداءات أو محاولات تجييش طائفي سواء في الجامعات أو على مواقع التواصل الاجتماعي.
وسبق أن عقد محافظ السويداء، الدكتور مصطفى البكور، اجتماعًا مع مجموعة من أساتذة جامعات دمشق ودرعا العامة والخاصة من أبناء السويداء، لبحث سبل تأمين الطرق المؤدية من السويداء إلى غباغب ومن السويداء إلى دمشق، بهدف تسهيل وصول الطلبة والكوادر التعليمية إلى جامعاتهم بأمان، خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات.
في السياق، أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قراراً بحظر نشر أو تداول أو ترويج، وبأي وسيلة كانت، أي محتوى يتضمن تحريضاً على الكراهية أو الطائفية أو العنصرية أو يسيء إلى الوحدة الوطنية أو السلم الأهلي.
وأكدت الوزارة أن كل مخالفة لهذا القرار من قبل أعضاء الهيئة التعليمية والطلاب والعاملين في الوزارة وكل الجامعات الحكومية والخاصة والمعاهد العليا والجهات التابعة للوزارة أو المرتبطة بالوزير، تعرّض مرتكبها للمساءلة الجزائية والمدنية والمسلكية والتحويل إلى المجالس المختصة (التأديب- الانضباط) لاتخاذ العقوبات الرادعة، والتي قد تصل إلى الفصل النهائي أو الإحالة إلى القضاء حسب أحكام القوانين والأنظمة النافذة.
وكانت أخذت قضية مغادرة طلاب الجامعات من حمص وحلب، وخاصةً من أبناء الطائفة الدرزية في السويداء، منحىً رسمياً بعد حملة دعائية واسعة روجت لتعرضهم لمضايقات مستمرة على أساس مذهبهم وانتمائهم، وهو ما تم نفيه بشكل قاطع من قبل الجهات الرسمية.
وكانت أفادت مصادر محلية في محافظة السويداء، عن استمرار توافد طلاب الجامعات من أبناء الطائفة الدرزية إلى قراهم وبلداتهم في المحافظة، قادمين من جامعات حلب وحمص ودمشق ومناطق أخرى، بزعم الخشية من تعرضهم لاعتداءات طائفية، على خلفية الإشكالات والتصعيد الدامي الذي حصل قبل أسبوع في جرمانا وصحنايا والسويداء.
صفحات ومواقع إخبارية استثمرت الحدث، لمواصلة التجييش والتحريض على أساس طائفي، متذرعة أن الطلاب باتوا في حالة خطر، علمأ أن أحداث التوتر والتصعيد في مناطقهم انتهت نسبياً وعاد الأمن والاستقرار إليها بعد مساعي ومباحثات ومفاوضات حثيثة بين الحكومة ومشايخ العقل وقادة الفصائل والقوى الأمنية.
لكن هناك من يحاول استثمار الأحداث، والترويج لأن عودة الطلاب تأتي بسبب ماأسموه "العنف الطائفي"، وأنهم أجبروا على ترك مقاعد الدراسة، علما أن الإشكالات الي حصلت في الجامعات كانت محدودة ولم تسفر إلا عن إصابة طالبين في حمص وحلب، لكن بقيت الأجواء مشحونة بسبب استمرار التحريض الطائفي والمذهبي على مواقع التواصل.
وعقب إعادة الأمن لطريق دمشق - السويداء، أعلنت السلطات الحكومة تأمين الطلاب والموظفين والمدنيين العالقين في مناطق أخرى للعودة إلى قراهم وبلداتهم، عقب استعادة الأمن وملاحقة القوى التي ساهمت في التصعيد وإراقة الدماء، وتورط جهات من مشايخ العقل وقوى عسكرية في التصعيد وطلب الحماية الدولية من إسرائيل على وجه الخصوص.