صورة
صورة
● أخبار سورية ١١ يوليو ٢٠٢٥

أم شهيد في سوريا تستذكر ابنها في تلة 45 وتعلق: "هنا رائحة ابني ورائحة شهدائنا

في أدق التفاصيل اليومية، تستحضر أمهات الشهداء في سوريا ذكريات أبنائهن الراحلين، أولئك الذين قضوا في معتقلات النظام البائد، أو سقطوا في ساحات القتال دفاعاً عن الوطن، أو استُشهدوا تحت القصف الذي طال منازلهم وأحياءهم السكنية. تتقد في أعماقهن مشاعر حزن وحسرة لا يدركها سواهن، إلا أن مسؤولياتهن تجاه الأسرة والمجتمع تمنحهن قوة التماسك والصبر.

ومن بين هؤلاء الأمهات، تبرز قصة أم محمد، التي شعرت، وهي تقف على تلة 45 في ريف اللاذقية، أنها تشمّ رائحة ابنها الشهيد. قالت بصوت خافت يختلط بالحزن ودموع لا تكاد تُخفى: "هنا رائحة ابني، ورائحة شهدائنا"، وأعربت عن حزنها بسبب الكوارث التي خلّفتها الحرائق المندلعة حالياً في ريف اللاذقية. 

ومن خلال فيديو مصور، انتشر في منصات التواصل الاجتماعي، استذكرت تلك السيدة ابنها الشهيد محمد، مشيرة إلى أن تلك المنطقة التي تقف عليها مُعطرة بدماء الشهداء، وقالت: "محمد يا غالي، يا عمري يا محمد، ما شبعت له".

وأشارت إلى أنها كانت مسافرة عندما استشهد ابنها ولم تستطع العودة إلى البلاد، وأصرَّتْ على البقاء هناك، تفادياً لأن تتعرض للخطر كون ابنها شهيد ولأنهم ضد الأسد المخلوع. فمعروف عن النظام البائد انتقامه من المعارضين وإيذائه له، وتشهد تقارير حقوقية على ارتكابه انتهاكات بحق المدنيين المعارضين وذويهم.

قبل الهجرة، كانت تعيش أم محمد في قرية العيساوية، وعلّقت بالقول: "بيتي كان مشمع، وممنوع لأي أحد من القرية الاقتراب منه"، ثم عادت من تركيا إلى البلاد بعد سقوط الأسد، قبلها عاشت الغربة وصبرت عليها وعلى واستشهاد ابنها.

وتابعت أنها الآن تصرُّ على البقاء في سوريا وعدم العودة إلى تركيا، وقالت رجعت: "راسي مرفوع، كنت أتوقع هذا اليوم، لم أقطع الأمل يوماً من العودة "، وبالرغم من المآسي التي حصلت ما تزال تمتلك الأمل والعزيمة لبناء البلاد من جديد وعدم الاستسلام للظروف القاسية.


صبرت آلاف الأمهات السوريات على الحرب وظروفها، وفي داخلها يقين أن كل شيء يُعوض مع الوقت باستثناء فقد الأحبة، الذي ترك في نفوسهن جرحاً عميقاً لا يُرى، ومع كل تفصيل تعود إليهن ذكريات الأبناء الذي خطفتهم الحرب، إلا أنها يحاولن الصبر والثبات في سبيل الأسرة والمجتمع والحياة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ