
اغتيال أدهم رجوب: نهاية أحد كبار عرابي المصالحات في حمص
اغتال مسلحون مجهولون، اليوم الجمعة، المدعو "أدهم رجوب"، أحد كبار عرابي المصالحات في فترة ما قبل سقوط النظام السابق، وذلك في حي الوعر بمدينة حمص، أثناء وجوده في سيارته بالقرب من طلعة راكان. و"رجوب" هو عنصر سابق في الدفاع الوطني وكان معروفًا بتعاونه الوثيق مع الأفرع الأمنية التابعة للنظام السابق.
تعيد شخصية "أدهم رجوب" إلى الأذهان فترة التسويات والمصالحات في حمص، حيث كان يُلقب بـ "عرّاب الأسد" بسبب دوره البارز في عمليات إعادة أهالي حي الوعر إلى المدينة بعد اتفاق التهجير الذي تم في أواخر فترة حكم النظام.
وقد كان له دور محوري في تيسير عودة سكان حي الوعر إلى المنطقة بعد أن تم تهجيرهم إلى المخيمات في ريف حلب الشمالي، حيث شغل منصب الوسيط بين نظام الأسد وعدد من العائلات، وشارك في إرسال حافلات لنقل الراغبين في العودة إلى حيهم في عام 2017.
يُذكر أن "أدهم مختار رجوب" هو من سكان حي الوعر غرب حمص، وُلد في هذا الحي الذي كان له فيه دور كبير منذ بداية الأحداث السورية. شغل رجوب منصب عضو في لجنة وجهاء حي الوعر في الفترة ما بين 2011 و2012، وعُرف بعلاقاته الوثيقة مع المخابرات والأفرع الأمنية للنظام السوري البائد.
كما ارتبط اسمه خلال فترة الثورة السورية بتسهيلات كبيرة في عمليات التفاوض مع الأجهزة الأمنية لإطلاق سراح المعتقلين مقابل مبالغ مالية، إلى جانب تسويات سرية تمت مع فصائل النظام البائد.
واتهم "رجوب" في بداية الثورة السورية بتورطه في عمليات سرقة لعدد من المنازل والسيارات والمحلات التجارية في حي الوعر وعدد من الأحياء المجاورة مثل الحمدية والغوطة، وذلك في الأشهر الأولى للاحتجاجات الشعبية ضد النظام، كما وُجهت إليه تهم بالتعاون مع الأفرع الأمنية للكشف عن أسماء المتظاهرين ضد النظام. وعلى الرغم من هذه الاتهامات.
عقب سيطرة فصائل "الجيش الحر" على حي الوعر قبل عدة سنوات، تم احتجاز "أدهم رجوب" مع إخوته من قبل الفصائل بتهمة تشكيل فرقة قناصة للقيام باغتيالات ضد قياديين عسكريين في الحي. وقد تم قتل شقيقه "مالك" بعد أقل من 24 ساعة من احتجازهم نتيجة هذه التهم. وكان قرار الاحتجاز قد صدر من قبل رئيس الهيئة الشرعية في الحي، الشيخ حوري عثمان، بعد اكتشاف مهام محددة كانت موجهة لهم.
وخلال فترة احتجازه، طالب عدد من الأهالي بتصفية "رجوب" والتحقيق معه بشكل جاد. ومع ذلك، تم إطلاق سراحه في مايو 2017، وهو الأمر الذي ظل غامضًا، حيث أرجع البعض ذلك إلى كونه جزءًا من بنود اتفاق التسوية بين الفصائل العسكرية والنظام السوري البائد، رغم غياب أي تفاصيل رسمية من جانب هذه الفصائل.
وفي يوليو 2017، أفادت مصادر من مدينة حمص أن فصائل "الجيش الحر" ألقت القبض على مجموعة كانت تهدف إلى استدراج مهجّري حمص إلى مناطق النظام في تادف، وتحديدًا عبر دفعهم للتسوية والعودة إلى حضن النظام. وكان يُعتقد أن هذه المجموعة تعمل بتوجيهات من "اللواء حسام لوقا" و"أدهم مختار رجوب"، وذلك ضمن خطة لاستعادة السيطرة على الحي وإدماج الأهالي في صفوف قوات الأسد.
هذه الحادثة تُسلط الضوء على الدور المعقد الذي لعبه "أدهم رجوب" في الأحداث السياسية والأمنية المتعلقة بحمص، وتعيد إلى الأذهان فترةٍ عاشت فيها المدينة تحت وطأة نظام الأسد وشهدت خلالها صراعاتٍ شديدة وتأثيراتٍ عميقة على سكانها.