
اغتيال "الفاروق أبو بكر".. مسيرة ثائر حلب ومفاوضها أثناء الحصار
سلّط تقرير لموقع الجزيرة نت الضوء على مسيرة القيادي المعارض علاء الدين أيوب، المعروف باسم "الفاروق أبو بكر"، الذي اغتيل في 17 أغسطس/آب 2025، برز اسمه في مدينة حلب ضمن صفوف المعارضة المسلحة ضد نظام الأسد المخلوع، وتدرج في قيادة فصائل عدة من حركة أحرار الشام وصولاً إلى لواء المعتصم، ليصبح أحد أبرز وجوه الجيش السوري الحر.
مولد ونشأة
وُلد "الفاروق أبو بكر" عام 1984 في حي السكري بمدينة حلب، وعمل في فن الزخرفة وصناعة الرخام قبل أن تعتقله المخابرات الجوية مع بداية الثورة السورية عام 2011، وبعد الإفراج عنه التحق بصفوف المعارضة متشبثاً بخيار المواجهة.
مسيرته العسكرية
بدأ نشاطه العسكري في كتيبة "مصعب بن عمير" التي اندمجت لاحقاً ضمن لواء العباس، وشارك في السيطرة على أحياء عدة بحلب. ثم ساهم في تأسيس حركة الفجر الإسلامية التي التحقت بحركة أحرار الشام عام 2014، وفي العام نفسه تولى إدارة مكتب شؤون الأسرى والمبادلات بحلب.
خلال حصار المدينة عام 2016، لعب أبو بكر دوراً محورياً في إنشاء مجلس قيادة موحد للفصائل، وقاد المفاوضات مع روسيا والنظام المخلوع، والتي انتهت بخروج آلاف المقاتلين والمدنيين من حلب في ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام. بعد التهجير غادر إلى إدلب، ثم استقر في ريف حلب الشمالي حيث واصل العمل وسيطاً في صفقات تبادل الأسرى.
انتقال إلى لواء المعتصم وخلافات داخلية
في يونيو/حزيران 2018 غادر أبو بكر حركة أحرار الشام وانضم إلى لواء المعتصم التابع للجيش الوطني السوري. لكن مسيرته لم تخلُ من أزمات، إذ دخل في مواجهة داخلية مع قائد اللواء معتصم عباس عام 2024، خلال خلافات اتهم فيها القيادة بالفساد، انتهت بمقتل شقيق القائد أحمد عباس، على إثر ذلك اعتُقل أبو بكر ووجهت إليه تهمة المشاركة في الجريمة، لكنه خرج بكفالة مطلع يناير/كانون الثاني 2025 بعد سقوط النظام المخلوع.
اغتياله في أعزاز
بعد خروجه من السجن قرر استكمال دراسته الجامعية، والتحق بكلية العلوم السياسية في جامعة حلب الحرة بمدينة أعزاز. وفي 17 أغسطس/آب 2025، اغتيل أبو بكر عندما أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية النار عليه أثناء خروجه من الجامعة.
ردود فعل واعتقال المنفذ
وصف اللواء عبد القادر طحان، القيادي في قوى الأمن الداخلي، الاغتيال بأنه "جريمة بشعة" طالت رمزاً من رموز الثورة، متوعداً بمحاسبة الفاعلين. وفي اليوم التالي، أعلن جهاز الأمن في حلب إلقاء القبض على المتهم بقتل أبو بكر، بعد أن سلّم نفسه معلناً أن جريمته جاءت "ثأراً لمقتل والده القيادي في لواء المعتصم عام 2024".